الوطن
تبرئة متهمين اثنين توبعا بجناية التعذيب لصالح جماعة إرهابية
الجريمة تعود إلى 20 سنة مضت
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 26 ماي 2015
برأت، محكمة جنايات العاصمة أمس، شقيقين "ب. محي الدين" سائق بشركة صينية و"ب. عز الدين" يعمل بالوكالة الوطنية للفضاء من تهمة السرقة والخطف والاحتجاز والانتماء إلى جماعة إرهابية كانت تنشط خلال العشرية السوداء بمنطقة الشراعبة ومشاركتهما في اختطاف شخص في حاجز مزيف وتعريضه للتعذيب بسلك كهربائي واقتلاع أصابعه، بالإضافة إلى تزويدها بـ 14 قارورة غاز بوتان استعملت في صناعة القنابل، وجاء هذا الحكم بعدما التمست النيابة العامة عقوبة 20 سنة سجنا نافذا في حقهما.حسب ما دار في جلسة المحاكمة أمس فان وقائع القضية تعود إلى سنة 1995 عندما انتقل المتهم "محي الدين" من مقر إقامته بالمرادية إلى بلدية الشراعبة للسكن بجوار شقيقه المتهم الثاني في الملف المدعو "عز الدين"، حيث قام باستئجار منزل بالمنطقة ملك للضحية " ر، مصطفى " الذي اكتشف بعد فترة اختفاء 14 قارورة غاز بوتان مملوءة إلى جانب أغراض أخرى. وأضاف الضحية "ر. مصطفى" في معرض تصريحاته أنه بعد الحادثة اتصل به جاره المدعو "ب. طاهر" واخبره بأنه شاهد المستأجر الجديد يتعامل مع الجماعات الإرهابية التي كانت تسيطر على المنطقة التي تحولت إلى بؤرة توتر وطلب منه أن يحتاط ويتخذ كافة الإجراءات اللازمة كونه ضبطه يسلمهم قارورات غاز بوتان، ليقوم الضحية بعدها باتهام المستأجر بالسرقة لتنشب بينهما مناوشات كلامية، انتقل بعدها المتهم "ب. محي الدين" للإقامة في مكان آخر، وخلال تلك الفترة تم اغتيال المسمى "ب. طاهر" من طرف الجماعات الإرهابية، وبعد مدة اتصل به المتهم هاتفيا وهدده بالقتل في حال تنقله إلى منطقة الشراعبة، غير أن الضحية لم يكترث للتهديد وتنقل إلى المنطقة شراعبة رفقة ابنه وزوجته يوم 27 أفريل 1995، وفي طريق العودة أوقفه ثلاثة أشخاص وقاموا بتكبيله بواسطة أغلال تابعة لمصالح الأمن، ثم نقلوه إلى عيادة مهجورة وسط صراخ أفراد عائلته، حيث التقى هناك بحوالي 12 إرهابيا وكانوا حاملين لأسلحة نارية. وقد صرح الضحية بأن الجماعة الإرهابية أجلسته بالقوة على صفيحة ساخنة وقاموا بتعذيبه بواسطة سلك كهربائي، وقاموا بإحداث له فتحة على مستوى الرأس وكسروا أضلعه واقتلعوا بعض أصابعه بواسطة كماشة وعذبوه بواسطة ماء ممزوج بمواد منظفة، كما وجهوا له عدة ضربات على مستوى العين والوجه ولاموه على اتهام "محي الدين" بالسرقة وأخبروه بأن قارورات الغاز منحها لهم وقد استعملوها في صناعة القنابل، كما طلبوا منه أن يمولهم ويزودهم بمعلومات حول تنقلات مصالح الأمن، وبعد 4 ساعات من التعذيب أطلقوا سراحه ولم يتقدم بالشكوى إلا بعد مرور وقت طويل على الحادثة. وقد برر ذلك بكونه كان يعاني من اضطرابات نفسية جراء الحادثة، ثم تراجع في بعض تصريحاته وأكد أن أصبعه المقطوع تعرض لحادث قبل واقعة الاختطاف. وبقي الشقيقان في حالة فرار إلى أن ألقي القبض عليهما من طرف مصالح الأمن، حيث صرح المتهم الرئيسي خلال التحقيق بأنه ينكر التهم المنسوبة إليه وأكد أنه أقام في منطقة الشراعبة مدة 20 يوما فقط ولم يتسن له الوقت لربط علاقات مع الجماعات الإرهابية الناشطة بالمنطقة، أما بخصوص الأغراض المفقودة فأكد أن المالك لم يترك أي شيء في المنزل، وأنه باع كل شيء قبل أن يغادر.
أميرة. أ