الوطن

عبد الرحمان سعيدي لـ"الرائد": المؤتمر الخامس أفرز اختلالات

أكد على أن الخلاف داخل حمس سببه الخيارات السياسية للحركة

 

 

وضع القيادي في حركة حمس والمحسوب على طرف رئيس الحركة السابق أبو جرة سلطاني، عبد الرحمان سعيدي، الحراك القائم اليوم في حركة مجتمع السلم في خانة الحراك الذي أفرزته نتائج دورة المؤتمر السابقة التي زكت عبد الرزاق مقري رئيسا للحركة، ولم ينف المتحدث صحة الأنباء التي تتحدث عن وجود أزمة لكنه رجح الكفة لصالح أنها أزمة خيارات لا أزمة أشخاص. وقال المتحدث في تصريح لـ"الرائد" إنّ "الأزمة بمفهومها المتعارف عليه تقليديا غير موجودة اليوم عندنا"، قبل أن يضيف "وإن ظهرت بعض عناصرها"، ولكنه أكد على وجود تيار قوي داخل الحركة يرافع لصالح الخيارات السياسية الكبرى التي على قيادة حمس أن تتواكب معها بشكل أو بآخر.

وقال عضو مجلس شورى حركة مجتمع السلم، عبد الرحمان سعيدي، وهو يعلق عما يحدث داخل حمس الآن من حراك بالتزامن مع حراك واسع تشهده أحزاب السلطة وحلفائها بأنه من الطبيعي أن تتأثر الحركة بالمشهد السياسي القائم اليوم في الجزائر والذي يلقي بضلاله على الأحزاب الفاعلة فيه سواء كانت في جناح الموالاة أو المعارضة، ولكن المتحدث رفض اعتبرا الخرجة الأخيرة لرئيس الحركة السابق أبو جرّة سلطاني متزامنا مع ما تشهده أحزاب أو أجهزة السلطة الأخرى كالأفلان والأرندي. وقال في هذا الصدد بأن حراكا واسعا تكون حمس قد عاشته مباشرة بعد المؤتمر الخامس الذي زكت فيه قيادة الحزب عبد الرزاق مقري رئيسا للحركة، إلا أن ذلك لم يظهر إلى السطح كما هو الأمر الآن ولكن هذا لا ينفي بأن حمس كانت طوال الأشهر الماضية – يقصد القيادات – راضية عن الخط السياسي والخيارات السياسية الكبرى للحزب.

وقال رئيس مجلس شورى حمس السابق، بأن ما تطرحه قيادات الحزب أو التكتلات الداخلية تتعلق بمقاربات بعضها متباين وبعضها الآخر يلقى بعض الإجماع حولها، غير أنها لا يمكن أن تكون هذه المقاربات سببا في أزمة داخلية في حمس أو تدفع إلى الانشقاقات، وأوضح المتحدث في سياق متصل أنّ " ما تعيشه حمس الآن اختلاف في وجهات النظر وقد كانت ظاهرة منذ أشغال المؤتمر الخامس للحركة من خلال الشخصيات التي كانت ترغب في التقدم لقيادة الحزب والتي كانت كل واحدة منها تملك توجها ورؤية مغايرة عن الرؤية التي تقدم بها آخرون وهذا الاختلاف لا يمكن أن نضعه في إطار الأزمة بمفهومها التقليدي".

وعن تأثير الحراك السياسي القائم اليوم في الجزائر على حركة مجتمع السلم التي بدأت تتبلور عند بعض قياداتها فكرة "استعادة الخط السياسي الصحيح للحزب"، اعتبر سعيدي أنّ كل حزب لديه مساره ومشاكله سواء في الأرندي أو في الأفلان وهي مختلفة لا محالة عن " أزمة حمس"، قبل أن يضيف: "في العموميات أجل يمكننا أن نعتبر أن الحراك السياسي العام في الجزائر له تأثير مباشر على ما تشهده حمس اليوم ولكن ليس بصورة كبيرة خاصة وأن نفس الأفكار ونفس المقاربات ونفس الأطروحات هي التي كانت ضمن النقاشات التي سبق وأن طرح في أشغال المؤتمر الخامس للحركة أي بمعنى أن التأثير الحراك العام في الجزائر ليس كبيرا داخل حمس".

وفي ردّه عن سؤالنا حول أهم ملف يطرح اليوم في النقاش داخل حركة مجتمع السلم ومن شأنه ألا يشكل الإجماع حوله أشار محدثنا إلى أن أهم ملف يشكل الحمسيون الآن هو ملف " خيارات سياسية"، الذي يؤكد المتحدث على أنه من المهم مراجعته خاصة وأنه ومن خلال التقييمات السابقة لهذا المحور ومنذ المؤتمر الخامس للحركة لم يكن يتماشى في نظر الكثيرين مع ما تريده العديد من الأطراف.

خولة بوشويشي

من نفس القسم الوطن