الوطن

هكذا أحبطت الجزائر مخططات داعش للتوغل إلى المنطقة

الرقابة على المساجد ومواقع الإنترنت فرضت حصارا على شبكات التجنيد

 

كشفت تقارير غربية، أن الجزائر نجحت في صد الخطر الذي يشكله تنظيم داعش، مشيرة إلى أن عدد الجزائريين الذين يقاتلون ضمن صفوف التنظيم ضئيل جدا بالنظر إلى المقاتلين المنحدرين من دول عربية وإسلامية، بالرغم من محاولاته تجنيد جزائريين في صفوفه للقتال في العراق وسوريا، ومساعدته للتوغل في منطقة شمال افريقيا والساحل، موضحة أن الرقابة الامنية المشددة على بعض المواقع الالكترونية التي تدعو إلى التطرف، والرقابة على المساجد والهيئات الدينية، حال دون تنفيذه لهذا المخطط، كما أضافت بأن تواجد تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي في دول من المنطقة، لعب دورا كبيرا في عدم انخراط المسلحين في صفوفه، حيث حرصت القاعدة على عدم فقدان عناصرها، والتحاقهم بالبغدادي.

وتشير الإحصائيات الموجودة، إلى إن عدد الجزائريين المجندين ضمن جبهة النصرة وداعش لا يتجاوز 400 شخص، وهو عدد قليل مقارنة بالجنسيات العربية الأخرى، خصوصا تلك المنحدرة من دول الجوار، كتونس المغرب وليبيا، إلا أن السلطات تبنت مخططا امنيا لغلق الطريق امام التنظيم قبل ان يفكر في اقتحام التراب الوطني، حيث شددت الرقابة على عدد من الشبكات المتورطة في تجنيد جهاديين ضمن التنظيم داخل وخارج الوطن، بحيث ضاعفت السلطات الامنية درجة التنسيق والتعاون الاستخباراتي مع دول الجوار، لصد الخطر، ما سمح بإحباط عديد المخططات في هذا الصدد.

وأضافت التقارير ذاتها، بحسب موقع الاناضول،ان الجزائريين اصبحوا يملكون الوعي اللازم، بسبب ما مروا به خلال سنوات العشرية السوداء التي كبدت البلاد خسائر بشرية ومادية معتبرة، ما صعب من مهمة التنظيم في استمالتهم للقتال في صفوفه، كما لعبت وزارة الشؤون الدينية دورها، في نشر الوعي الديني والتحسيس بخطورة التورط في هذه التنظيمات، وأوضح احد الائمة الجزائريين بحسب المصدر ذاته، "أنا أعتقد أن الوعي الكبير لدى أئمة المساجد في الجزائر الذي تكوّن من خلال معايشة الحرب الطويلة ضد الارهاب، دفعهم تلقائيًا للعمل عل توعية الشباب بخطورة الانقياد خلف دعوات الجماعات السلفية الجهادية"، كما اكد الباحث في علم الاجتماع سوام نور الدين، "أنا أرى أن السبب الرئيسي لتراجع نشاط شبكات تجنيد الجهاديين في الجزائر لا يتعلق برقابة الحكومة على المساجد أو وعي الأئمة بل يتعلق بالوعي الذي تكوّن لدى غالبية الجزائريين الذين جربوا قبل عقدين من الزمن التهديد الارهابي، وحتى وإن كانوا صغار السن فإنهم سمعوا من قصص الحرب المرعبة وفي كل الحالات فإن الوعي ودور أئمة المساجد ساهما في تقليص نشاط شبكات تجنيد الجهاديين".

 بالمقابل،أدخلت الخلافات في تنظيم القاعدة الدولي حول أولوية جبهات الجهاد في سوريا ضد نظام بشار الأسد أو في شمال مالي ضد قوات الغزو الفرنسية التي تدخلت لطرد تنظيم القاعدة وحلفائه من شمال دولة مالي عام 2013، أنصار التيار الجهادي في الجزائر في حالة من الشك، حيث أشار الباحث في الشؤون الأمنية، أحمد تاوتي، إلى انه "كان واضحًا من خلال ما نشرته المواقع الجهادية المقربة من تنظيم القاعدة في بلاد المغرب أن كبار قيادات التنظيم ترى أن دعوة الشباب للقتال في سوريا ستؤدي إلى الإضرار بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، وقد عارض أمير تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي المدعو عبد الملك دروكدال منذ بداية النزاع المسلح في سوريا فكرة ذهاب مقاتلين سلفيين جزائريين للقتال في سوريا أو العراق، وبدأت أجهزة الأمن في وقت مبكر بملاحقة شبكات تجنيد المقاتلين الراغبين في الالتحاق بسوريا. ويرجع خبراء أمن جزائريون سبب تراجع عدد الجزائريين الموجودين ضمن جماعات تنظيم داعش في العراق وسوريا وجبهة النصرة في سوريا إلى الجهد الكبير للأجهزة الأمنية الجزائرية في مجال ملاحقة شبكات تجنيد المقاتلين، وأضافوا: "عملت أجهزة الأمن الجزائرية على تعقّب شبكات تجنيد الجهاديين للقتال في سوريا والعراق على 3 مستويات: الأول هو مراقبة عدد كبير من الأشخاص محل الشبهة المنتمين للتيار الجهادي، والثاني: مراقبة النشاط الدعوي للتيار نفسه على شبكة الإنترنت، وثالثًا: التنسيق الأمني مع عدد من الدول العربية والغربية في إطار الاتفاقيات الأمنية بين الجزائر وهذه الدول".


أميرة. أ

من نفس القسم الوطن