الوطن

سياسيون: الجزائر تسير نحو الأزمة.. والسلطة تتفرج

العودة إلى دائرة المديونية حتمية سترهن مواقف الدولة الجزائرية

 

 

أجمع السياسيون ممن تحدثت معهم "الرائد" على أن الازمة الاقتصادية المقبلة عليها الجزائر أو التي دخلتها فعلا، قد تأكل الأخضر واليابس، خاصة في ظل اتخاذ الحكومة موقف المتفرج اتجاه الازمة واكتفائها بتخويف الشعب من الازمة واخطارهم بضرورة التقشف، بدل اعلان إجراءات استعجالية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه على الأقل، ثم إعادة هيكلة الاقتصاد الوطني وتنويعه بدل ابقائه حبيس المحرقات والتي تخضع أسعاره لمبدأ العرض والطلب. 

وأكد المتحدث بسم جبهة القوى الاشتراكية يوسف اوشيش أن الاقتصاد الجزائري لم يعد باستطاعته أن ينافس أو يقدم شيئا للمواطن الجزائري خاصة في ظل اعتماده الكلي على المحروقات والتي لا يتحكم في أسعارها، ويضيف اوشيش بقوله أن الحكومة من خلال السياسة التي تتبعها في إدارة الازمة الاقتصادية تزيد من حدتها دون أن تشعر، فهي لا تقوم بأي اجراء فعلي للحد من الازمة أو التخفيف منها، اذ أن كل القرارات التي يتحدث عنها الوزير الأول أو وزراؤه في الحكومة لا تكون الا شفوية زيادة على انها لا تطبق على ارض الواقع وهو ما يجعل الاقتصاد الوطني على المحك ويسير نفق مظلم على حد تعبيره، اما عن القول بأن الجزائر قد تلجأ في النهاية إلى الاستدانة من اجل تمويل ميزانيتها، فقد قال المتحدث أن هذا امر وارد وغير مستبعد في ضل المعطيات الحالية، التي تشير إلى بدأ نفاذ احتياطي الصرف بسرعة فائقة إضافة إلى الفساد السياسي والاقتصادي المستشري في اوصال الدولة الذي يعد احد أسباب انهيار الاقتصاد الوطني بحسب اوشيش. ويضيف هذا الأخير بأن الحل الوحيد القادر على التخفيف من الازمة وليس انهاءها لان ذلك مستحيل في ضل الوضع الراهن هو القيام بإجراءات استعجالية أولها فتح باب الاستثمار خاصة في المشاريع الكبرى التي ستعجز الدولة عن تمويلها في حال بقاء أسعار المحروقات على حالها، وتخفيض تكلفة الاستيراد خاصة المواد الغذائية التي لا تعد أساسية، ومن الجانب الآخر يرى القيادي بحركة النهضة محمد حديبي أن الجزائر هي من تسير بخطى ثابتة نحو الازمة مؤكدا قوله على أن "الازمة هاربة ونحن نجري وراءها" مفسرا هذا القول بأن الجزائر بقدرتها المالية كانت باستطاعتها أن تبني اقصادا قويا وتنافسيا ومتنوعا، لكن سوء الإدارة والفساد السياسي المستشري في الدولة حال دون ذلك، مضيفا أن الطريق الذي انتهجته الجزائر منذ سنوات ولا تزال تسير على نهجه يقودها نحو قلب الازمة، وهو ما سيعيدها إلى سياسة الاقتراض ودوامة الديون التي خرجت منها بصعوبة بالغة جراء بحبوحة مالية قد لا تعود على المدى القريب أو حتى البعيد. وعن والوفود السياسية ورؤساء الدول الذين يزورون الجزائر كل أسبوع تقريبا بدعوى من الرئيس بوتفليقة أحيانا ومن تلقاء انفسهم أحيانا أخرى وقدرتهم على مساعدة الجزائر في الخروج من ازمتها الاقتصادية الحادة المقبلة عليها، فقد قال حديبي أن كل رؤساء الدول والوفود السياسية التي زارت الجزائر وستزور الجزائر كلها دول منهارة اقتصاديا ولا تستطيع تأمين عيشة كريمة لمواطنيها فكيف لها أن تساعد الجزائر، إضافة إلى أن هذه الدول هي أصلا تزور الجزائر بغية مساعدتها أو الاقتراض منها بالنظر إلى احتياطي الصرف الذي تملكه والذي قد يختفي خلال سنتين على الأقل على حد قوله.


من نفس القسم الوطن