الوطن

فرصة التقريب بين الفرقاء الليبيين تراوح مكانها

في الوقت الذي تأجل فيه الإعلان عن موعد الجولة القادمة

  • محللون لـ"الرائد": كثرة المبادرات في الملف الليبي ألقت بظلالها على مبادرة الجزائر

 

تزداد الأزمة الليبية تعقيدا يوما بعد يوم، خاصة في ظل تداخل مصالح دول إقليمية وأخرى عربية، على غرار دول الاتحاد الأوربي ومصر وبعض دول الخليج، التي يعتبر البعض دورها في الازمة سلبيا طالما يرتكز على دعم طرف ضد الآخر، كما تلعب بعض الدول بعينها دورا مريبا اتجاه الازمة في الجارة ليبيا. وبالعودة لتصريحات الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والافريقية عبد القادر مساهل اول أمس، يمكن فهم ان حل الازمة الليبية يقتصر على دور دول بعينها أبرزها الجزائر، باعتبارها تتخذ موقفا محايدا وعلى مسافة واحدة من جميع أطراف النزاع منذ بداية الأزمة سنة 2011.

الخبير الأمني اللواء المتقاعد عبد العزيز مجاهد: أطراف خليجية تسعى لنسف جهود الجزائر

اعتبر المحلل الأمني والعقيد المتقاعد عبد العزيز مجاهد كثرة المبادرات المقدمة، لمحاولة حل الازمة الليبية، هدفها الأول التشويش على مبادرة الجزائر الرامية إلى الوصول مع الفرقاء اللبيين إلى حل سياسي يمكن بناء عليه دولة ليبية قوية، مؤكدا في نفس الوقت على ضرورة توحيد الجهود والتنسيق بين الأطراف الفاعلة في حل الازمة دون محاباة طرف على طرف آخر لأن ذلك سيكون كارثيا خاصة على دول الجوار. وأكد مجاهد ان الدور الذي تقوم به بعض الدول اتجاه الملف الليبي مريب وأهدافه غير واضحة وعليه علامات استفهام كبيرة في إشارة منه إلى المغرب ومبادرته المطروحة لحل الازمة الليبية في منتجع صخيرات، وأضاف مجاهد في اتصال هاتفي مع "الرائد" ان التدخل المغربي في الازمة لم يضف له شيء وما كان يجب ان يكون أصلا، خاصة في ضل توتر العلاقات مع الجزائر في الآونة الأخيرة، واعتبر المتحدث كثرة المبادرات امر خطير على الازمة في ذاتها، منتقدا في نفس الوقت التدخلات الأجنبية في ليبيا خاصة الخليجية والمصرية التي بسياساتها الداعمة لأطراف معينة تقوض الامن وتصعب من إمكانية الوصول إلى حل سياسي، واردف نفس المتحدث قائلا انه لا يرى طرف من كل الأطراف التي تسعى لتدخل في الازمة الليبية بحجة حلها طرفا نزيها واحدة، الا الجزائر وذلك بالنظر إلى اتخاذها موقف الحياد منذ بدأ الازمة في 2011. 

 

جيلالي سفيان: المغرب لا يهمه حلّ الأزمة الليبية بقدر ما يسعى للتشويش على جهود الدبلوماسية الجزائرية 

 

أكد رئيس حزب جيل جديد جلالي سفيان ان المبادرة التي قدمها المغرب وجمعه للفرقاء الليبيين في منتجع صخيرات، لا ترمي لحل الازمة الليبية بالقدر الذي ترمي اليه للتشويش على المساعي الجزائرية في التوصل إلى حل سياسي يحتوي كل الفرقاء.

واعتبر جلالي سفيان في اتصال هاتفي مع "الرائد" ان جل المبادرات بما فيها الأممية مشكوك فيها ويصعب البناء عليها، لأنها تنظر إلى الازمة على انها صراع بين طرف شرعي وطرف متمرد وهذا ليس في صالح الازمة ولا في صالح الوصول إلى حل. وأضاف سفيان ان المتضرر الأكبر من الازمة الليبية هي الجزائر وهي من عليها العمل على فرض حل سياسي على الفرقاء الليبيين والتصدي إلى المحاولات الأخرى التي تسعى إلى هدم والتشويش على هذه المبادرة. كما عاد سفيان إلى تصريحات مساهل الأخيرة التي دعا فيها إلى ضرورة التنسيق والعمل على توحيد الجهود من اجل حل الازمة الليبية واصفا إياها بالتصريحات المنطقية والدقيقة، مؤكدا في نفس الوقت ان هذا التصريح المقصود به الأول هو المغرب باعتباره يعمل على تقويض الامن والتشويش على الجزائر سعيا منه لابتزازها في قضية الصحراء الغربية والقضايا الأخرى العالقة بين البلدين. 

مراد. ب

من نفس القسم الوطن