الوطن

هكذا يستعد التلاميذ لاجتياز "باك 2015"

جلسات علاج نفسي، تهافت على الدروس الخصوصية ومراجعات جماعية عبر الفايسبوك

 

  • تلاميذ يستعدون بالمراجعة وآخرون يبحثون عن أنجع طرق الغش

 

يستعد حوالي مليون و500 ألف طالب بداية من اليوم لاجتياز امتحانات البكالوريا التجريبية، التي ستكون بمثابة اختبار لمدى تحضير التلاميذ واستيعابهم لدروس المقرر السنوي قبل اجتياز الامتحانات الرسمية يوم السابع من جوان المقبل، حيث لم يعد يفصلنا على هذه الامتحانات المصيرية سوى ثلاثة أسابيع،الأمر الذي يخلق توترا كبيرا لطلبة الباك، الذين زادوا من وتيرة التحضير سواء عن طريق الدروس الخصوصية أو المراجعة الجماعية بالمكتبات ومقاهي الانترنت، وحتى عبر مواقع التواصل الاجتماعي وأملهم الوحيد هو النجاح في الباك والانتقال للجامعة. 

تلاميذ يبدؤون جلسات علاج نفسي تحضيرا للبكالوريا 

ويعتبر القلق والتوتر أكبر الهواجس أمام طلبة البكالوريا حتى المتفوقين منهم، حيث تعد الراحة النفسية والهدوء من أهم العوامل المساعدة للتحضير الجيد للامتحانات، الأمر الذي دفع بالعديد من العائلات إلى توفير هذه الأجواء لأبنائهم خلال فترة المراجعة، غير أن ذلك لا يكون كافيا في بعض الأحيان نظرا لحدة التوتر والقلق اللذين يصيبان المقبل على مثل هذه الامتحانات المصيرية، خاصة مع الأحداث التي طبعتها هذه السنة الدراسية والتوتر الذي عرفته بسبب الإضرابات، ما دفع بالكثير من الأسر إلى اللجوء لجلسات علاج نفسي تقوم بتنظيمها جمعيات مختلفة، تسعى من خلالها إلى الوقوف بجانب المترشح الذي يكون أكثر من أي وقت آخر بحاجة إلى الدعم والمساندة.وفي هذا الإطار يدعو المختصون النفسانيون الأولياء إلى الاهتمام بالجانب النفسي لأبنائهم بهدف مساعدتهم على التركيز واكتسابهم الثقة، التي تمكنهم من إجراء الامتحان بدون خوف وإبعادهم عن كل ما يمكن أن يشتت تفكيرهم بداية بالتلفزيون ومرورا بالضغط العائلي الذي تمارسه العائلة على المترشح، حيث يؤكد هؤلاء على ضرورة توفير الجو الهادئ الذي يسمح باستيعاب الدروس دون ضغط مفرط الذي يعطي غالبا نتائج عكسية.

الدروس الخصوصية قبل الخبز والماء!

من جانب آخر زامن بداية العد العكسي لامتحانات البكالوريا المصيرية ارتفاع في بورصة الدروس الخصوصية حيث بلغ تهافت الأولياء والطلبة عليها المنعرج الحاسم، بعد تحولها إلى أمر ضروري لمرافقة التلاميذ للمرحلة التحضيرية لامتحانات نهاية السنة، أهمها البكالوريا، خصوصا أن ثمن النجاح لم يعد عرقا فقط، وإنما أموالا باهظة يدفعها الأولياء مجبرين وليسوا مخيّرين، وتوقفت الدراسة في الأقسام النهائية للتعليم الثانوي لتنتقل إلى أقسام الدروس الخصوصية أين وصلت أسعار الدرس الواحد في الساعة الواحدة إلى 1000 دج وصار الطلب أكبر من العرض، فمن المستحيل الآن أن تجد طالبا لا يتعاطى الدروس الخصوصية حتى ولو كان ينتمي إلى عائلة مُعدمة، فشعار الأولياء أصبح الدروس الخصوصية قبل الخبز والماء رغم الأثمان القياسية.

