الوطن

الضغط الدولي سيدفع الحركات الأزوادية للتوقيع على الاتفاق

أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الجزائر سليمان عراج لـ"الرائد":

 

حددت الوساطة الدولية في أزمة مالي بقيادة الجزائر، تاريخ 15 ماي القادم لتوقيع اتفاق السلام بباماكو، وسط تحفظ من تنسيقية الحركات الأزوادية التي اشترطت على الوساطة الجزائرية إدخال تعديلات على الاتفاق. وفي هذا الصدد يرى أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الجزائر الأستاذ سليمان عراج أن الضغط الدولي سيدفع بتنسيقية الحركات الازوادية لتوقيع الاتفاق في الأخيرن خاصة بعدما عزز المجتمع الدولي جهوده الفترة الأخيرة لإقناع تنسيقية حركات الأزواد إلى الانضمام بشكل سريع إلى اتفاق الجزائر.

وأضاف الأستاذ سليمان عراج في اتصال هاتفي مع "الرائد" أنه من المهم أن توقع كل الأطراف على هذا الاتفاق الذي باركته كبري القوي الدولية كون هذا الاتفاق يصب في مصلحة كل الاطياف المتصارعة في مالي باعتراف هذه الدول الكبرى وباعتراف الاتحاد الافريقي الذي مارس هو الاخر ضغط على الحركات الازوادية عندما داعهم للقبول باتفاق الجزائر و"التصرف بناء على المصلحة العليا للأطياف التي تمثلها ومصلحة دولة مالي وذلك بالتوقيع دون مزيد من التأخر على اتفاق الجزائر" وبالنظر لكل هذه التفاصيل استبعد عراج أن تصر تنسيقة الحركات الازوادية على موقفها وترفض توقيع الاتفاق بالنظر أن بعض البنود تتحفظ عليها لتنسيقية ولا ترفضها بشكل قاطع، من جهة وكون هذا الاتفاق يشكل "تقدما معتبرا" في طريق تحقيق السلم المستدام والاستقرار والمصالحة الوطنية في مالي و"اتفاقا متزنا يأخذ بعين الاعتبار الانشغالات الشرعية. من جهة أخري، لكن بالمقابل قال عراج أنه إن حدث وحصل تأكيد على رفض التنسيقية التوقيع على الاتفاق فإن هذا الرفض "سينسف" كل أتفاق السلام كون تنسيقة الحركات الازوادية طرف مهم من أطراف الأزمة ولا يمكن تجهله والاستغناء عنه ولا تهميشه كما سيكون لهذا الرفض يضيف عراج تداعيات سلبية على الاتفاق في حد ذاته وموقف بقية الأطراف داخله، من جهة أخري قال عراج أن توقيع جميع الأطراف على أتفاق السلام تطبيقه بشكل سريع وفعلي وهذا هو الأمر المحتمل بنسبة كبيرة سيسمح بتسوية مستدامة للأزمة التي تشهدها مالي وسيكون هذا الاتفاق بمثابة مفتاح السلام وتحسن الوضاع هناك كما سيسمح هذا الاتفاق وما سينجر عنه من استقرار في هذه المنطقة بتسريع وتيرة التنمية الاجتماعية والاقتصادية وكذا سيسهل من مكافحة آفة الإرهاب والجريمة العابرة للحدود في مالي ومنطقة الساحل بشكل أكثر صرامة.

س. زموش

من نفس القسم الوطن