الوطن
أسعار الأورو والدولار تلتهب في السوق السوداء
بسبب غلق الأسواق الموازية، اقتراب موسم الحج وفصل الصيف والتقنين من التجارة الخارجية
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 09 ماي 2015
- عبد المالك سراي لـ"الرائد": "أسعار العملة الصعبة ستعرف مزيدا من الارتفاع الأسابيع المقبلة"
أخذت أسعار العملة الصعبة في السوق الموازية منحى تصاعديا، مع اقتراب فصل الصيف وشهر رمضان وموسم العطل والحج والعمرة وسط توقعات بارتفاعها أكثر الأشهر المقبلة، خاصة مع قرار الحكومة محاربة الأسواق السوداء لتصريف العملة الصعبة أمام تجاهل لاحتياجات المواطن وعدم وضع تدابير وفضاءات بديلة. تجاوزات أسعار العملات الأجنبية سقف الـ 16 ألف دينار حيث وصل سعر بيع الأورو لـ16100 دينار مقابل بيع 100 أورو، في حين وصل سعر الشراء لنفس القيمة من العملة الأوروبية مستوى 1590 دينار. مع استقرار في النسب على مدار أسابيع، أما الدولار الذي يعد الطلب عليه منخفضا مقارنة بالأورو فقد بلغت أسعاره عند البيع مستوى 14500 دينار مقابل 100 دولار، وعند الشراء 14000 دينار مقابل 100 دولار، مع تفاوت يصل إلى 50 دج يوميا، ويرجع ناشطون في هذا المجال أسباب هذا الارتفاع إلى الانتعاش الذي تسجله سوق العملة بسبب برنامج عطل الجزائريين وموسم العمرة والحج، أما على مستوي البنوك فقد بلغ سعر الأورو 12000 دينار مقابل 100 أورو، في حين وصل سعر الدولار إلى 9900 دينار مقابل 100 دولار، وحسب ما أكده مسؤولون في بنك الجزائر فأن هذه النسب يتم تغييرها مرة كل أسبوع مراعاة مع تغيرات أسعار العملات على مستوي البورصة العالمية. ورغم هذا الارتفاع المسجل في الأسعار إلا أن مروّجي العملة يؤكدون أنها قد تراجعت مقارنة مع قيمها السابقة، أين وصل سعر الدولار الأسابيع الماضية 15 ألف دينار مقابل 100 دولار، في حين تبقي توقعات مسوقي العملة الصعبة في الأسواق الموازية متفاوتة بين من يؤكد احتمال تسجيل العملات الصعبة مزيدا من الارتفاع خلال الأيام القادمة، وذلك بسبب ارتفاع الطلب تزامنا مع موسم عطل الجزائريين، وتفضيل الآلاف منهم قضاء عطلهم السنوية في الخارج، وسيلي هذه الفترة موسم عمرة رمضان التي تلقى إقبالا كبيرا من الجزائريين، ويردفها موسم الحج، وكلها مواعيد تسجل إقبال الجزائريين على صرف العملة. وبين من يري احتمال انخفاضها على ما هي عليه الأن مردهم في ذلك أن عطلة الجالية هذه السنة تتزامن مع شهر رمضان الأمر الذي سيساهم في ارتفاع تعدادهم، كما أن شهر رمضان يشهد بصفة دائمة ارتفاع نسبة الاستهلاك عند المواطن ما سيساهم في ارتفاع عرض العملات الصعبة من قبل المغتربين.
عبد المالك سراي لـ"الرائد": "أسعار العملة الصعبة ستعرف مزيدا من الارتفاع الأسابيع المقبلة"
وعن أسباب الارتفاع الكبير في أسعار صرف العملة تحدث المحلل والخبير الاقتصادي عبد المالك سراي في اتصال هاتفي مع "الرائد" عن ثلاثة عوامل دفعت بالتهاب أسعار العملة الصعبة في الأسواق الموازية وعلى رأسها قرار الحكومة محاربة هذه الأخيرة التي تنشط في هذا المجال وأهمها سوق السكوار بالعاصمة، حيث أكد سراي أن هذا القرار خلق تخوفا لدي الجزائريين ما دفعهم بالإقبال على شراء العملة تحسبا لأي ندرة الأمر الذي خلق طلبا إضافيا وزيادة في الأسعار مقارنة بتلك التي يتم تداولها في البنوك الرسمية. من جهة أخرى ومن بين الأسباب التي اعتبرها سراي أثرت بصفة مباشرة في ارتفاع أسعار العملة هي الاستراتيجية الجديدة التي تتبعها الحكومة ووزارة التجارة في إطار مراقبة التجارة الخارجية ومنع استيراد بعض السلع من الكماليات من خلال منع تمويل البنوك لعمليات الاستيراد هذه ما جعل عدد من المستوردين يعتمدون على إمكانيتهم المادية الخاصة ودفعهم بالإقبال على اقتناء الملايين من العملة الصعبة لتصريف معاملاتهم ضف إلى ذلك كعامل ثالث اقتراب فصل الصيف وشهر رمضان وموسم الحج والعمرة ما يمثل ذروة أنتعاش سوق العملة الصعبة في الجزائر، وفي ذات الصدد توقع سراي أن تعرف أسعار العملة الصعبة وبوجه خاص الدولار مزيدا من الارتفاع خاصة خلال موسم الحج، قائلا "أسعار العملة الصعبة ستواصل ارتفاعها لدرجة أنه أضحى الاحتفاظ بها طريقة من طرق ادخار الجزائريين، على اعتبار أن هوامش الربح تبقى مضمونة في "اكتناز" العملة الصعبة، شأنها في ذلك شأن أسعار الذهب". من جهة أخرى وعن تأخير الحكومة في اتخاذ تدابير تنظيمية من أجل فتح صرافات عمومية لتحويل العملة الصعبة كشف سراي أنه التقي بعدة مسؤولين على علاقة بالملف ولمس من خلال حديثهم تخوف من هذه الخطوة، مؤكدا أنه في حال ما تم فتح هذه الصرافات العمومية فإن الإقبال على العملة الصعبة من البنوك سيضعف خزينة الدولة ويطرح مشكل السيولة مضيفا في حال ما أذا فكرت الحكومة في وضع تدابير بديلة لتداول العملة الصعبة في الأسواق الموازية فذلك سيكون برفع المنحة السياحية لا أكثر ولا أقل.
س. زموش