الوطن
لا اعتراف فرنسي ولا مطالبة رسمية جزائرية بذلك
في الذكرى الـ 70 لمجازر 8 ماي إصرار على تخليد الذاكرة
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 06 ماي 2015
- قوجيل: مجازر 8 ماي جزء بسيط مقارنة بما ارتكبته فرنسا الاستعمارية في حقّ الجزائريين!
- مؤسسة 8 ماي 45: الصمت الذي يحيط بالمجازر "طال أمده"!
تعود يوم غد الجمعة الذكرى الـ 70 لمجازر 8 ماي 1945، وهي مناسبة تستذكر فيها الأسرة الثورية وتذكر بمجازر المستعمر الفرنسي من جهة ومن جهة ثانية تحرص على تخليد الذاكرة بالأحداث الأليمة التي هزت الجزائر إبان حرب التحرير المباركة، وتتزامن ذكرى هذه السنة بغياب الاعتراف الرسمي الفرنسي بما ارتكبه أجداده في أرض الجزائر وسط لا مبالاة السلطات الجزائرية التي ترفض بدورها المطالبة بإدانة فرنسا أمام الرأي العام الدولي للاعتراف بالمجازر التي راح ضحيتها أكثر من 45 ألف جزائري. وككل سنة من إحياء الجزائريين لهذه الذكرى يعود الجدل إلى واجهة المشهد الجزائري حول سبب عدم اعتراف فرنسا بجرائم رآها العالم ووثقها التاريخ، وسط تساؤلات حول أسباب تقاعس الجزائر – السلطة الرسمية - عن المطالبة بحق الأبرياء من الجزائريين الذين أبيدوا في 8 ماي بعدّة مدن جزائرية...
"الرائد" حاولت أن تستنطق المؤرخين والمجاهدين عن الذكرى وعن الذاكرة التي يحملها تاريخ الجزائر طوال 70 سنة مرّت عن هذه المجازر فكانت أراء من تحدثنا معهم تأكيد عن ضرورة أنّ تبقى الذاكرة الوطنية مفتوحة، لترسيخ هذه الأحداث الوطنية الكبرى في أذهان الأجيال القادمة حتى لا يضيع تاريخ ثورة كان ثمنها دماء مليون ونصف المليون شهيد.
المجاهد صالح قوجيل: مجازر 8 ماي هي جزء صغير من جرائم فرنسا الاستعمارية
قال السيناتور والمجاهد صالح قوجيل إن الحديث عن مجازر 8 ماي 1945 فقط، يعد إجحافا في حق الشهداء وضحايا الاستعمار، لان جرائم هذا الأخير لم تكن في هذا اليوم فقط بل كانت على طول قرن و30 سنة من الزمان، ابادت فيه فرنسا كل رافض للاستعمار وطالب للحرية، واعتبر قوجيل حصر جرائم فرنسا الاستعمارية في مناسبات بعينها على غرار 8 من ماي 1945 يعد تبرئة للاستعمار، وتغاض عن الكثير من الجرائم ارتكبت في امكان أخرى من الجزائر الشاسعة، وأضاف قوجيل ان التاريخ وثق العديد من جرائم الاستعمار ولابد من اعلام الشعب بها ودراستها ومطالبة فرنسا الاعتراف بها، وانتقد المجاهد تقاعس الجزائر الرسمية في طريقة ادارتها لملف تجريم الاستعمار، مطالبا إياها بالمضي قدما في مطالب الشعب الجزائري الداعي إلى تجريم الاستعمار والمطالب بالاعتذار والتعويض عن سنين الجمر التي عاشها اباءهم واجدادهم خلال الحقبة الاستعمارية.
المؤرخ محمد بلغيث: المجازر كانت طيلة شهر ماي وليست في يوم 8 ماي فقط
دعا المؤرخ محمد بلغيث إلى تصحيح مفهوم مجريات مجازر 8 ماي 1945 باعتبارها مجازر لم تقتصر على يوم واحد كما هو شائع، بل هي مجازر امتدت على طول شهر كامل، مقترحا ان تسمى بمجازر شهر ماي دون تحديد يوم معين في اشارت منه إلى كبر وحجم المجازر المرتكبة.
وقال بلغيث ان التاريخ والأرشيف يثبت ان المجازر ارتكبت على مدار شهر كامل نكل فيه بأبناء الشعب الجزائري وقتل منهم أكثر من العدد المذكور في التاريخ أي ان العدد الصحيح فاق بكثير عدد 45 ألف شهيد، وأضاف بلغيث ان المجاز لم ترتكب في كل من سطيف قالمة وخراطة فقط بل ارتكبت في مناطق أخرى من الوطن، حيث شهدت العديد من القرى والمداشر إبادة جماعية، كما تطرق المؤرخ إلى تعامل الجزائر الرسمية مع ملف اعتراف المستعمر بهذه الجرائم البشعة واصفا إياه بالمتقاعس والغير مفهوم، مشددا في نفس الوقت على ضرورة إيجاد حل لهذا الاشكل المطروح منذ الاستقلال، كما انتقد نفس المتحدث تحركات فرنسا اتجاه تركيا ومطالبتها إياها بالاعتراف بمجازر الأرمن، في الوقت الذي تتناسى جرائمها في الجزائر وتحاول التنصل منها واصف ذلك بسياسة الكيل بمكيالين.
مؤسسة 8 ماي 1945: فرنسا تصر على إبقاء الغموض حول مجازر 8 ماي 1945
أكد رئيس مؤسسة 8 ماي 1945 عبد الحميد سلاقجي ان فرنسا تصر على ابقاء "الغموض" على موقفها بخصوص مجازر 8 ماي 1945 معتبرا ان الزيارات القليلة لمسؤولين رسميين فرنسيين لاماكن الجرائم الاستعمارية لا يمكن ان تمثل لوحدها خطوة نحو الاعتراف الذي يطالب به الجزائريون.
وقال سلاقجي انه يوجد في فرنسا لوبي استعماري جديد ذو تأثير على الساحة السياسية الفرنسية وعلى نتائج الانتخابات، وأضاف يقول ان "هذا اللوبي يعلم تماما ان فرنسا ستعترف عاجلا ام آجلا بجرائمها الاستعمارية ليس مجازر سطيف وقالمة وخراطة فحسب بل كذلك مجازر ارتكبتها في سعيدة وتيقزيرت ومدن اخرى من البلاد" وعشية احياء الذكرى الـ 70 لمجازر 8 ماي 1945، اعتبر رئيس المؤسسة ان الصمت الذي يحيط بمجازر سطيف وقالمة وخراطة " طال امده" موضحا ان هذا اللوبي نفسه يغذي قصدا الجدل حول عدد الضحايا، وفي سياق متصل أكد المتحدث على انه "لا يؤمن" بهذا النوع من المبادرات لأنه كما قال "سبق وان مررنا بهذه التجربة" " خلال الزيارتين اللتين قاما بهما السفيران السابقان بالجزائر كولين دو لافارديار وبرنار باجولي، واضاف سلاقجي يوضح في هذا الصدد "لقد اعترف كلاهما بان ما حدث في هذه المنطقة لا يغتفر وهذا يبقى غير كاف وحتى تصريحات الرئيس فرانسوا هولاند في الجزائر في ديسمبر 2012 التي تنم عن الخطاب السياسي الرامي إلى الحصول على امتيازات وعقود في السوق الجزائرية".
مراد. ب