الوطن
هذا ما تعانيه الصحفية الجزائرية
التزامات أسرية.. حصر إبداعها في أقسام أكثر من غيرها.. وغياب شبه تام عن صنع القرار
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 02 ماي 2015
أظهرت آخر الإحصائيات المعلن عنها من قبل وزارة الاتصال أن 60 بالمائة من نسبة العاملين في قطاع الإعلام هم من النساء، وهي نسبة تعكس حقيقة نضالات الصحفية الجزائرية للتغلب على الظروف المهنية الصعبة التي عاشتها بدأ بتعدد الالتزامات الأسرية وصعوبة توفيقها مع التزاماتها المهنية وصولا إلى العراقيل التي تجدها في الميدان أثناء تناول وإثارة بعض القضايا، خاصة تلك التي تمس بالعادات والتقاليد ليبقي الأهم هو موقع المرأة داخل المؤسسات الإعلامية وقدرتها على التحرك والنشاط وإبراز مواهبها ومواقفها بغض النظر عن جنسها أو أنوثتها.
كالرجل تماما تواجه المرأة في عالم الصحافة العديد من العراقيل والصعوبات فما وصلت إليه صحفيات اليوم، لا يكاد يقارن بما عانته العديد من الصحفيات اللواتي عايشن العشرية السوداء ودفعن حياتهن ثمنا في سبيل إبداء الرأي الحر، فالمرأة كان لها النصيب الأوفر من الحزن والتضحية خلال العشرية السوداء التي مرت بنا، والدليل أن المرأة لم تتخل عن الساحة رغم المخاطر المتعددة وكانت السباقة في تغطية الحدث الأمني في الجزائر، أما اليوم ومع عودة الأمن عادت العراقيل المتعلقة بالتزاماتها الأسرية وتحفظ الأسرة وعدم تشجيعها لعملها بسبب العمل لأوقات متأخرة وبلوغ الأماكن البعيدة والتنقل داخل وخارج الوطن وهو الأمر المرفوض لدي الكثير من الأسر الجزائرية حتى وان وجدت بعض أسر الصحفيات التي أصبحت تتقبل الأمر وتعتبره ضريبة النجاح إلا أن بعض الصحفيات خاصة المبتدئات منهن لا زلن يعانين من قيود الاسرة والمجتمع، وبعيدا عن الالتزامات الاسرية وتقاليد المجتمع تواجه الكثير من الصحفيات كذلك مشكلة توجيههن إلى بعض الأقسام أكثر من غيرها كالقسم المحلي أو الثقافي أو المجتمع، والتي يرى الكثير من الرجال الصحفيين أنها أقسام تصلح لأن تعمل فيها المرأة أكثر من الرجل، في حين تحول القسم الأمني والسياسي في بعض الصحف حكرا على الرجل القادر بين قوسين على تبعيات الكتابة ضمن هذه الأقسام من مضايقات ومتبعات قضائية في بعض الأحيان، فليس كل الإعلاميات مستعدات للعمل في كل الظروف، وفي كل الأمكنة، وفي أي وقت فالخطر التي قد تتعرض له الصحفية بدخول أماكن محظورة على العامة قد يمنع الكثير منهن من المجازفة.
ورغم أن بعض أقسام التحرير تتفوق فيها المرأة الصحفية على زميلها الرجل كقسم المجتمع والقسم الثقافي، لكن الملفت أن الصحافيات لا يملن كثيرا إلى تولي مناصب المسؤولية، وإن حصل ذلك فالصحافية تكتفي برئاسة قسم فقط ولا تتطلع إلى رئاسة التحرير أو منصب آخر، لتصبح المرأة شبه غائبة عن صنع القرار وقد يرجعه الكثيرون لطبيعتها واستعدادها الفيزيولوجي التي لا يجعلها في بعض الأحيان قادرة على تحمل أعباء مسؤولية المؤسسة الإعلامية بكل مشقاتها ومتاعبها لتبقي مسألة ضعف بلوغهن مناصب قيادية في مؤسساتهن، أمر لا تتصف به الجزائر وبقية البلدان العربية فحسب، بل هو ميزة تقتسمها جل المجتمعات حتى المتقدمة منها.
س. زموش