الوطن

أسعار النفط نحو الارتفاع لكنها لن تصل إلى ما كانت عليه

رغم تأثره بالأحداث الجيو سياسية الدائرة اليوم في الشرق الأوسط

 

قال تقرير اقتصادي متخصص أن أسعار النفط قد سلكت طريقها فعليا نحو الارتفاع مجددا لكنه من غير المرجح أن تصل إلى ما كانت عليه قبل انهيارها خلال صيف 2014، وأوضح التقرير الصادر عن المركز الدبلوماسي للدراسات الإستراتيجية أمس، انه رغم تباطؤ النمو الصيني خلال الربع الأول من 2015 الا ان بكين لم تعلن حتى الآن عن أي خفض في معدل طلبها على النفط، وأشار ذات المصدر بأن ه ورغم تأثير الأحداث القائمة اليوم بالمنطقة العربية من أحداث سياسية وأمنية يفترض أن تؤثر على الأسعار إلا أن ذلك لم يحدث. ولفت إلى ان التقديرات تشير إلى أن قيمة واردات الصين من النفط ستبلغ 500 مليار دولار عام 2020 لكن الصين تمر في الوقت الحاضر بتحولات في نماذج التنمية من اقتصاد قائم على الصادرات إلى اقتصاد قائم على الاستهلاك المحلي وزيادة قطاع الخدمات في الناتج المحلي الإجمالي إضافة إلى توجه الصين نحو تقليص الصناعات التي تعتمد على الاستخدام الكثيف للطاقة "وذلك التحول ستكون له آثار سلبية على قطاع النفط العالمي".

وبين ان أسعار النفط انتعشت مؤخرا من تراجع أكثر من 50 في المائة منذ جوان 2014 "لكن يظل السؤال الرئيسي وهو هل وصلت اسعار النفط إلى القاع وتلك هي الارتدادة أم مازالت الاسعار تبحث عن قيعان جديدة".

وافاد بأنه حتى مع انخفاض بأكثر من 50 في المائة في عدد منصات الحفر في الولايات المتحدة لا يزال إنتاجها من النفط قريبا من أعلى مستوياته في 40 عاما مشيرا إلى ان الانتاج الامريكي من النفط تجاوز 9.3 مليون برميل يوميا في الآونة الأخيرة.

وعن الأحداث الجيوسياسية الدائرة في منطقة الشرق الأوسط افاد التقرير بانه يفترض أن ترتفع أسعار النفط مثلما حدث خلال عام 2008 نتيجة الأزمة المالية التي ضربت العالم وكذلك مثلما ارتفعت الأسعار مع اندلاع اضرابات في عدد من الدول عرفت باسم (الربيع العربي) خلال عام 2011.

وأضاف انه نتيجة تراجع معدلات نمو الاقتصاد الصيني وزيادة الإنتاج من أعضاء منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) وكذلك توقعات التوصل لاتفاق نهائي بين إيران والقوى الغربية في جوان المقبل بما يسمح بمزيد من الإمدادات أصبح هناك تخوف حول مستقبل الطاقة العالمية وخصوصا في ظل تحول الولايات المتحدة إلى منتج للنفط والغاز الصخري.

واوضح التقرير ان أسعار النفط ترتبط بعلاقة عكسية تبادلية بسعر صرف الدولار الأمريكي والذي من شأنه هو الآخر أن يحدد مسار الهبوط أو الصعود لأسعار النفط خلال الفترات القادمة "فعلى مدى عام 2014 والأشهر الأولى من عام 2015 ارتفع مؤشر الدولار أمام العملات الرئيسية بمعدلات قياسية في ضوء التوقعات برفع البنك الاحتياطي الأمريكي لأسعار الفائدة التي ظلت قريبة من الصفر منذ الأزمة المالية العالمية وكان لتلك التوقعات أثر كبير على استمرار ارتفاع الدولار ما عزز من تراجع أسعار النفط خلل تلك الفترة".

واضاف انه "خلال الأعوام من 2011 حتى منتصف 2014 عندما كان مؤشر الدولار عند أدنى مستوى وصل إليه على مدى 45 عاما منذ عام 1970 شاهدنا ارتفاع أسعار النفط خلال السنوات الأربع الماضية بمعدلات كبيرة وإن كانت في معظمها نتيجة مباشرة لاستمرار الصراعات والاضطرابات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط فإن انخفاض الدولار أضاف بعض الدعم للأسعار خلال تلك الفترة".

وشدد على ان العلاقة بين سعر النفط ومؤشر الدولار علاقة وثيقة متسائلا "هل معنى ذلك أن مؤشر الدولار سيواصل صعوده وبالتالي ستبقى أسعار النفط طويلا محصورة بين 55 إلى 57 دولارا للبرميل خلال الفترات القادمة".

ولفت التقرير إلى انه وبأي حال من الصعب عودة أسعار النفط مجددا لنطاق 100 إلى 120 دولارا للبرميل خلال الأعوام 2015 و2016 ما لم يحدث تخفيض طوعي أو إجباري للمعروض من جانب الدول المنتجة من داخل وخارج منظمة أوبك.

خ. س 

من نفس القسم الوطن