الوطن
المضادات الحيوية في علف الماشية والدواجن "كارثة" صحية
منظمة الصحة العالمية تدق ناقوس الخطر وتحذّر الجزائريين
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 20 ماي 2015
- رئيس هيئة "فورام" لـ"الرائد": الاستعمال العشوائي لمضاداتالمواشي والدواجن يقودنا إلى أزمة
دقت منظمة الصحة العالمية في تقريرها الأخير ناقوس الخطر حول المقاومة التي تبديهاأنواع من البكتيريا للمضادات الحيوية، وطالبت الدول الأعضاء بوضع برامج وطنية بشأن منع تطورها، سيما ما تعلق بالمضادات المضافةإلى علف المواشي والدواجن في مزارع تربية الحيوانات، في الوقت الذي أعلنت فيه وزارة التجارة بإعادة فتح أسواق الماشية عبر الوطن والذي من شأنه أن يفاقم الوضع في تطور هذه الأنواع من البكتيريا المقاومة.
وأدرجت هذه المرة منظمة الصحة العالمية، في تقريرها، الموجه للدول الأعضاء بما فيها الجزائر، خطر المضادات الحيوية المضافة إلى علف المواشي والدواجن، وحذرت من الإفراط في استعمالها في مزارع تربية الحيوانات، كنوع من الوقاية من تطور مقاومة البكتريا لهذه المضادات، التي من شأنها أن تتنقل إلى جسم الإنسان، وتزيد من نسبة البكتيريا المقاومة في جسده، إضافة إلى تحذيراتها المستمرة بضرورة تفادي تناول المرضى للمضادات الحيوية بكثرة، والتريث إلى غاية التماثل للشفاء بدون مضاد حيوي، معتبرة أن "الإفراط في استعمال المضاد الحيوي يضر" وفق ما جاء في مشروع الخطة الشاملة لمكافحة مقاومة البكتريا للمضادات الحيوية الذي طرح على الدورة الـ 68 للجمعية العامة لمنظمة الصحة العالمية المنعقدة في جنيف مؤخرا، بهدفمكافحة تزايد مقاومة البكتريا للمضادات الحيوية، أين حثت على ضرورة الحد من استعمال المضاد الحيوي، مع تمويل الدراسات الخاصة بابتكار أدوية ومستحضرات طبية جديدة.
رئيس هيئة "فورام"مصطفى خياطي: الاستعمال العشوائي لمضاداتالمواشي والدواجن يقودنا إلى أزمة
حذر رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث العلمي "فورام"، مصطفى خياطي، من العشوائية في استعمال المضادات الحيوية للمواشي والدواجن، وقال إنالإفراط في استعمالها من شانه أن يوصلنا إلى أزمة صحية، بدليل وجود تحاليل تقول أحد المضادات الحيوية الموجودة في الدجاج تفوق الـ27 مرة من الاستعمال العادي، وهو الأمر الذي يعود بالسلب على المستهلك الذي يتأثر بتلك المضادات التي تساهم في زيادة معدل مقاومة البكتيريا، وبالتالي عدم نجاعة أي مضاد يتلقاه، وهو الأمر الذي يقودنا إلى كارثة صحية.
وفي السياق أكد خياطي في حديثه مع "الرائد" أن وزارة الصحة لا تتدخل في مثل هذه الأمور، ولا تحرك ساكنا، في إطار الوقوف في وجه خطر المضادات الحيوية الذي لطالما حذرت منظمة الصحة العالمية من الإفراط في استخدامها، وقال أن تناول الشخص للحم دجاج أو ماشية بها مضاد حيوي لم يتم التخلص منه، يعادل تناول الشخص للمضاد مباشرة، ومن الممكن أن يساهم هذا المضاد في مضاعفات أخرى لا يحمد عقباها، مشيرا فيذات السياق إلى وجود60 بالمائة من البكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية، وهو ما ينبئ بكارثة في مجال القطاع الصحي في غضون 10 سنوات القادمة إذا ما تظافرت الجهود لاختراع مضادات حيوية جديدة، لمختلف الأنواع من البكتيريا المقاومة للمضادات الموجودة حاليا.