صفحات بالفاسبوك للمراجعة الجماعية 

ليس فقط الدروس الخصوصية التي تعرف إقبالا واسعا بل حتى مواقع التواصل الاجتماعي وعلى رأسها الفايسبوك تحول لمقصد العديد من الممتحنين، حيث سارع التلاميذ المقبلون على هذا الامتحان المصيري لفتح صفحات خاصة بالتحضير لامتحان الباكالوريا وخلق مجموعات تعنى بهذا الحدث، على غرار صفحة "معا للنجاح في البكالوريا" و"بكالوريا 2015"، وهي الصفحات التي يتناول فيها أعضاء الصفحة جميع المواضيع والتحضيرات التي لها علاقة بالامتحانات. ووجد التلاميذ ضالتهم في "الفايسبوك" للمراجعة الجماعية عن طريق التواصل في مجموعات، من خلال تنزيل مواضيع مختلفة لجميع الشعب والاختصاصات، ويجري من خلالها البحث عن التمارين والحلول المقترحة، بالإضافة إلى توقعات للأسئلة التي ستكون في الامتحان وكذا طرق وتقنيات للحفظ، كما يقترح بعض النشطاء أيضا أدعية للامتحان وبعض الاساليب للتركيز والإجابة الصحيحة أثناء الامتحان، وما لاحظناه على هذه الصفحات الخاصة بأن مصمميها وأعضاءَها ليسوا فقط من التلاميذ بل من الأساتذة والطلبة الجامعيين المهتمين بالبحث العلمي، حيث يساهم الأساتذة في منح يد العون للتلاميذ باقتراح المواضيع والحلول المقترحة في المواد التي سيُمتحن فيها التلاميذ من خلال تنزيل روابط وفيديوهات على الصفحة الخاصة بالتحضير للبكالوريا، ويستطيع بعد ذلك أعضاء الصفحة إبداء آرائهم واقتراحاتهم حول المواضيع المقترحة، وكذا التواصل وطرح انشغالاتهم وكل الأسئلة التي تدور في مخيلتهم حول امتحان "البكالوريا" الذي يعتبر الحلم الذي يحلم به كل تلاميذ السنة الثالثة ثانوي.

تلاميذ يستعدون للباك بالمراجعة وآخرون يبحثون عن أنجع طرق الغش

بالمقابل وفي الوقت الذي يسعى فيه أغلب طلبة البكالوريا للمراجعة والحفظ والتحضير الجيد للامتحان، تتوجه أنظار شريحة أخرى للبحث عن طرق ناجعة من أجل الغش وضمان التفوق بأسهل الطرق وهو ما لمسناه عند عدد من التلاميذ الذي بدوءا في الإفصاح عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن الطرق التي سيستعملونها في الغش وأحدث طريقة هي تقنية ال3 جي والهواتف الذكية "سمارت فون"التي أقحمت مؤخرا في طرق الغش داخل قاعات الامتحانضمنتكنولوجيات الاتصال على غرار "3G" والهواتف الذكية ذات الخدمات المتعددة، أو ما أصبح يصطلح عليه بـ"الغش الإلكتروني"، وأكد التلاميذ أنهم سيعتمدون هذه السنة بالدرجة الأولى على تقنية "3G"مثلما حدث خلال امتحانات إثبات المستوي بالنسبةللطلبة التعليم عن بعد حيث سجلت هذه الامتحانات عملية غش واسعة اعتمد خلالها الطلبة في عملية الغش أساسا على الاتصال بالعالم الخارجي من خلال الاعتماد بالدرجة الأولى على التقنيات التي تصلهم مباشرة بالشبكة العنكبوتية وبالأخص "ﭬوﭬل"، قصد الحصول على إجابة واضحة وصحيحة، وبخصوص الطرق التي يمكن اعتمادها من أجل استعمال الهاتف أثناء الامتحان، فقد أشار العديد من التلاميذ إلى أن الطريقة سهلة جدا وعلى التلميذ الغشاش أن يتحلى بكاريزما تساعده على تجنب جلب أنظار الحراس إليه، من خلال التحكم في أعصابه وعدم إبداء التوتر، ومن ثم يخرج التلميذ الهاتف ويشرع في التعامل مع تطبيقات الهاتف من خلال الاعتماد على 3G، بعد طرح السؤال لـ"غوغل" ومن ثم الحصول على الإجابة الصحيحة، أو نسخ موضوع الامتحان وتنزليه عبر مواقع التواصل الاجتماعي ليجد المئات من المتفاعلين الذين يزودونه بالإجابة.

س.زموش

من نفس القسم الوطن