الوطن

رابطة حقوق الإنسان تحذر من تنامي ظاهرة الانتحار وسط المتمدرسين

بعد أن سجلت معدل 10 حالات انتحار سنويا بسبب الرسوب

 

 

اتهم تقرير رابطة حقوق الإنسان، الخاص بملف الرسوب والتسرب المدرسي بن غبريط بانتهاج سياسة الوعيد بدل التفهم مع التلاميذ، وهو ما يخلق ظاهرتي الرسوب والتسرب المدرسي، التي أخذت أبعادا خطيرة مؤخرا، بتسجيل 10 حالات انتحار سنويا، في غضون السنوات الثلاثة الأخيرة، موضحا أن مسؤولية الرسوب يجب أن تتحملها أطراف متشاركة بدل التلميذ وحده وعلى رأسهم المدرسة والأسرة والدولة ككل. دقت رابطة حقوق الإنسان في تقرير لها، ناقوس الخطر عن الوضعية التي آلت إليها العملية التعليمية في الجزائر، ودعت إلى تركيز أكبر على فئة الممتحنين خاصة في ظل ارتفاع عدد المنتحرين عقب الإفراج عن نتائج الامتحانات النهائية على غرار شهادتي البكالوريا والتعليم المتوسط، والتي بلغت 10 حالات انتحار سنويا خلال الثلاث سنوات الأخيرة وسط التلاميذ ليس بسبب الرسوب المدرسي فحسب بل تخوفا من ردة فعل الأولياء الذين عادة ما ينتهجون أسلوب التهديد والوعيد مع أبناءهم حتى قبل نشر نتائج الامتحانات أو التحصل على كشوف، كما يتم الرد بأسلوب العنف مستشهدين بما قام به التلاميذ من أعمال العنف والتخريب والحرق التي طالت ثانويتين بالعاصمة والبليدة، فالواقع النفسي للتلاميذ يؤكد على ضرورة الالتزام بتقديم كمية دعم كبيرة لأداء المهام الدراسية. من جهة أخرى حذرت الرابطة من ردة فعل الأولياء عن رسوب أبنائهم، مؤكدة أن ما يزيد عن 3 ملايين عائلة جزائرية تعتمد في تأديبها للطفل على العقاب الجسدي على غرار الأشكال المختلفة للضرب، موضحين أن الأم هي الأكثر ضربا للأطفال من الأب وذلك بنسبة 36 بالمائة مقابل 27 بالمائة عند الأب بينما يمارس العقاب البدني من طرف الوالدين معا بنسبة 23 بالمائة، أما الأشخاص الآخرين الذين يضربون الأطفال في الوسط الأسري كالجدين والإخوة والأخوات فلم يتعدى نسبة 14 بالمائة. كما فتح التقرير الملف الأسود الخاص بقطاع التربية وهو الإضرابات، عائدا بالصورة إلى ارتفاع وتيرة الإضرابات هذا الموسم، معتبرا أن التلاميذ هم ضحية الوضع، في ظل اتهامات الوزارة للنقابات بالتلاعب بمصير التلاميذ واستخدامهم كرهينة، واتّهامات النقابات للوزارة بالتعسف وغلق باب الحوار والقرارات الارتجالية واتهام جمعيات أولياء التلاميذ للطرفين بتغييب مصلحة التلميذ ومستقبله العلمي في هذا الصراع المتجدد كل عام في الوقت الذي ضاعت فيه نوعية التعليم والتلميذ بات الضحية الأولى لأنه يتحمل تبعات الإضرابات على حساب مستواه الدراسي. من جانب الحلول طالبت الرابطة وزارة التربية بإعادة النظر وأن ترفع فيه تحدي نوعية التعليم في الجزائر وإيجاد صيغة توافقية بين الوزارة والنقابات لتجنب الإضرابات بتغليب مصلحة التلميذ وجعلها الهدف الأسمى في القطاع، في حين دعوا الأولياء إلى عدم الضغط على أبنائهم وعدم تهديدهم بالعقاب حتى لا يدفعوا بهم للانتحار أو تبني خيار آخر وهو الهروب من المنزل بل يجب عليهم تفهم أبنائهم ومحاولة معالجة الأسباب الكامنة وراء فشلهم ورسوبهم ويمكن أن يكون العلاج النفسي أحد المفاتيح لكشف أسباب رسوب التلميذ.

منى. ب

من نفس القسم الوطن