الوطن

العيدوني: محاربة الإرهاب تقتضي احترام حقوق الإنسان

طالب بتكييف التشريعات الوطنية مع القواعد الدولية

 

 

قال رئيس النقابة الوطنية للقضاة، جمال العيدوني، إن محاربة الإرهاب يجب أن تتم باحترام القواعد القانونية الخاصة بذلك حتى لا تمس بحقوق الإنسان.

وأوضح العيدوني في كلمة افتتاحية أمس للاجتماع العشرين للمجموعة الإفريقية للاتحاد الدولي للقضاة المنعقد بالجزائر بالعاصمة، أن الحرب على الإرهاب التي تشكل في حد ذاتها "انتهاكا" لحقوق الإنسان، "إذا لم تتم في ظل احترام القواعد القانونية الخاصة تصبح خطرا على حقوق الإنسان"، وأضاف بأن الحرب على الإرهاب وعلاقتها بحقوق الإنسان "تندرج في إطار العلاقة الجدلية بين حقوق الإنسان والنظام العام"، وهي كما أضاف تشمل الإجراءات الأمنية المتخذة داخل الدول وكذا العمليات العسكرية التي تتم على المستوى الدولي".

هذا وأشار المتحدث إلى أن مكافحة الإرهاب تتم بعدة طرق منها "الأمنية السياسية والإعلامية"، مؤكدا أن نجاح ذلك هو "ضرورة الالتزام بقواعد القانون الدولي وتوفير الآليات القضائية التي تتيح ملاحقة مرتكبيه"، وسجل العيدوني أن التصدي للإرهاب يفرض تكييف التشريعات الوطنية للقواعد الدولية وتوسيع صلاحيات الهيئات والمؤسسات المكلفة بمكافحة الإرهاب والوقاية منه وبـ"قمع النزعة التسلطية".

وذكّر في الصدد ذاته بالتجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب والتي كما قال اعتمدت في التسعينيات على "الأسلوب الأمني" ثم الأسلوب "القانوني" والمتمثل في "مجموعة أوامر ردعية"، وكذا في "ميثاق السلم والمصالحة الوطنية" سنة 2006، من جهة أخرى برر المتحدث اختيار موضوع "مكافحة الإرهاب وحقوق الإنسان" لاجتماع المجموعة الإفريقية للاتحاد الدولي للقضاة لـ"ارتباطه بالوضع الراهن على مستوى منطقتنا في الساحل وإفريقيا عامة" التي تعرف في الآونة الأخيرة "تزايد العمليات الإرهابية وتنوع صورها وأشكالها".

على صعيد آخر أكدت رئيسة الاتحاد الدولي للقضاة كريستينا كرسبو، استعداد الاتحاد لتقديم أي مساعدة بطلب من الاتحادات المنضوية تحت الهيئة التي ترأسها، أما رئيس المجموعة الإفريقية للاتحاد موسي جون قناي فقد أشار إلى معاناة القارة السمراء من خطر الإرهاب على الحريات الفردية وحقوق الإنسان، موضحا بأن القارة الإفريقية قد "تعاني من ويلات" هذه الظاهرة ومن "آثارها الوخيمة" على الاستقرار والأمن والاقتصاد أيضا.بدوره تطرق الأمين العام للاتحاد الدولي للقضاة اوبرتو جياكومو إلى التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب، معتبرا إياها "نموذجا يجب أن تقتدي به كل الدول الإفريقية وكل العالم".

إكرام. س

من نفس القسم الوطن