الوطن
"سيفيتال" تسوق الملح للجزائريين على أنه سكر
فيما وصل سعره 20 دج في السوق العالمية.. الجزائريون يستهلكون "سكّرا مغشوشا" بـ 90 دج
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 11 ماي 2015
- مصطفى زبدي لـ"الرائد": سنراسل وزارة التجارة بعد التأكد من عدم مطابقة المنتوج للمواصفات المعمول بها
بسعر 90 دج جزائري يشتري الجزائريون الملح على أساس أنه سكر ذو جودة عالية... هذا ما وقع فيه عدد من المواطنين عند اقتنائهم لكميات من السكر من إنتاج مجمع سيفيتال لمالكه يسعد ربراب، وهو الأمر الذي أثار استياءهم وتذمرهم، خاصة وأن أغلب الأسر البسيطة تعتبر السعر مرتفعا على ما كان عليه سابقا، فما بالك إن كان هذا السكر غير صالح للاستهلاك.
اشتكى عدد من المواطنين من وجود كميات كبيرة من الملح داخل أكياس السكر الذي ينتجه مجمع سيفيتال، ما أفقد السكر طعمه ولونه وجعله غير صالح للاستهلاك سواء على أساس أنه ملح أو أنه سكر، وقد عبر عدد من المواطنين لـ"الرائد" أنهم تفاجؤوا عند تناولهم هذ السكر بمذاقه المالح، ما دفعهم برمي كل الكمية الموجودة بالكيس وهي الأمر الذي تكرر مع عدد منهم بجهات مختلفة بالعاصمة.
السكر في السوق العالمية بـ 20 دج.. والجزائريين يستهلكون "سكرا مالحا" بـ 90 دج
وقد أثارت هذه الوضعية حفيظة المواطنين الذين تساءلوا كيف يتم تسويق ملح على أنه سكر بسعر 90 دج ما يمثل خسارة للمواطنين ذوي الدخل الضعيف، فحتى أسعار السكر ذات الجودة العالية تعتبر مرتفعة مقارنة بأسعار هذه المادة على مستوي البورصة العالمية وهو ما كشفه المخطط البياني لقيمة السكر على مستوى مؤشر البورصة العالمي بداية من السنة الجارية 2015، الذي عرف انخفاضا كبيرا في قيمته التي بلغت في آخر مبادلة له شهر أفريل الجاري بـ 0.13 دولار، حيث لم تتجاوز قيمة الكيلوغرام الواحد للسكر منذ شهر جوان من العام المنصرم 2014، 0.18 دولار أمريكي مثلما يوضحه المخطط وإذا ما تم تحويل قيمة 0.13 دولار إلى الدينار الجزائري فهي تساوي 12.73 دينار، وإذا أضفنا كلفة الأعباء المتعلقة بالاستيراد والتخزين والتوزيع داخل الجزائر لا يمكن أن يتعدى السعر الإجمالي 30 دينار، ومع افتراض أن الفائدة عند التوزيع للمستهلك هي 50% فسعر السكر لن يتجاوز 45 دينار جزائري، فكيف يباع سكر مغشوش وغير صالح للاستهلاك بـ 90 دج؟؟
مصطفى زبدي لـ"الرائد": سنراسل وزارة التجارة بعد التأكد من عدم مطابقة المنتوج للمواصفات المعمول بها
ولمزيد من التوضيحات اتصلنا بجمعية حماية المستهلك لمعرفة فيما إذا وصلتهم شكاوى مماثلة، وفي هذا الصدد قال رئيس الجمعية مصطفى زبدي لـ"الرائد" إنه إن تعلق الموضوع بمنتوج وطني ومتعامل جزائري فإن الدقة والحذر مطلوبان قبل اتخاذ أية إجراءات، حيث وضّح زبدي أن جمعيته حتى وإن تلقت شكاوى عبر الهاتف فإنها لا تستطيع التحرك إلا إذا تم أخذ عينات وتحليلها مخبريا للـتأكد من وجود غش في المنتوج، وفي هذا الحالة يضيف زبدي تستطيع الجمعية مراسلة وزارة التجارة من أجل إرسال مراقبين ومندوبين لمراقبة جودة المنتوج وكذا مدى مطابقته للمواصفات المحددة، بالإضافة إلى إعلامها المواطنين عن طريق البيانات ووسائل الإعلام بمقاطعة المنتوج، من جهة أخرى تعهد زبدي بصفته رئيسا للجمعية بمتابعة الموضوع وعرض النتائج المتوصل إليها خلال الأيام القليلة المقبلة، مؤكدا أن صحة وسلامة المستهلك وحمياته من التلاعبات هو الأهم بالنسبة إليهم.
رقم خدمة المستهلكين ليس في الخدمة!
من جانب آخر حاولنا الاتصال بخدمة المستهلكين لمؤسسة سيفيتال من أجل طرح الإشكال الموجود والمتعلق بعدم صلاحية السكر الذي يسوق وذوقه المالح، لكن عند اتصالنا برقم خدمة المستهلكين الموضح على غلاف المنتوج، تبين أن الرقم لم يعد في الخدمة، وهو ما يضع التساؤلات عن مدى جدية هذا المتعامل في خدمة المستهلكين، والإجابة عن استفساراتهم وهو حق مشروع باعتبار أن الزبون ملك كما يقول المثل.
س. زموش