الوطن

هل ستنقذ الأمطار المتساقطة الموسم الفلاحي؟

بعد حوالي ثلاثة أشهر من الجفاف وتوقعات بخسارة 40 بالمائة من محصول القمح والشعير

 

إستبشر الفلاحون خيرا بسقوط الأمطار خلال الـ48 ساعة الماضية بعدد من ولايات الوطن، لتنقذ بذلك ما يمكن إنقاذه من الموسم الفلاحي الذي تضرر كثيرا من الجفاف،خاصة محصول الحبوب من القمح والشعير بعد أن تأخر سقوطها الثلاثة أشهر الماضية.

تنفس الفلاحون الصعداء بسقوط الأمطار الأخيرة بسبب خوفهم المتزايد من سنة فلاحية جافة خاصة عقب انحباس الأمطار في الثلاث أشهر الماضية ما أنذر بموسم فلاحي جاف،ورغم أن المسوم الفلاحي تضرر بشكل كبير باعتراف الفلاحيين والوزارة الوصية خاصة محصولي القمح والشعير إلا أن الامطار التي تساقطت يمكنها إنقاذ باقي المحاصيل من الخضر والفواكه خاصة وان الأمطار المتهاطلة تساقطت بكميات معتدلة وعلى مدار ساعات متواصلة.

قايد صالح: الأمطار المتساقطة قد تنقذ محصول الخضر والفواكه لكن القمح والشعير فات الأوان

وفي هذا الصدد أكد الأمين العام السابق لاتحاد الفلاحين الأحرار قايد صالح في تصريحات لـ"الرائد" أنه رغم أن الموسم الفلاحي من القمح والشعيرقد فقد حوالي ال40بالمائة من المحصول المتوقع لهذه السنة، بسبب الجفاف الذي ضرب الجزائر الفترة الماضية إلا أن الأمطار المتساقطة خلال الساعات الأخيرة يمكنها أن تنقد باقي المحاصيل من الخضر والفواكه التي تحتاج إلى الأمطار ليكتمل نضوجها أما عن محصول القمح والشعير أكد قايد صالح أن الأمطارجاءت متأخرة بالنسبة للمحصول لأن أغلب سنابل القمح والشعير بدأت بالاصفرار لأنها كانت في فترة الجفاف تحتاج إلى المياه لتمتلئ وعدم حصولها عليه عرضها للأمراض والجفاف. وفي ذات الخصوص، أوضح صالح، أن الأراضي التي تم حرثها في أكتوبر ونوفمبر الماضيين، نستطيع أن نقول عنها أنها قد خسرت موسمها، أما عن المحاصيل التي تأخرت زراعتها فيمكن للأمطار المتساقطة أن تنقذها ووصف قايد صالح هذه الامطار بالنافعة والمفيدة للفلاحة، وذلك رغم تأخرها لاسيما بالنسبة للأشجار المثمرة ومزروعات الخضر كونها خفيفة ولا تؤدي إلى سقوط الثمار وهو ما يسمح بتحقيق إنتاج جيد من التين والزيتون وأضاف في هذا السياق، أنه بعد بداية ماي الذي تميز بالحر والجفاف، تأتي هذه الأمطار في الوقت المناسب، وأشار صالح من جهة ثانية إلى أن مزروعات الخضر تستفيد هي الأخرى من هذه الأمطار لاسيما منها البطاطس. من جهة أخري دعا قايد صالح وزارة الفلاحة والتنمية الريفية إلى توسيع الأراضي المسقية، وخاصة فيها يتعلق بالقمع والشعير، خاصة مع الظروف المناخية المضطربة التي أصبحت تمر بها الجزائر كل سنة والتي جعلت الجزائر تصنف ضمن البلدان المهددة بالجفاف، وبالتالي يصبح الاعتماد على مياه الأمطار في الفلاحة دون باقي الوسائل المتعارف عليه في السقي مغامرة كبيرة وتلاعب بالأمن الغذائي للجزائريين.

توقعات بإنتاج فلاحي ضئيل من القمح... والاستيراد يبقى الحل الوحيد 

من جهته كان المدير العام للديوان الوطني المهني للحبوب محمد بلعبدي قد أعلن أن موسم الحصاد قد انطلق مع حلول شهر ماي الجاري في ولايات الجنوبللقمح الصلب بالنسبة للمساحات المسقية للمحاصيل الكبرى، كما تم حصاد محصول الشعيرفي المناطق المبكرة الموجودة في الغرب، مقدرا معدل الانتاجحسب إحصائيات السنوات الماضية من القمح الصلب ي 18 قنطارا في الهكتار والشعير 15 قنطارا والقمح اللين 16 قنطارا، وهو محصول ضئيل قد لا يكفي لاحتياجات الجزائر من هذه المادة الأساسية ما جعل الحكومة تطرح مناقصة دولية لشراء 50 ألف طن من القمح الصلب من منشأ اختياري لتأتي هذه الطلبية من القمح تأكيدا لفشل السياسة الفلاحية وتفنيدا لتصريحات مسؤولي قطاع الفلاحة التي مفادها أن الجزائر التي تعد من بين أكبر 5 دول في العالم مستوردة للحبوب، لن تستورد القمح والشعير خلال النصف الثاني من عام 2014، غير أن الجزائر عادت بقوة لم تتوقعها الأسواق وسارعت لاستيراد كميات من القمح وخاصة القمح اللين الموجه لصناعة الخبز بسبب الجفاف الذي عرفته الجزائر خلال الأشهر الأخيرة وندرة الأمطار مما أثر على محصول الحبوب مع بدء عمليات الحصاد في ولايات الجنوب.

 

 

س.زموش

من نفس القسم الوطن