الوطن

درجات حرارة "نار" بالجنوب.. والسلطة تتحفظ عن إعلانها منطقة منكوبة

مصالح الأرصاد الجوية تخفي حقيقة الوضع هروبا من تطبيق قوانين الأمم المتحدة

 

  • لوط بوناطيرولـ"الرائد": مصالح الأرصاد تكذّب المعلومة العلمية مسيسة في الجزائر !
  • بركاني بقاطلـ"الرائد": الحرارة المرتفعة في الجنوب خطر قد يهدد بالموت !

 

تعرف الجزائر هذه الفترة وبالخصوص ولايات الجنوب درجات حرارة غير طبيعية وصلت نهاية الأسبوع المنصرم الـ 50 درجة مئوية بورقلة وعين صالح. ففي وقت تخفي مصالح الأرصاد الجوية حقيقة الوضع هروبا من تطبيق قوانين الأمم المتحدة، التي تمنح العمال إجازة رسمية حال بلوغ الحرارة 50 درجة، بالإضافة إلى تحديد هذه الولايات كمناطق منكوبة تتطلب إجراءات خاصة، فرض سكان الجنوب على أنفسهم حظر تجوال خوفا من لهيب الشمس خاصة وأن أغلبهم يعرفون حقيقة درجات الحرارة هناك، فأغلب المواطنين لديهم مقياس الحرارة بهواتفهم النقالة وسياراتهم ما يفعل مطلب إعلان حالة الطوارئ كحل استعجالي لحماية سكان هاته الولايات وصحتهم.

 

لوط بوناطيرولـ"الرائد": مصالح الأرصاد تكذب والمعلومة العلمية مسيسة في الجزائر

وفي هذا الصدد قال الخبير الفلكي لوط بوناطيرو في اتصال هاتفي مع "الرائد" أنه من غير العقول أن نكذب آلات القياس موضحا أن هناك تفاوت بين ما يسجله المواطنون محليا من درجات حرارة من خلال آلات القياس بسيارتهم وهواتفهم النقالة وبين ما تقدمه مصالح الأرصاد الجوية عبرالتلفزيون وموقعها الإلكتروني، واصفا هذا التباين بالتبيان السياسي. وأضاف بوناطيرو أن المواطن له الحق في المعلومة العلمية الصحيحة منتقدا الوضع بالقول "كل شيء أصبح مسيس في الجزائر حتى العلم" هذا وأضاف بوناطيرو أن مصالح الأرصاد الجوية ومن ورائها المسؤولون يتعمدون إخفاء حقيقة درجات الحرارة في الجنوب كي لا يطبقوا قوانين الأمم المتحدة التي تنص على منح إجازة مدفوعة الأجر للعمال عند وصول درجة الحرارة الـ50 وإعلان هذه المناطق مناطق منكوبة من جهة أخريدعا بوناطيرو أنه من الضروري وضع إجراءات استثنائية على غرار منح العمال عطلة رسمية، خاصة المعرضين للشمس، بالإضافة إلى توفير المياه 24 على 24 ساعة وإجلاء العائلات التي تقطن في سكنات هشة ومناطق أكثر عزلة إلى المدارس ودور الشباب المكيفة وتوفير الخدمات الصحية بشكل استعجالي، بالإضافة إلى القيام بعمليات تحسيسية ضمانا لحماية صحة المواطن من هذه الظروف المناخية الصعبة.

 

شهر رمضان سيشهد حرارة مرتفعة على غرار العام الماضي

وعن التفسير العلمي للحرارة التي تعرفها الجزائر هذه الفترة قال بونطيرو أن الأمر عادي ويندرج ضمن الدورة الشمسية التي افتتحت سنة 2003 ويُرتقب أن تختتم هذا العام، وتبعات النشاط النووي للدورة المذكورة الذي سيستمر على مدار الأربع سنوات القادمة، وقدّر بوناطيرو أنّه من الطبيعي أن تزداد الحرارة، مضيفا أنّ الشمس لها نفحات ودورات قصيرة وأخرى طويلة المدى بحسب النشاط النووي للشمس الذي قد تمتد إلى حدود الخمسمائة والألف سنة، مثلما قد ينحصر في فترة لا تتجاوز الأحد عشر سنة، التي نعيشها حاليا، ملاحظا أنّه مع انطلاق العام 2010، ازداد النشاط النووي للشمس ودشّن بذلك دورة جديدة بعد خمس سنوات من انخفاض النشاط الشمسي، وعن توقعاته لشهر رمضان المقبل قال لوط أنه سيعرف حرارة مرتفعة على غرار ما عرفته الجزائر خلال رمضان العام الماضي.

