الوطن

الفايسبوكيون: نريد استرجاع أموال الشعب ومحاكمة "حقيقية" للمفسدين

جزائريون بين متفائل ومتشائم من محاكمة الخليفة ومخاوف من تمييعها

 

فتحت أمس محكمة البليدة أكبر قضية فساد عرفتها الجزائر وسط تشاؤم بشأن نتيجة المحاكمة، خاصة وأنها تنطلق بالتزامن مع محاكمة تتعلق بفضيحة فساد أخرى، هي فضيحة الطريق السيار شرق-غرب، ففي حين يرى الإعلاميون والمتتبعون للشأن السياسي أن هذه المحاكة ستكشف خبايا أخرى وستجر أسماء ثقيلة، إلا أن مواطنون ورواد من الفيسبوك علقوا أن القضية عادية وإنه لا يجب انتظار الكثير من المحاكمة، التي سيتم تأجيلها في الغالب، وإن لم تؤجل فإنها ستميع، مثلما كان عليه الحال بالنسبة لقضية الطريق السيار شرق-غرب.

ينتظر العديد من المتتبعين للوضع السياسي والاقتصادي هذه المحاكمة بفارغ الصبر، خاصة وأن المتهم الأول فيها سيتكلم لأول مرة منذ سنوات، وسيكون بإمكانه أن يقدم الكثير من الإجابات على الأسئلةن التي تؤرق كل من اقتربوا من هذا الملف، وأهمها كيف تمكن رجل الأعمال الشاب الذي لم يكن قد تجاوز العقد الثالث من العمر أن يؤسس إمبراطورية مالية ضخمة، تتمثل في بنك وشركة طيران وقناتين تلفزيونيتين ومجموعة شركات أخرى، ومن هي الجهات التي ساعدته أو تواطأت معه وأمرت الشركات العامة والإدارات بأن تضع أموالها في بنكه، والأهم من ذلك كيف أفلست هذه الإمبراطورية بين عشية وضحاها وسقطت كقصر من ورق واختفى مع السقوط الجزء الأكبر من أموال الشعب والدولة المودعة في بنكه، علما وأن رفيق خليفة كان في وقت سابق يؤكد أنه ضحية للسياسة، وأنه دفع ثمن عدم وقوفه إلى جانب الرئيس بوتفليقة في انتخابات 2004.

فضيحة القرن أو قضية الخليفة شغلت أمس مواقع التواصل الاجتماعي بين متفاءل بنزاهة العدالة وبين متشائم، حيث علق أحدهم بالقول ".. والله كلما اقرأ عن هذه القضية يأتيني الغثيان وأنا أتذكر من يسطو بواسطة سفينة صغيرة يدعوه "قرصانا"، ومن يسطو بواسطة سفينة كبيرة يدعوه "فاتحا". فيما راح أحدهم أبعد من ذلك وقال "لن تكشف أية حقائق أخرى، إنه مجرد ذر الرماد على الأعين، وسيتم طي ملف هذه القضية كما حدث من قبل مع كل قضايا الفساد من سوناطراك إلى الطريق السيار.. من يحاسب من؟؟

 وعكس المعلقين الآخرين قال أحد الناشطين عبر شبكة التواصل الاجتماعي "فايسبوك" "الخليقة ربما رجل فاسد ولص وربما بريء.. ليس من عادتي اتهام الناس هكذا في الهواء الطلق.. لكن السؤال المطروح، كم من فاسدِ في الجزائر؟، كم من طبيب أسنان يسرق المرضى بالتكاليف الباهضة.. وكم من تاجر ينهش لحم الحمير في رمضان؟ وكم من موظف يسرق ساعات الدوام؟ وكم من طاكسي يسرق الركاب؟ وكم من معلم وأستاذ يرفع النقاط للتلاميذ أبناء فلان وفلان ويجلسهم في المقاعد الأمامية ويحتقر أبناء الفقراء ويجلسهم لآخر الصف..". أما آخر فقد كان أكثر جرأة حيث قال إنه  من بين ضحايا الخليفة وأنه يريد محاكمة "حارة" له كحرارة الطقس هذه الأيام.

 قضية الخليفة نالت قسطا واسعا من تعليقات المواطنين، حيث قال أحدهم "لو نطبق الإسلام الصحيح لكنا سباقين في محاكمة شكيب وكل العصابات التي أكلت الأخضر واليابس لكن بما أننا " في بلد حكامها تحتقر شعبه وتفرض عليه مزيد في تقشف وغاز صخري لتعويض سياسة التبذير والفساد وتهريب المال واختلاسات ونبقى في نفس المنوال ليبقى تواصل النهب"، على حدّ تعبيرهم.

أمال. ط

من نفس القسم الوطن