المختص البيطري دحمان محمد: المضاد الحيوي يمكث في جسم الماشية على الأقل 15 يوما
من جهته قال الطبيب البيطري دحمان محمد، في اتصال هاتفي له مع "الرائد" إن المضاد الحيوي الموصوف للماشية والدواجن، يمكث في جسده على الأقل 15 يوما، حسب نوع المرض، ونوع المضاد، الذي قد تصل مدة تواجده في الجسم إلى 21 و28 يوما، وهو الأمر الذي يجعل تناول لحم الماشية في ذلك الوقت خطرا على صحة المستهلك، داعيا مربو الماشية والدواجن، إلى ضرورة الالتزام بالمدة الكافية لتخلص الحيوان منالمضاد الحيوي الموصوف، والذي من شأنه أن يتنقل إلى المستهلك الذي يتناول لحومها في المدة المذكورة ويساهم في خلق بكتيريا مقاومة.
وأضاف محدثنا أن بعض البياطرة لا يلتزمون بمدة مكوث المضاد في جسم الماشية، ويسرعون لعملية الذبح مباشرة فور إصابة الخروف، أو البقر، ولا يتريثون إلى غاية انتهاء فعالية الدواء الموصوف سيما ما تعلق بالمضادات الحيوية، التي تشكل خطورة على صحة المستهلك وتساهم بقدر كبير في نمو بكتيريا مقاومة للمضاد الحيوي.
وعن الحالاتالتي يصف فيهاالبيطري مضادات حيوية، قال محدثنا، إنها تخص أمراضا متعددة، كل حسب حالته، وفي مرات عديدة الطبيب البيطري يصف مضادا حيويا للحيوان لكن استعماله لا يأتي بنتيجة ما يجعله يغير المضاد الحيوي، ما يجعل الحيوان يتلقى كمية كبيرة من المضادات، التي تنتقل إلى المستهلك عن طريق تناول لحومها، الأمر الذي يساهم في ارتفاع نسبة البكتيريا المقاومة للمضادات وبالتالي عدم نجاعتها في العلاج.
وعن التلقيح الخاص بالحمى القلاعية، قال المختص البيطري أنه ليس بمضاد حيوي وهو لقاح عادي،لا يضر في حالة تلقي الماشية لللقاح وذبحه مباشرة، على غرار مختلف المضادات الخاصة بالطفيليات التي تصيب الماشية.
فتح أسواق الماشية له ارتياح وسط الموالين...ولكن؟!
أصدرت وزارة الفلاحة مؤخراقرارا يقضي بإعادة فتح أسواق الماشية على المستوى الوطني، أمام الموالين الذين عبروا عن ارتياحهم من القرار،قصد تمكينهم بيعرؤوس مواشيهم، بعد عملية غلق لأغلب الأسواقبعد ظهور بؤرللحمى القلاعية بعدة ولايات، والتخوف من انتقال العدوى، وهي التعليمة التي أصدرها الولاة بشأن إعادة فتح تلك الأسواق، بعد التحكم في المرض الذي عصف الموسم الماضي بقطعان كبيرة من الماشية، مع تخوف من تكرار التجربة، وهلاك الماشية، لهذه السنة. وفي السياق علق الطبيب البيطري دحمان محمد، بالقول أن الأسواق ستكون مجهزة بأطباء بيطريين، يفحصون الماشية قبل عملية بيعها، فيما استبعد انتشار داء الحمى القلاعية، التي قال أنه تم تسجيل حالات جد معزولة، وكلها تم التحكم فيها، ولا خطر على الماشية، فيما أوضحأن تحاليل طبية خاصةتكشف ما إن كان المضاد الحيوي لا يزال في جسم الماشية، وأن الفريق الطبي البيطري المتواجد في الأسواق، لا يمكنه القيام مباشرة بتلك التحاليل التي تأخذ وقت ولا تظهر فورا.
منى. ب