الوطن

البصل بـ150 دينار... ماذا سيأكل الجزائريون خلال شهر رمضان!

رغم تطمينات وتوقعات بانخفاض أسعار الخضر والفواكه هذه الفترة

 

  • بولنوار لـ"الرائد": لا أحد يمكنه التحكم في الأسعار خلال شهر رمضان!

 

رغم تطمينات وزارة التجارة وتوقعات اتحاد التجار والحرفيين بانخفاض أسعار الخضر والفواكه هذه الفترة تحسبا للارتفاع الذي تشهده كل سنة مع حلول شهر رمضان المعظم، بقيت أسعار الخضر والفواكه في مستويات جد مرتفعة مقارنة بالقدرة الشرائية للمواطن حيث بلغ سعر البصل 150 دينار جزائري ونحن لا يزال يفصلنا عن شهر رمضان سوى شهر و10 أيام.

لا يزال الارتفاع في الأسعار أهم ما يميز اسواق العاصمة خاصة بالنسبة للخضر الموسمية كالبطاطا والبصل وغيرها، والتي لا تستغني عنها الاسر الجزائرية في اطباقها الرئيسية، فيكفي ان تقوم بجولة استطلاعية في إحدى الأسواق لتعرف حجم تذمر الزبائن من الارتفاع الكبير للأسعار، فقد وصل سعر البطاطا إلى 65 دج، بينما بلغ سعر الفول 70 دج والجلبانة 80 دج، في حين بلغ سعر البصل 150 دج، هذه الأسعار التي توقع اتحاد التجار والحرفيين انخفاضها هذه الفترة، لكن الأسعار التي عرفت انخفاضا طفيفا مقارنة مع الأشهر الماضية لا تزال في مستويات مرتفعة خاصة وأننا مقبلون على شهر رمضان المعظم ما يعني أن الأسعار كما هي عليه الان ستعرف مزيدا من الارتفاع لتصل مستويات جنونية مع حلول شهر رمضان.

 

وزارة التجارة: أسعار الخضر والفواكه تبشر بالخير!

من جهتها قدمت أمس وزارة التجارة تقريرا مفصلا عن قيمة أسعار بعض المنتجات المعروضة في الأسواق الوطنية والتي عرفت حسب بيان الوزارة وفرة في كل المنتجات على غرار الخضر والفواكه واللحوم بكل أنواعها، وذلك في فترة أسبوع من الزمن، في حين عرفت بعض المنتجات حسب الوزارة زيادة محسوسة فيما عرف سعر بعض المنتجات انخفاضا، وهي الأرقام التي اعتبرتها تبشر بالخير، وقالت الوزارة أن أسعار الخضر والفواكه استقرت خلال هذه الفترة المذكورة سلفا أين عرفت أسواق الوطن انخفاضا بنسبة 12 بالمائة في سعر الطماطم، وبنسبة 10 بالمائة في الفلفل، وانخفاض بنسبة 5 بالمائة في كل من الكوسة والفاصوليا الخضراء، بينما عرفت أسعار البصل الجاف زيادة بنسبة 4 بالمائة، حسب ذات البيان، فيما تم تسجيل استقرار أسعار كل من السلطة والجزر والشمندر. ومن جهة البقوليات فقد ذكر البيان أنه بالرغم من تسجيل ارتفاع في سعر العدس والحمص بنسبة 1 بالمائة، فقد انخفض سعر الفاصولياء ب 2 بالمائة، وتم تسجيل_يقول البيان_ استقرار أسعار المواد الغذائية.

أما فيما يخص الفواكه فقد كشف نفس المصدر بأنه تم ملاحظة ثبات في العرض، تجلى في زيادة بنسبة 4 بالمائة في اليوسوفي، فيما زاد سعر البرتقال بنسبة 3 بالمائة، ومن جهة أخرى زاد سعر الموز بنسبة واحد بالمائة، فيما استقر سعر التفاح المستورد.

بولنوار: العجز في الإنتاج وراء ارتفاع أسعار بعض المنتجات ولا أحد يتحكم في الأسعار خلال شهر رمضان 

وفي هذا الصدد أرجع الحاج الطاهر بولنوار، الناطق الرسمي باسم الاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين، سبب بقاء أسعار الخضر والفواكه في مستويات مرتفعة رغم توقعاته السابقة بانخفاض أسعارها قبيل شهر رمضان إلى العجز في الانتاج الوطني وعدم وجود مخطط زراعي جاد يتماشى مع الطلب إلى جانب الفوضى التي تسود شبكات التخزين والتوزيع، مؤكدا أن المضاربة هي من تحدد الأسعار في شهر رمضان.

وأوضح الحاج بولنوار، في اتصال هاتفي مع "الرائد" أن ما تعرفه بعض أسعار الخضر والفواكه من ارتفاع على غرار البصل الذي وصل إلى 150 دج راجع إلى تذبذب التموين واضطراب في الانتاج وضعف في شبكات التخزين والتوزيع، مشيرا إلى أن هناك عجزا في الإنتاج الوطني فيما يخص مادة البصل كون هذه الأخيرة عرفت السنة الماضية انخفاض كبير في الأسعار ما جعل المزارعين يعزفون عليها ويفضلون زراعة منتجات أخري خوفا من الخسارة، كما تحدث بولنوار عن عامل أخر قال أنه السبب في ارتفاع الأسعار وهو نقص في عدد الاسواق الجوارية التي ادت إلى تضخم الفارق بين سعر الجملة والتجزئة. مشددا أن الحل الوحيد للحيلولة دون ارتفاع الأسعار هو الزيادة في الإنتاج الوطني وتنظيم شبكات التخزين والتوزيع مع إنشاء أسواق جوارية جديدة عبر كافة ولايات الوطن وكذا إعداد مخطط فلاحي جاد من طرف وزارة الفلاحة يتماشى مع الطلب في كل مادة.

وعن أسعار الفواكه الجافة التي تعرف هي الأخرى ارتفاعا غير مسبوق حيث وصل سعر الكيلوغرام من اللوز 1900 دج قال بولنوار أن هذه المواد مستوردة ولا يوجد فيها إنتاج وطني ما يضعها عرضة للزيادة في كل مرة ينخفض فيها الدينار مقارنة مع أسعار العملات الصعبة خاصة في فترات محددة أين نحن مقبلون على موسم الاعراس والحفلات، من جهة أخري قال بولنوار أن أسواق الخضر والفواكه لن تشهد ندرة خلال شهر رمضان فيما من المحتمل أن تعرف ارتفاعا زيادة على الارتفاع الذي تعرفه هذه الفترة ورغم الوضعية المناخية التي تعيشها الجزائر بسبب غياب سقوط الامطار قال بولنوار أن هذا العامل لن يؤثر على تموين السوق بالمنتجات الفلاحية مضيفا أن أغلب المزارعين ومنهم أصحاب البيوت البلاستيكية يعتمدون طرق السقي المنظمة ما يعني أن أغلب المنتحات الفلاحية لن تتأثر بالجفاف عكس الحبوب التي قال بلنوار أنها ستعرف ندرة كبيرة أن تواصل الوضع على ما هو عليه.

س. زموش

من نفس القسم الوطن