الوطن
ما حقيقة وقوف حنون وراء عودة يوسفي
تصحيح "التعديل الحكومي" سابقة من نوعها ويثير جدلا على الساحة الوطنية
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 19 ماي 2015
أثار المرسوم الرئاسي الذي أصدره الرئيس عبد العزيز بوتفليقة والذي حدد فيه مهام الوزيرين لعمامرة ومساهل، وعين يوسفي في منصب جديد، تساؤلات كثيرة، خصوصا وانه لم يمض على التعديل الحكومي إلا ايام معدودة، والذي فسرته الطبقة السياسية بان الرئيس تدارك الوضع، بعد بروز نقاش حول إمكانية تداخل المهام بين لعمامرة ومساهل، والذي وصفوه بوجود وزيرين لحقيبة الدبلوماسية، وكذلك بالنسبة لعودة يوسفي، والذي رجح ان يكون قد تلقى دعما من اعضاء الحكومة والطبقة السياسة جعلت بوتفليقة يعينه في منصب وزير مستشار لدى رئيس الجمهورية مكلف بالطاقة.وكانت اقالة يوسفي من على راس الطاقة، قد اثارت جدلا على الساحة الوطنية وحتى الدولية، وتعددت التفسيرات حيث ربط البعض قرار الرئيس بفشل الوزير في ادارة ازمة الغاز الصخري، حيث علقت الصحافة الفرنسية، بان يوسفي فشل في قمع الاحتجاجات الشعبية الرافضة لاستغلال الغاز في الجنوب، ما فتح الاعين على مخطط الحكومة للاعتماد عليه في الفترة القادمة، بينما ربطها اخرون بأزمة البترول وإدارة قطاع النفط والطاقة وأسباب اخرى غيرها، إلا ان الجميع فوجئ بعودة قوية لوزير الطاقة السابق، ليشغل منصب وزير مستشار الدولة مكلف بالطاقة، ليعود الجدل من جديد على الساحة الوطنية، حول الاسباب الحقيقة التي دفعت الرئيس إلى اتخاذ مثل هكذا قرار، خصوصا وان يوسفي لم يعين في منصبه الجديد خلال التعديل المعلن عنه الخميس الماضي، وإنما بعد 4 ايام من صدوره، حيث اشارت مصادر إلى ان يوسفي محسوب على النظام، ولهذا لن يفرط فيه الرئيس مهما كانت الأسباب، ما جعله يستدرك "الخطأ" الذي وقع فيه، خصوصا وانه يحرص دائما على ان يكون محاطا بالموالين له، إلى جانب علاقاته المتينة مع شخصيات نافذة في الدولة تكون قد دعمته، وطالبت بعودته إلى الحكومة، فيما راحت اشاعات تؤكد وقوف زعيمة حزب العمال لويزة حنون وراء عودته، خصوصا وأنها في الفترة الاخيرة اشادت بقدراته وحنكته في ادارة قطاع الطاقة، وانه حسبها وضع حدا للاستنزاف الاجنبي للثروات الجزائرية، ووقف في وجه "توتال"، ما يجعله الرجل الاقدر على قيادة قطاع الطاقة، ولعل هذه الاشاعات لم تنطلق من العدم، وإنما سبقتها اشاعات اخرى تقول ان حنون كانت السبب الرئيسي وراء اقالة وزير الثقافة نادية لعبيدي، بعد الخلاف الذي دار بينهما، ما يعني ان حنون تملك وزنا وثقلا كبيرين يمكنهما من التأثير على هرم السلطة، فيما تبقى هذه القراءات مجرد تكهنات في غياب رد رسمي.
وحتى بالنسبة لفصل مهام لعمامرة ومساهل، فان الجزائريين لم يهضموها بعد، خصوصا وان الرئيس اسند مهمة التعاون الدولي إلى لعمامرة بعدما كانت لمساهل، وهي سابقة من نوعها، ان يحدث خلط كهذا في تعديل حكومي وتوزيع مهام الوزراء، يقف وراءه مستشارون كبار في الرئاسة، ما جعل المعارضة تلوح بوجود ضغط على الدولة من هذا الجانب، حيث قال رئيس حمس عبد الرزاق مقري، ان الجزائر تعيش تحت ضغط مجموعات داخلية وخارجية، مشيرا إلى أن البلاد تعيش منعرجا خطيرا، يمكن ان يؤدي بها إلى ما يحمد عقباه.
أميرة. أ