الوطن

الطبقة السياسية لبوتفليقة: الدستور.. إلى أين؟

في الوقت الذي يتواصل فيه الجدال حول ما ستحتويه الوثيقة الجديدة

 

 

عاد مؤخرا الجدل من جديد حول مسألة الوثيقة الأولى للجمهورية "الدستور"، بالتزامن مع تصريحات رجال الدولة سواء رئيسا الغرفتين البرلمانيتين أو اطراف سياسة من أحزاب السلطة"الأفلان" والأرندي، غير أن التسريبات التي تحدث عن قرب موعد تعديله والذي ارتبط بشهر أفريل بالتزامن مع تسلم الرئيس لمهامه لعهدة رئاسية رابعة، لا يزال يلقى الغموض لكون لا مؤشرات في الأفق تتحدث عن كون الرئيس يريد فعلا التعجيل بطرح الوثيق للمصادقة، خاصة وأن رسائله الأخيرة حول الموضوع صبت في مجملها حول توجيه دعوة للمعارضة ومقاطعة المشاورات من أجل الإقبال عليها، وأن الباب سيبقى مفتوحا في وجه هؤلاء. اليوم والجزائر تحتفل بمرور سنة عن آخر أداء لليمين الدستورية لبوتفليقة عقب فوزه بعهدة رابعة في استحقاقات أفريل 2014، فضلت القوى السياسية من طرفي الصراع موالاة ومعارضة الاستمرار في الحديث عن ما ستحتويه الوثيقة المقبلة للدستور من جهة ومن جهة ثانية لا يزال الجدال حول آليات إقرار النص حجر زاوية الحراك السياسي للمعارضة التي ردّت عليها أحزاب الموالاة بدعوات تطالبها بـ"الصمت" و"عدم التدخل فيما سيقرره الرئيس بخصوص آليات إقرار الدستور المقبل للبلاد من منطلق أنها" عطلت المشروع ورفضت المشاركة في مشاورات أويحيى الأخيرة.هذا وقد رصدت"الرائد"، آراء بعض الأحزاب السياسية الفاعلة في المشهد السياسي الوطني حول الموضوع بالتزامن مع الذكرى الأولى لخطاب الرئيس عبد العزيز بوتفليقة مباشرة بعد تسلمه لمهامه لولاية رابعة فكانت هذه آراء بعضهم.

تاج: تأخر إقرار الدستور سببه "تعنت" المعارضة !

حمّل تجمع امل الجزائر مسؤولية تأخر خروج الدستور التوافقي الذي وعد به الرئيس إلى النور إلى المعارضة، التي قال انها تعرقل هذا المشروع برفضها المشاركة في المشاورات التي قادها احمد أويحيى منذ منتصف ماي من السنة الماضية، رغم حث الرئيس ودعوتها إلى المشاركة في عدة رسائل وجهها للامة في مناسبات مختلفة. وقال المتحدث الإعلامي للحزب نبيل يحياوي، ان الرئيس مصر على مشاركة المعارضة في اعداد الدستور، ومستعد لذهاب في هذا الشأن إلى ابعد الحدود وذلك بغية كتابة دستور توافقي تبني عليه الأجيال القادمة دولة حديثة وديمقراطية، وأضاف يحياوي ان الرئيس بوسعه ان يمرر ما يشاء من تعديلات الا انه يعي المسؤولية التاريخية والسياسية الملقاة على عاتقه لذلك هو حريص على التوافق ومشاركة الجميع في التعديلات المرتقبة، كما تحدث يحياوي على ضرورة الخروج من هذه الجدلية التي باتت تطغى على المشهد السياسي منذ اعلان مشاورات احمد أويحيى شهر ماي الفارط، والمتمثلة في رفض المعارضة ودعوة السلطة، وهو ما لن يقدم او يأخر في شيء، داعيا المعارضة بالأخص إلى المشاركة في المشاورات التي لا تزال مفتوحة لها على مصرعيها، واغتنام الفرصة من اجل تمرير ما تريد من تعديلات، لان مثل هذه الفرص لن تأتي كل يوم على حد تعبيره، وعن التسريبات الأخيرة بشأن وثيقة التعديل قال يحياوي ان كل ما يقال عن هذه الوثيقة هو محض اجتهاد لا غير. 

