الوطن
الحراقة الجزائريون.. بين غياب الحكومة وإهمال البرلمان
أرقام دولية تتحدث عن رصد الآلاف منهم على حدود القارّة الأوروبية سنويا
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 26 أفريل 2015
- برلمانيون لـ"الرائد": تأخرنا في طرح الملف بالبرلمان ولابد من مساءلة الحكومة!
اتحاد التجار: اللحوم المستوردة أقل جودة
وفي السياق أوضح الناطق الرسمي باسم الاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين الحاج الطاهر بولنوار، في حديثه مع "الرائد" أن الإنتاج الوطني للحوم لا يزال بعيدا عن كمية الطلب، أين تصل كمية الإنتاج إلى 800 ألف طن سنويا من اللحوم البيضاء والحمراء، منها 500 ألف طن لحوم حمراء، و300 ألف طن بيضاء، في الوقت الذي يحتاج فيه السوق إلى أزيد من مليون طن سنويا بين الحمراء والبيضاء، مشيرا أن اللجوء إلى استيراد اللحوم حتى الطازجة منها، دليل قاطع بأن إنتاجنا الوطني ضعيف جدا، رغم أن اللحم الجزائري معروف عليه أنه من أجود اللحوم، مقارنة ببقية اللحوم، فيما قالمحدثنا أن اللحم المستورد من البلدانالمذكورة ليس من النوعية الجيدة، سيما ما تعلق بالمجمد منه، ناهيك عن أنه لحما مؤهلا للتلف أكثر من غيره، بالنظر لتعدد مراحل النقل قبل وصوله إلى المستهلك كمرحلة أخيرة.وعمّا إذا كان اللحم المستورد الموجه للجزائري يحترم في عملية ذبحه لشروط الذبح الحلال واحترام الشروط الصحية، قال محدثنا أن الأمر يخص عمل المصالح التجارية التابعة للسفارة الجزائرية بتلك البلدان، والتي من المفروض أن تسهر على مراقبة عملية الذبح هناك، لضمان وصول لحم صحي للجزائريين، معبرا عن تأسفهعن ضعف دور الملحقات التجارية الجزائرية في الخارج، والتي لا تراقب العملية، وتبقي على فرضية تمرير لحوم غير صحية واردا.
تخوف من تمرير لحم بقر مصاب
في الوقت الذي تقول فيه بعض الأنباء عن عودة وباء الحمى القلاعية إلى عدد من الدول الأمريكولاتينية، تحوم تخوفات كبيرة حول إمكانية تمرير لحوم مصابة بالمرض،وهو الانشغال الذي طرحناه على الناطق الرسمي باسم اتحاد التجار، الحاج الطاهر بولنوار الذي قال، إن هذه الفرضية واردة، سيما أمام مضاعفة كميات الاستيراد من طرف المستوردين تزامنا وفصل الصيف المعروف بفصل الأعراس والمناسبات السعيدة، وزيادة الإقبال على اللحوم، فضلا عن حلول شهر رمضان والذي يضاعف كمية الاستهلاك، داعيا في السياق إلى ضرورة التنسيق الجيد بين مصالح وزارة الفلاحة والتجارة والصحة، بغية ضمان تزويد المستهلك بلحم صحي، سواء المحلي أو المستورد، في الوقت الذي وصلت فيه كمية اللحوم المستوردة العام الفارط –يضيف محدثنا- 50 ألف طن.
من جهته أكدأحد مستوردي اللحوم كمال شيخي في حديثه مع "الرائد"، على حرصهم الكبير على استيراد لحم صحي، من خلال تنسيقهم مع مصالح البيطرة بالبلدان المصدرة، والتي قال إنها صارمة جدا في التعامل مع مادة حساسة مثل اللحم، ولا تسمح بتمرير أي كمية غير خاضعة للمراقبة، مستبعدا تمرير لحما مصابا بمرض الحمى القلاعية او أيا من الأمراض الأخرى.
وعن الظروف الصحية لنقل اللحم المستورد، أضاف محدثنا أنهم ينقلون اللحم المجمد في درجة حرارة -18 درجة، في حاويات مجهزة، فيما ينقل اللحم الطازج في درجة حرارة 0 درجة، وذلك لضمان وصوله سليما للمستهلك، مشيرا أنه شخصيا يستورد اللحم من البرازيل، التي تزود السوق الجزائرية بما نسبته 1 بالمائة من مجمل 15 بالمائة من المنتج الموجه للتصدير.
وأضاف محدثنا أنهم عملوا شخصيا السنة الماضية على الوقوف علىسير عملية الذبح ببلد البرازيل، والتي قال إنها حلال 100 بالمائة، ولا تشوبها شائبة، أين تمت بحضور أئمة، وبياطرة، الذين أكدوا على صحية العملية وطمأنوا المشككين فيها، فيما أضاف محدثنا أنهم يتفادون اللحم الهندي، والذي قال عنه أنه يخص لحم الجاموس، وليس البقر، ولا يتم ذبحه إلى بعد سنوات طويلة وهو ما يرشحه لمختلف الأمراض، والتي قد تؤثر على متناوله زيادة على ذوقه المغاير للحم البقر والغنم.
ضبط استيراد اللحوم يخيف المستوردين
في سياق آخر عبّر كمال شيخي عن تخوفهم كمستوردينمن قانون جديد سيضبط عملية استيراد اللحوم، من خلال ضرورة الحصول على رخصا لاستيراد اللحم، مشيرا أنهم لا يتجاوزون 15 مستوردا حقيقيا للحم على المستوى الوطني، وأن إعادة النظر في استيراد اللحوم، سيأتي بشروط جديدة قد تحرمهم من العملية، سيما وأنهم مستوردون منذ مدة طويلة، مؤكدا أن النتاج الوطني للحوم ضعيف جدا، ولا يمكن تغطية الطلب إلا باستيراد ما قيمته 30 ألف طن سنويا من اللحم الطازج، و10 آلاف طن من المجمد، فيما توقع ارتفاع سعر اللحم بـ 500 إلى 600 دينار على ما هو عليه، في حال توقيف عملية استيراد اللحوم من الخارج.