الوطن

السلطة تؤسس ملامح مرحلة سياسية جديدة بقيادة سعداني

حرصت على تأكيد الشرعية القانونية والسياسية له

 

 

حرص رئيس المؤتمر العاشر لجبهة التحرير الوطني عمار سعداني في افتتاح أشغال المؤتمر أمس الأول على مراعاة كل الجوانب الشكلية في التحضير للمؤتمرات خاصة تلك التي تتعلق بالجوانب القانونية التي كانت تشكل دائما نقطة خلاف بين الإخوة الفرقاء في الحزب العتيد، وقد استغل وجود شهود من العيار الثقيل كأعضاء الحكومة وممثلين عن الهيئات الدبلوماسية الدولية سواء تلك المعتمدة بالجزائر أو ضيوف الحزب العتيد والحضور المكثف لوسائل الاعلام بالإضافة إلى تواجد مناضلي الحزب من كل محافظات وقسمات الحزب الموزعة عبر الوطن.

وقد جاء حرص عمار سعداني على كل الإجراءات المطلوبة قانونيا بدءا بالإعلان عن اسم المحضر القضائي وصولا إلى تأسيس لجنة إثبات العضوية إلى إجراءات شكلية أخرى حرص على القيام بها رغم أنها كلفت الحضور انتظار ساعات من الزمن، ولكن رسالة سعداني من خلال هذه الخطوة كانت واضحة وهي ترسيخ الشرعية القانونية التي يطعن فيها خصومه، بينما ساعدت الأدوات التي وفرها حلفاء القيادة التي حضرت لأشغال المؤتمر بداية بالأمين العام عمار سعداني وصولا لأطراف أخرى من خارج الحزب وقياداته المعروفة سواء في المكتب السياسي أو ممن تحوز على عضوية في اللجنة المركزية على تثبيت الشرعية السياسية له، وقد تمثلت من خلال تلاوة رسالة رئيس الجمهورية التي بعث بها للمؤتمرين والتي أكد فيها على شرعية المؤتمر وشرعية سعداني في الدعوة لانعقاده من خلال مباركته لأشغاله.

كما لم يترك مجالا للتشكيك في المرجعيات التي رغب خصوم سعداني أن يحتكموا إليها، فالمحكمة أصدرت قراراتها والإدارة المركزية ممثلة في الوزراء كانوا حاضرين والرئيس الذي لجأ إليه خصومه أصدر قراره وحكمه في رسالته التي بعث بها للمؤتمرين، والتي أكد فيها على كون القيادة الحالية عملت على الحفاظ على تماسك بنية هذا الحزب التاريخي العتيد المتجذر في أعماق الشعب الجزائري بالرغم مما تخلل مسيرته الطويلة من صعاب عقب دخول بلادنا عهد التعددية السياسية وخاصة ما ألم به خلال السنوات الأخيرة من محاولات متوالية لزعزعته.

ولم تتوقف خطوات سعداني عند هذا الحدّ بل ذهبت إلى أبعد من ذلك لما أعلنت عن أن بوتفليقة رئيس الحزب وليس رئيسا شرفيا كما كان من قبل ولما لهذا من دلالات سياسية عميقة فرضت على سلال أن يصدر تصريحات بعد المؤتمر الذي دخله ضيفا وخرج من جلسته الافتتاحية مناضلا ملتزما بحضور جلسة اليوم وربما لينال ترقية من مواقع النضال القاعدي إلى النضال القيادي، كما أسماه وهي أول ارتدادات رئاسة الرئيس للمؤتمرين ولقيادة الحزب الحالية والسابقة وتصريح سلال بعدها بأن سعداني هو الصحّ كان يصب في خانة أن الرئاسة تكون قد رتبت أوراق حلفائها وضمنت لهم الاستقرار الذي من شأنه أن يعزز أدوارا أخرى لهم في المشهد السياسي الجزائري مستقبلا.

خولة بوشويشي

من نفس القسم الوطن