الوطن

المرأة الصحفية في الجزائر

في اليوم العالمي لحرية الصحافة "الرائد" ترصد واقعها

 

 

خصصت الأمم المتحدة محور "ضمان المساواة بين الجنسين في وسائل الإعلام" كمحور عريض للاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة لسنة 2015، والذي يصادف اليوم 3 ماي من كل سنة، بالإضافة إلى محورين اثنين آخرين، حيث تم التركيز على هذا الملف بناء على حصيلة وتقارير استقتها الهيئة رفقة شركاءها في اليونسكو من عدّة دول في العالم ومن القارات الخمس مستّ أغلب الدول سواء تلك المتقدمة في تقارير حرية التعبير والصحافة أو تلك التي توضع دائما في الخانة السوداء، حيث بينت هذه الإحصائيات وجود معاناة تكتنف عمل الصحفيات سواء في المجتمع أو البيئة أو داخل المؤسسات الإعلامية وكذا طبيعة تعاطي الآخر معها ومع عملها.

في الجزائر لا تختلف هذه النظرة والنتائج التي رصدتها تقارير الأمم المتحدة أو اليونسكو بعيدة عنها فرغم التضحيات التي قدمته الصحفيات على مدار عقود من الزمن، ومساعيهن لتأسيس نقابات خاصة تدافع عن حقوقهن إلا أن الواقع يؤكد وجود "إقصاء" لحقها في تحقيق ذلك وغير بعيد عن هذا الحق الذي يبدو مشروعا إلا أن" الإقصاء " تعدى هذا الجانب ووصل إلى مجالات أخرى فمثلا على مستوى قاعات التحرير ورئاستها لا يكاد يتجاوز حضورهن الـ 5 بالمائة من إجمالي الصحف الموجودة في الجزائر والتي تقارب الـ 150 صحيفة بين يوميات وأسبوعيات، وغير بعيد عن هذا الواقع نجد أيضا أنّ سياسة البلاد والتوجهات العامة الكبرى لم تعط الدعم الكامل للصحفيات مثلها مثل نظيراتها في مختلف الهيئات الأخرى ككوطة المجالس المنتخبة والترقيات داخل الإدارات والمؤسسات التي جاءت بها سياسة رئيس الجمهورية في الفترة التي تسلم فيها رئاسة الجمهورية لعهدة ثالثة.

المراقبون يرون بأن ترقية الصحفية في المسؤوليات المهنية داخل المؤسسات الإعلامية سواء تلك التي تخص القطاع العام أو الخاص هي مسؤولية مشتركة بين الدولة والمؤسسات الإعلامية والصحفيات، وقد أظهرت الشهادات التي رصدتها "الرائد" مع عدد من الصحفيات العاملات في المشهد الإعلامي الوطني عمق المعاناة التي تعانيها الصحفية داخل المؤسسات الإعلامية وداخل قاعات التحرير وأيضا المجتمع، معاناة من نوع آخر حاولنا أن نرصدها وفق تأكيدات ناتجة عن تقارير ورصد ميداني من طرف هيئات دولية ومنظمات عالمية خرجت اليوم في ذكرى إحياء اليوم العالمي لحرية الصحافة لتطالب بـ"لمساواة بين الجنسين في المؤسسات الإعلامية". ويرى العارفون بخبايا الإعلام بأن تقنين حقوق الصحافي تحتاج أيضا إلى التشديد في التعاطي مع من يسيء للصحافية سواء في المؤسسات الإعلامية أو في البيئة التي تتعامل معها.

خولة بوشويشي

من نفس القسم الوطن