الوطن

هل نجحت السلطة في إحداث قطيعة بين صفوف خصومها

التضييق الإداري وابتزاز الأحزاب الفاعلة أهم أسلحتها

 

  • فراد: المعارضة مصرة على المضي قدما في مشروعها

 

منذ أن تم عقد لقاء مزافران الذي وصفته المعارضة بتاريخي، باعتباره استطاع ان يجمع أكبر قدر من اقطاب المعارضة من اقصى اليمين إلى اقصى الشمال على اختلاف أيديولوجيتهم، والسلطة تسعى إلى تفكيك هذا التجمع الذي أطلق عليه تنسيقية الانتقال الديمقراطي بشتى الطرق ومختلف الأساليب التي تعودت عليها على غرار التضيق الإداري وابتزاز الاحزاب الفاعلة وخلق فيها صراعات تشغلها عن التفكير لإقلاق السلطة.

وتسعى السلطة منذ تكتل المعارضة في تنسيقية الانتقال الديمقراطي في اللعب على التناقضات التي تتشكل منها، خاصة وان تعدد مشارب وأيديولوجيات الأحزاب المنضوية تحتها بعيدة عن بعضها البعض ويكف ان نقول ان أحزاب إسلامية وأخرى علمانية وأخرى اشتراكية تجلس جنبا إلى جنب في هذا التكتل الذي فاجأ الجميع خاصة في قدرة جمع كل هاته الأقطاب المتناقضة في كل شيء.

لكن يبقى التوافق الأكبر والجامع بين هذه الأقطاب المعارضة هو اتفاقهم على بناء نظام ديمقراطي بدل النظام الحالي الذي اتفقت هاته الأقطاب على ان الزمن قد تجاوزه ومسألة زواله باتت مسألة وقت لا غير، ولان السلطة تدرك جيدا خطر استمرار هذا التكتل أي تنسيقية الانتقال الديمقراطي، تعمل على قدم وساق من اجل تشتيت أفكارها والتضيق عليها بالوسائل التقليدية التي دأبت على استعمالها في مثل هكذا ضرف، وأبرزها استخدام الإدارة في التضيق على اللقاءات والتجمعات التي تسعى لعقدها التنسيقية او أي حزب من التكتل، إضافة إلى العمل على اذكاء الفتنة والخصومة داخل أكبر الأحزاب المشكلة للتنسيقية قصد الهائها بمشاكلها الداخلية بدل التركيز مع السلطة وانتقادها.

كما تلعب السلطة على وتر ضرب الأحزاب ببعضها البعض، وخلق حالة من الاستقطاب بين أحزاب المعارضة وأحزاب المولات من اجل الهاء هاته الأخيرة بمعارك جانبية، تمكنها من تمرير مشاريعها دون تفطن المعارضة، وذلك بجعل أحزاب الموالاة او ما يطلق عليها بأحزاب السلطة تهاجم المعارضة في كل فرصة تتاح لها بالإضافة إلى تخوينها والتشهير بها وجعلها دائما في مقام المدافع عن نفسها بدل المبادرة بكشف تجاوزات السلطة واخطائها.

 

فراد: المعارضة مصرة على المضي قدما في مشروعها

 

عن هذا الموضوع يقول المحلل السياسي ارزقي فراد ان السلطة لم تنجح حتى الآن في احداث قطيعة بين أقطاب المعارضة، التي بحسبه وجهة ضربة موجعة لسلطة عند عقدها لقاء مزافران، الذي وصفه بالتاريخي، مؤكدا ان تنسيقية الانتقال الديمقراطي التي ولدة من ذلك الاجتماع ماضية قدما في مشروعها الديمقراطي رغم انف السلطة التي باتت تتخبط في مشاكل عديدة بحسبه.

واعتبر فراد محاولة السلطة اللعب على التناقضات التي تتشكل منها التنسيقة، محاولة يائسة من اجل تفكيك اقطاب المعارضة، ومكشوفة للجميع خاصة وان النظام لم يغير هذا الأسلوب منذ قيامه، وأضاف فراد في حديثه لـ "الرائد" ان الدكتاتورية الإدارية التي تمارسها السلطة على تجمعات الأحزاب المعارضة برفض إعطائها تصاريح التجمعات في القاعات العمومية، لم يعد يحقق غايته بسبب ترفع الأحزاب عن هذا المطلب واكتفائها بعقد تجمعاتها في مقراتها لتجنب الصدام مع السلطة، هذه الأخيرة بحسب فراد دائما ما تسعى إلى خلق البلبلة والفوضى داخل الأحزاب المعارضة لها بغية تركها تتخبط في مشاكل داخلية ومعارك جانبية تستفيد منها السلطة بتمرير ما تشاء من قرارات تخدم مصالحها، اما عن قدرت المعارضة على الاستمرار في مسعاها فقد قال فراد انه متأكد من مواصلة المعارضة في لعب دورها البناء، مع تيقنه بأن السلطة لن تسكت عن هذا الحراك الذي بحسبه يهدد وجودها واستمرارها في الحكم، وقال نفس المتحدث ان دور المعارضة وباعتراف السلطة مكن من تعطيل عدة مشاريع كانت تطمح لها السلطة، على غرار التعديل الدستوري التوافقي الذي كان يحلم به الرئيس بعد سنة من حكمه وهو ما لم يحدث بسبب مقاطعة المعارضة للمشاورات ورفضها إعطائه شرعية، زيادة على ضغطها بعد التعديل الحكومي الأخير الذي اسفر عن تعين رأسين لدبلوماسية الجزائرية، ما اسفر عن تعديل آخر أعاد الأمور إلى نصابها، كل هذا بحسب المحلل السياسي ارزقي فراد يعد انتصارات سياسية تصب في صالح المعارضة وتكتلها الذي بات يمثل توازنا في الحياة السياسية الجزائرية لم تشهده من قبل.

مراد.ب

من نفس القسم الوطن