الوطن

قوانين المصالحة موجودة.. لكنها أفرغت من محتواها عن طريق المراسيم والاتصالات المشبوهة

ربط التأخير في إقرار الدستور المقبل بـ"التخبط" في أعلى هرم السلطة، بلحاج لـ"الرائد":

 

  • البرلمان الحالي يشكّل هاجسا للنظام لأنه غير شرعي!

 

رأى الرجل الثاني في الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحلة "الفيس"، علي بلحاج أنّ عودة الحديث عن طي ملف المصالحة الوطنية أو ميثاق السلم والمصالحة، الذي جاء بها خطاب الرئيس عبد العزيز بوتفليقة منذ اعتلائه سدّة الحكم، بالتزامن مع بداية الزج بتسريبات حول محتوى وثيقة الدستور المقبل للبلاد، لا يمكنها أن تصب في المطالب التي رفعت للسلطة على مدار عقود من أجل الإقبال على معالجة هذا الملف بصورة نهائية. واعترف القيادي في الجبهة بأن قوانين المصالحة موجودة لكنها أفرغت من محتواها بسبب تدخل بعض الأطراف في حراك بعض القيادات، التي استفادت من ميثاق العفو غير أنها لا تزال تخضع للرقابة. ورأى المتحدث بأن مثل هذه الأفعال والتصرفات التي تأتي في بعض الأحيان في شكل مراسيم وقرارات قد أفرغت من محتواها، إلا أن الأمر الذي يتخوف منه هؤلاء هو تلك القرارات التي تصدر عن طريق الهاتف وتنفذ بدون معرفة الجهة التي أصدرت تلك القرارات.

يبدو القيادي في الجبهة الإسلامية للإنقاذ علي بلحاج في حديثه مع "الرائد"، غير متحفز لما سيأتي به الدستور المقبل للبلاد في إطار ما يعرف بطي ملف السلم والمصالحة، الذي تريد العديد من الجهات الحقوقية سواء الوطنية أو الدولية معالجته بصورة نهائية في الجزائر، حيث أشار المتحدث إلى أن مجرد التفكير في كون السلطة غير جادّة في معالجة هذا الملف من خلال تصريحات بعض الأطراف السياسية المحسوبة عليها ورجال الدولة في مصالح رؤساء الغرفتين البرلمانيتين ورئيس المجلس الدستوري حول الوثيقة وتضارب الأنباء عن موعد تعديله أو محتوى وعمق التعديل، هو دليل قطعي على وجود "تخبط" في أعلى هرم السلطة يكون قد ألقى بظلاله على وثيقة البلاد الأولى المتمثلة في الدستور وكذا المشهد السياسي العام الذي تأثر بهذه الوضعية التي تتواجد عليها السلطة الآن.

وانتقد المتحدث بشدّة الأنباء التي تروج لكون الدستور المقبل للبلاد سيمر عن طريق البرلمان بناء على ما صرح به الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عمار سعداني، حيث خاطب بلحاج سعداني قائلا: "أي أغلبية يملك الأفلان" قبل أن يضيف بأن "جبهة التحرير الوطني التي تظهر نفسها على كونها حزب الأغلبية هي في الحقيقة تملك أغلبية الورق لا أغلبية الشعب والميدان". ووجه في سياق متصل انتقادات واسعة لأحزاب السلطة داخل قبة البرلمان حيث اعتبر أنها "تشكل هاجسا للنظام لأنهم يعلمون ومتأكدون بأنهم أغلبية غير شرعية".

خولة بوشويشي

من نفس القسم الوطن