 

الجبهة الوطنية الجزائرية: التردد والارتباك الذي تعيشه السلطة دليل على عدم حسم أمرها في التعديلات

دعت الجبهة الوطنية الجزائرية كلا من السلطة والمعارضة إلى البحث عن صيغة من اجل التوافق حول تعديلات دستورية، تتمخض عن دستوري توافقي يرضي الشعب، ويحقق دولة القانون المنشودة من طرف مختلف التوجهات السياسية في البلاد.واعتبر رئيس الحزب جمال بن عبد السلام، أن تأخر التعديلات الدستورية التي وعد بها الرئيس لا يمكن ان يجيب عنها سواه، لأنه اعلم من أي أحد بما اسفرت عنه مشاورات احمد اويحيى، رغم ان التردد والارتباك الحاصل على مستوى السلطة يدل على انها لم تحسم امورها بعد في حجم التعديلات وكيفية تمريرها او حتى تمديد المشاورات من اجل مشاركة المعارضة فيها وإعطاء تصوراتها، رغم رفض هاته الأخيرة المشاركة وإضفاء الشرعية عليه، وأضاف بن عبد السلام في حديثه لـ"الرائد"، بأن الحل الأنسب من اجل انهاء هذا الاستقطاب هو الحوار ولا شيء غيره، لان كتابة الدستور او حتى تعديله هو ليس بالأمر الهين لأنه يؤسس لدولة ومستقبل نظام، وعلى الجميع ادراك هذه المسؤولية التاريخية، اما عن تصوراته التي يرى انها كفيلة بإنهاء صراع الدستور التوافقي، فقد قال بن عبد السلام، ان تصوره هو ان يتم تمديد المشاورات ومحاولة اقناع المعارضة بتقديم ضمانات لها من اجل المشاركة فيها لان الدستور التوافقي يجب ان يكون توافقيا بأتم معنى الكلمة وبمشاركة الجميع دون اقصاء او استثناء. 

 

النهضة: وعود الرئيس بتعديلات دستورية توافقية سقطت في الماء

اعتبرت حركة النهضة مرور سنة كاملة عن الوعود التي أطلقها رئيس الجمهورية في خطاب التنصيب بقصر الأمم بإجراء تعديل دستوري توافقي قد سقطت في الماء، وأصبحت من الماضي لأن لا التوافق تم ولا التعديل تحقق.وأكدت الحركة على لسان الأمين العام للحركة محمد ذويبي ان التوافق مع السلطة على الدستور أصبح ضربا من الخيال، بالنظر إلى طريقة تعاملها مع المعارضة والتضيق عليها ومحاولة فرض الامر الواقع عليها فيما يخص تمرير الدستور دون توافق، وأضاف ذويبي ان حركته غير معني بتوافق والتعديلات معا، لانا تدرك ان هذه السلطة لا تأمن أصلا بتوافق، وما يهمها هو مصلحتها ومصلحة من يحكم وكيفية ابقائه في الحكم وذلك بإخاطة تعديلات على المقاس. كما اكد ذويبي على ضرورة تجاوز التعديلات الدستورية وما يسمى بتوافق من قبل السلطة والعمل على فترة انتقالية والتحضير إلى ما بعد هذه الفترة التي تزداد أخطاء مسؤوليها يوم بعد يوم، اما عن رؤية الحركة إلى دعوات الرئيس المتكررة في رسائله إلى المعارضة بالمشاركة في التعديلات، فقد قال ذويبي ان الحركة حسمت موقفها بعدم المشاركة منذ ماي سنة 2013 ولن تتراجع عنه لأنها تعلم خبث النظام ومراوغاتهكما تعي بحثه عن شرعية مفقودة. 

خولة. ب/ مراد. ب

من نفس القسم الوطن