الوطن

العدالة تزيد في شدّ أعصاب الأفلانيين

الفصل في مصير المؤتمر العاشر سيكون عشية انعقاد أشغاله

 

أجلت العدالة أمس، للمرّة الثانية الفصل في مصير انعقاد أشغال المؤتمر العاشر للأفلان، معلنة بذلك المزيد من الضغط على طرفي الصراع حول الحزب العتيد، حيث اختارت هذه المرّة ليلة انعقاد أشغال المؤتمر الذي دعا إليه الأمين العام للحزب عمار سعداني للفصل في مدى مشروعية الخطوة التي قام بها، والتي رفع على إثرها خصومه دعوة قضائية للطعن، فيما رخصت له مصالح الداخلية والجماعات المحلية، وشهدت جلسة البت في الحكم التي كانت مقررة ظهر أمس تطورات جديدة تتعلق بادعاءات بالتزوير واستعمال المزور بين طرفي الصراع، وبين الإنكار وتبادل التهم بالتزوير بين الموقعين وبين جناحي الصراع أجلت المحكمة الفصل في القضية حتى تاريخ الـ 27 ماي الجاري.

وقرأت هذه الخطوة_ تأجيل العدالة _، للبث في الدعوة المرفوعة أمامها، منعرجا جديدا في تاريخ الحزب العتيد، خاصة وأن العدالة وعلى مراحل متعددة منذ بروز أزمة الحزب العتيد تسارع للحكم لصالح الأمين العام وحلفاءه وتنتصر له أمام خصومه، ولعل تصريحات الأخير عن عدالة الجمهورية وثقته فيها لئلا تكون عدالة المعارضة وراء قرار التأجيل، ودفعت بالقاضي إلى التريث في إصدار الحكم.

وفي الوقت الذي يرى فيه أنصار سعداني خطوة التأجيل انتصارا لهم، خاصة وأنها ستسمح لقيادة الحزب بالتحضير لأشغال المؤتمر في أريحية، إلا أن ترك هامش المناورة ضيق حتى عشية انعقاد أشغال المؤتمر الذي سينطلق يوم 28 ماي الجاري بالعاصمة ويكون كل معني بالمشاركة من القواعد المنتشرة عبر ربوع الوطن قد حضرت للمشاركة في أشغاله يرى خصوم سعداني أن تأجيل الحكم يربك سعداني والمجموعة المعنية بأشغال المؤتمر سيشعرون بالضغط حول إمكانية صدور قرار ضدّ القيادة الحالية للحزب العتيد، بينما ستكون المجموعة التي لم تتح لها فرصة المشاركة في أشغاله هي المستفيد الأكبر من صراع الشرعية داخل الحزب.

على صعيد آخر ينتظر أن تكون هناك مستجدات في الساحة السياسية خاصة وأن الأفلان جهاز من أجهزة الدولة ولا يمكن أن تتساهل مع ما يحدث فيه من توتر وانشقاقات وصراعات داخلية، خاصة مع بروز شكل جديد من الاحتجاج الذي يتمثل في ميلاد كتلة موازية للحزب داخل البرلمان تضم نوابه، كما تتوقع بعض الأطراف أن تبرز أسماء أخرى ذات وزن كإشارات تحويل للرأي داخل الأفلان.

وفي انتظار ما سيحدث حتى فصل العدالة في الدعوة المرفوعة ضدّ قيادة الحزب، تبقى القيادة الحالية برئاسة عمار سعداني تحضر لأشغال المؤتمر العاشر على أوجه، خاصة وأن الأمين العام للحزب دفع بالتنافس إلى الواجهة بين من يرغبون في الحضور لأشغال المؤتمر على مستوى القسمات والمحافظات، بعيدا عن أسوار الجهاز.

خولة بوشويشي

من نفس القسم الوطن