 

بركاني بقاطلـ"الرائد": الحرارة المرتفعة في الجنوب خطر قد يهدد بالموت

من جهة أخري أكد رئيس عمادة الأطباء الجزائريين الدكتور بركاني بقاط أن درجات الحرارة المرتفعة في الجنوب تشكل خطرا حقيقا على صحة الإنسان خاصة عندما تبلغ الخمسون درجة وقال بقاط في اتصال هاتفي مع "الرائد" أن أشعة الشمس الملتهبة تسبب الصداع القوي والإصابات القاتلة على مستوى الرأس، بالإضافة إلى إصابة الجسم بالجفاف الذي قد يؤدي إلى توقف القلب وحالات غيبوبة مميتة، حيث وضّح بركاني أن الجفاف يكون جراء خرق ميزان السوائل في الجسم ويتطور بصورة عامة عند ممارسة النشاط المتواصل، عندما يكون فقدان السوائل من الجسم، بخاصة عن طريق التعرق، أكبر من استهلاك السوائل وكلما زاد فقدان السوائل عن 2% من وزن الجسم، يبدأ انخفاض في الأداء الوظيفي والإدراكي وعند فقدان سوائل بنسبة تزيد عن 5% يبدأ انخفاض بوتيرة التعرق كما ينخفض تدفق الدم في الجلد وتتضرر القدرة على توزيع فائض الحرارة المتراكم في الجسم مضيفا أن نقص في السوائل بكمية تشكل 6 – 10% من وزن الجسم، يقلل من التحمل عند ممارسة نشاط بدني من خلال تقليص عمل القلب، إنتاج العرق، وتدفق الدم في الجلد والعضلات.

ونصح بركاني سكان الجنوب في هذه الظروف بالبقاء في الظل وتشغيل أجهزة التكييف أوقات الظهر محذر العاملين من التعرض لأشعة الشمس بصفة مباشرة مضيفا أن هذه الحرارة تؤثر بشكل أكبر على الأطفال والمسنين وينصح في هذه الحالات شرب كميات كبيرة من المياه خاصة بالنسبة للحوامل، تجنبا للمضاعفات الخطيرة من جهة أخري قال بركاني أنه وفي كل الدول يتم إعلان حالة طوارئ في وضعيات مماثلة لما يشهده الجنوب الجزائري من حرارة حفاظا على الصحة العمومية وحماية لحق الفرد في الوقاية.

 

أبناء الجنوب يعتبرون أنفسهم "محقورين" ويطالبون الحكومة بحماية صحتهم

الحرارة التي عرفها الجنوب خلال الفترة الماضية خلقت حالة من التذمر والاستياء لدي المواطنين الذي طالب أغلبهم بإعلان حالة الطوارئ بالنسبة للولايات المتضررة على رأسها ورقلة وعين صالح كما استقبلت مصالح الاستعجالات الطبية في مستشفيات عدة بالجنوب العشرات من حالات الإغماء وضيق التنفس نتيجة ضربات الشمس الحارة التي أدت حسب مصادر إعلامية لوفاة حالتين بعين صالح وأدرار كما طالب المواطنون بتعجيل امتحانات أبنائهم خاصة وأن أغلب المدارس بالجنوب لا تحوي على مكيفات هوائية، وتداول نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي صور لألات قياس درجة الحرارة بالسيارات والتي تشير إلى ما فوق الخمسين درجة مؤكدين أنهم يعرفون حقيقة الحرارة بولاياتهم وأنهم ليسوا بحاجة للأرقام التي تعطيها مصالح الأرصاد الجوية واصفين هذه الأرقام بالكذبة الكبرى، واصفين الوضع بالجنوب بالغير الإنساني، من جهة أخرى وفي الوقت الذي أخذت فيه قضية موجة الحر بالجنوب بعد إنساني لدي البعض حملت لدي البعض الأخر بعد سياسي جهوي حيث تساءل العديد من النشطاء عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي "إلى متى يبقى الجنوب وسكان الجنوب محقورين في كل شيء وصحتهم لا تمثل شيء بالنسبة للحكومة" مطالبين بحقهم في وضعية استثنائية بسبب مناخ قاسٍ وخطير على حياتهم.

س. زموش

من نفس القسم الوطن