الوطن

متقوقعات على نظرة المجتمع... ومتألقات تحت رحمة "الرجل"

تجارب صحفيات جزائريات عجزن عن تكسير التقاليد

 

 

قبل سنوات كتبت الصحفية خديجة كرجاني مقالا لخصت فيه تجربتها المريرة بين أروقة الإعلام والصحف والوكالات التي تداولت عليها على مدار 17 سنة، وهي التي تخرجت بدرجة امتياز من معهد الإعلام والاتصال، تحدثت بخيبة أمل كبيرة عن مسار وعر لم يتوج كفاءتها ولا حبها للمهنة التي لم تستطع الانسلاخ عنها وعنونت ألمها في جملة واحدة "أخجل أن أقول إني صحفية".

تقول كرجاني "للرائد" إنها وبعد هذا الزخم من الصدمات التي رافقت مشوارها المهني كمتربصة فصحفية ثم مسؤولة في مؤسسة إعلامية اكتشفت أن الوضع السائد في فضاء الصحافة والذي فجعها في بداية مشوارها يزداد سوء وانه يقترب إلى التعفن بأشواط، ولان الفوارق الجنسية تقول كلمتها دائما في مجتمع ذكوري فإن اغلب المتألقات في عملهن واللواتي امنّ بنبل الرسالة التي يؤدينها، متحديات المجتمع الذي يرفض التفوق إذا ألحقت به تاء التأنيث، فقد رفعن الراية بعد عجزهن عن تجاوز القاعدة المفروضة وركنّ إلى جنب مكتفيات بأي دور يكلفن به. 

سهام بورسوتي: "الصحفية مخلوق فضائي يثير الاستغراب في عالم الصحافة"

تقول سهام بورسوتي مراسلة الخبر في مصر أنها وخلال تجربتها في ارض الكنانة عانت من تميز غير مبرر وهي التي غاصت في ألازمة وبلغت جذورها ورافقت الحراك الذي أعقب رياح الربيع العربي تشرح قائلة " كان الجميع ينظر الي باستغراب وكأني مخلوق من الفضاء فقط لأني امرأة وتجرأت على تغطية على أحداث المظاهرات والمليونية، ك\الك أعاني ومثيلاتي صعوبة بلوغ المصادر المهمة كالرئاسة أو الوزارات السيادية كالخارجية أو الداخلية عكس الصحفيين ال\ين يتلقون التسهيلات من رؤساء ومدراء التحرير بل وتسند اليهم مهمة تغطية نشاطاتها مهما كانت كفاءته "تضيف " كثيرات يتمتعن بمؤهلات كبيرة للمضي قدما في ه\ا المجال لكن يتم تقليص أدوارهن الي مستويات دنيا....، نادرا جدا ما نجد امرأة رئيس تحرير او نائب رئيس تحرير وبالأخص المرأة المتزوجة أو الصحفية إلام يعتبرون ان مهمتها وخدمتها الصحفية قربت على المعاش ولا يقلدونها المناصب القيادية وكأنها بأبنائها وبيتها أصبحت معاقة ذهنيا فيتم استبعادها من أي ترقية. 

 

قانون التألق يعصف بالصحفية نحو التجاهل!

البداية سهلة ولكن.... هكذا بدأت صحفية من قناة "دزاير تي في" كلامها وهي تروي رحلة تنقلها من الصحافة المكتوبة الي السمعي البصري اعتقادا منها أن أبواب الفرج فتحت إمامها"عالم الصحافة بكل تخصصاته تعتريه جملة من العوائق والحواجز التي تمنع الصحفي من الوصول إلى مآربه بصفة نبيلة دون البحث عن سبل دخول هذا العمل الغريب الذي يبدأ بحلم التطلع إلى الأفق وتحقيق الحلم وسط تجاهل أصحاب المهنة للكفاءات والنضالات، التي يتخذها الصحفي لنيل مكانة في وسط عفن عصف بكرامة ونبل مهنة أصبح معيارها لا يمت بصلة بالمسار المهني المحفوف بالمخاطر في التنقل بين الولايات وخوض غمار إنجاز روبورتاجات أو تحقيقات لا لشيء سوى التقيد بقانون التألق، لكن هيهات أن يحصل ذلك وسط تجاهل الكفاءات وميزان معايير مرافقة للصحفي وتوجيهه إلى الأفق من خلال العمل والمثابرة، لا تلقينه طرق وأساليب المظهر على حساب الكفاءة. 

 

خالدة مختار بوريجي: "العقلية الذكورية" أبت أن تصرفني إلى طموحاتي 

تتحدث خالدة مختار بوريجي الصحفية ومديرة نشر سابقة عن واقع يرافق المرأة الصحفية مهما علا شانها بحكم العقلية المرتبطة بالمجتمع والنفوذ الذكوري على حساب المرأة وطموحاتها في عالمها المهني، وأشارت قائلة "تقلّدت بعض المناصب القيادية في بعض المؤسسات الإعلامية، لكن مشكلة "العقلية الذكورية" كانت تظهر في كل مرة، ومع أنها ظاهرة غير عامة تماما، هناك من لم يهضم ان يتلقى أوامر من امرأة، وأما المسؤولون الأعلى درجة مني، فلم يكونوا كلهم على درجة كافية من التقبل للنشاط والمبادرات التي كنت أقوم بها، او تقترحها زميلاتي، فيحاول بعضهم الحد منها. 

أميرة. أ

من نفس القسم الوطن