الوطن
الأزواديون أمام امتحان جديد لاتفاق السلام بمالي
تمهيدا للتنقل غدا إلى باماكو وطيّ صفحة النزاع بين الفرقاء
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 13 ماي 2015
أفرجت التنسيقية الوطنية من أجل الأزواد عن موافقتها على التوقيع على اتفاق السلام الجزائري بعد أزيد من شهرين من الشد والجذب وسلسلة اجتماعات رسمية وغير رسمية تم التلميح فيها في أكثر من مناسبة بإمكانية فشلها في خضم التعنت الأزوادي الذي يقابله الخروقات المرتكبة من قبل الجيش المالي. وحسب رئيس حركة الائتلاف الشعبي من اجل الأزواد عادل محمود شريف أبو بكر طاهر في تصريح للرائد فإن المنسقية الوطنية من اجل الازواد التي تتضمن 5 حركات مسلحة بشمال مالي تعتزم التوقيع على اتفاق السلام الذي تقوده الجزائر غدا الجمعة بباماكو بالرغم من الكمين الأخير الذي أودى بحياة 30 جنديا ماليا على مقربة من تمبكتو قيل انه اخترق الأراضي الازوادية دون سابق إنذار. وأوضح أبو بكر طاهر أن العملية الاعتدائية لن تقف حائلا أمام نية الازواديين تبرئة ساحتهم من التهم التي تطالهم في كل مرة يرفعون فيها مطالبهم التي قال إنها مشروعة، مستدركا "قٌتل 30 جنديا ماليا في كمين للمنسقية لأنهم اخترقوا الأراضي الازوادية دون أي إشعار بذلك، وهو ما اعتبرناه استفزازا لنا ومحاولة للزحف على مناطق محل نزاع رغم الاتفاق المسبق على وقف إطلاق النار والتوقيع عليه في الجزائر. وقال أحد ممثلي الطرف المتردد في التوقيع على الأحرف الأولى في الجزائر قبل أسابيع بعد إرجائه إلى حين استشارة القاعدة الميدانية أن تهديدهم من قبل مجلس الأمن بإدراجهم ضمن البند السابع وتصنيفهم على أساس أنهم إرهابيين بسبب رفعهم لمطالب المواطنين القاطنين في إقليم الازواد، إجحاف في حقهم لان الجميع يعرف هوية الإرهابيين وتوجهاتهم، "لا علاقة لنا بفكرهم المتطرف لان مشكلتنا مع الحكومة المالية التي حرصت طوال عقود على تسليط كل أنواع الظلم على منطقتنا". وكشف عن اجتماع بين الازواديين المعنيين بعملية التوقيع على مستوى واغادوغو عاصمة بوركينافاسو لمناقشة موضوع التوقيع الذي سيكون في العاصمة المالية باماكو كاشفا عن أن اغلب الظن أن المجتمعين سيخرجون بقرار فاصل يتجه إلى تجسيد اتفاق السلام على ارض الواقع وهذا لتبديد الاتهامات التي تقول إن الذين لم يوقعوا يغامرون باستقرار المنطقة وبالتالي التسبب في مشاكل لدول الجوار ومنها الجزائر. واعتبر رئيس حركة الائتلاف الشعبي من اجل الازواد أن المناورة التي قام بها الجيش المالي -رغم تبرئته مما اسماه بأنهم مجرد مليشيات مسلحة لم تخضع لأوامره – أن الطرف المالي يفتعل مشاكل لمنع التوقيع ويحرص على إظهار الازواديين في خانة الرافضين قائلا "سيعرف العالم مستقبلا أن مالي هو من أعاق عملية السلام منذ البداية".
ونوّه إلى أن وفدا من المنسقية الوطنية من أجل الازواد انتقل ليلة أمس إلى الجزائر للتوقيع بالأحرف الأولى على اتفاق السلام الذي ترعاه الجزائر بإشراف أممي والذي سيكون اليوم الخميس. وأشار إلى أن الوفد المتضمن لممثلي خمس حركات ستوقع اليوم على اتفاق السلام في أحرفه الأولى تمهيدا للتنقل إلى مالي للتوقيع على الاحرف النهائية بغد غد الجمعة على مستوى العاصمة باماكو، قائلا "إن الأمم المتحدة استجابت للشرط الذي أعلنته المنسقية قبل أسابيع عندما استشارت القيادات الميدانية " مشيرا إلى ان المنسقية طالبت بضمانات اممية ومعها فتح نقاش حول مجموعة بنود اقرها الاتفاق والتي راو ان فيها بعضا من الغموض على راسها صيغة انتشار الجيش ونزع السلاح من المتمردين وغيرها من الامتيازات التي دعت اليها على غرار نقل بعض السلطات إلى اقليم الازواد الذي يمثل ما نسبته 30 بالمئة من التراب المالي. وأضاف أن التوقيع على الأحرف الأولى سيسبقه جلسة نقاشنا لوضع النقاط على الحروف وبعدها التنقل إلى باماكو، من جهته قال رئيس الحركة العربية الازوادية احمد ولد سيدي محمد للرائد أن حركته تترقّب الاستدعاء من قبل الأمم المتحدة لتأكيد توقيعها الأول بالأحرف الأولى وأنها عازمة على تتويج الاتفاق الذي رعته الجزائر على مدار 5 جولات ماراتونية بما يضمن تحقيق الاستقرار وتوحيد القوى والأطراف المتناحرة ضمن هدف واحد.
أميرة. أ