الوطن
زيارة هولاند للجزائر وارتباطاتها بالحراك الداخلي في البلاد
في زيارة مجاملة أعلن عنها في سياق سياسي مميز
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 01 جوان 2015
أثناء زيارته السادسة للجزائر أعلن لورونفابيس وزير الخارجية الفرنسي عن زيارة مرتقبة للرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند قريبا للجزائر ورغم أنأجندةالاليزيه لم تسجل تاريخ الزيارة إلاأن وسائل إعلام تحدثت على تاريخ15جوان الجاري، وتكون هذه الزيارة الثانية بعد التي قادت الرئيس الفرنسي بين 19 و20 ديسمبر 2012 والتي كانت فارقة في العلاقات الثنائية بين البلدين، التي وصفت من رئيس الدبلوماسية الفرنسية في زيارته الأخيرة بأن "العلاقات ممتازة" وخلال الفترة الأخيرة لم تنقطع الزيارات المتبادلة سواء عبر الوفود والمبعوثين أو الوزراء وخاصة زيارة عبد المالك سلال إلى باريسفي الفترة 4 و5 ديسمبر 2014 أين بسط له السجاد الأحمر في الاليزيه ورافقه ساعتها تقريبا نصف الحكومة في زيارة غير متعود عليها في الايليزيه.
ووصفت زيارة سلال من طرف الكثيرين بأنها تفوق كثيرا الزيارات العادية لسابقيه أول رؤساء حكومات صديقة لفرنسا،وأنه جاء باحثا عن تزكية من الإليزيه مقابل الاستمرار في مفاضلة جزائرية رسمية للمصالح الفرنسية والذي بلغت قيمة التبادل بين البلدين في 2013 ما يقارب عشرة مليارات أورو كثاني بلد في التعامل الخارجي للجزائر، ولم تنقطع المشاريع الفرنسية في الجزائر رغم غياب الجدوى الاقتصادية بل وصفت من البعض أنهاعبارة عن هبات مغطاة بصفقات اقتصادية مثل ما هو الحال لمصنع رونو وغيره.
سلال حرص على لقاء كل المسؤولين الفرنسيين الذين زاروا الجزائر رغم بروزه في زيارات لدول أخرىكالولايات المتحدة الأمريكية حيث حظي بلقاء ولو مصغر مع باراك أوباما وانتقل أيضا إلى بريطانيا إضافة إلى الصين وإيطاليا ومصر وقطر وهي دول لها ثقلها الدبلوماسي وحاضرة في المشهد الحالي الذي تصاغ فيه الخريطة السياسية والدبلوماسية ولم يكن هذا الحضور الدبلوماسي بعيدا عن التحضير الشخصي لسلال رغم التحفظات التي كانت موجودة عليه من طرف بعض القوى في الداخل.
الأكيد أن التعاون الفرنسي الجزائري له عدة أوجه وخاصة الاقتصادي والأمني والدبلوماسي ولهذا تكمن أهمية باريس بالنسبة للجزائر أمام إرادة مشتركة للرسميين في البلدين على تجاوز التاريخ والحديث عن الحاضر وعن الدعم لخيارات النظام الجزائري بشكل خاص.
هولاند يأتي للجزائر للاطمئنان على صحة الرئيس وخاصة أن البعض يصف الزيارة بأنها زيارة مجاملة وخاصة أن الاتفاقات التي أمضتها الحكومتان في زيارة سلال لباريس تقارب العشرين اتفاقية تحتاج إلى متابعة في الإنجا، ويتحدث البعض أيضا عن تزامن الزيارة مع توقيت الانتقال السلمي للسلطة في الجزائر المتفق عليه مسبقا مع الرئيس بوتفليقة والأطراف الدولية،وهو ما يفسر التسارع الذي حصل في أجندة محيط الرئيس بما فيها عضوية سلال للجنة المركزية للأفلان وتكرير سعداني في المؤتمر العاشر ثلاث مرات "سلال مناضل" في الأفلان ووقوف هذا الأخير لتحية المناضلين بعد هذه النداءات هو شرطضروري للدخول للمرادية قبل الانتقال الكليمن الشرعية الثورية إلى الشرعية الدستورية.
الملفات الدبلوماسية وخاصة ملف مالي وليبيا سيكونان حاضران في المحادثات الثنائية بين البلدين، ولكن أيضا لقاءات هولاند التي لا تخضع لكثير من الشفافية سوف لن تكتفي بجوانبها البرتوكولية العامة فالفرنسيون رغم تمكنهم وبسط السيطرة على رعاية مصالحهم في الجزائر يرغبون دوما أن تستمر علاقاتهم الأمنية بشكل أفضل، ويسعون لتصحيح بعض الاختلالات القائمة، وخاصة أنالأجندات السابقة لم تقدم الكثير مما يفرض عليهم خيار التراجع في الخصومة والتقليل من الضغوطات والحملات المنظمة ضد جهاز الاستخبارات، وخاصة أن داعش أصبحت حقيقة في باريس قبل أن تكون في المناطق الحيويةبالنسبة لفرنسا.
سليمان شنين