الوطن

حفتر يريد "عاصفة حزم" في ليبيا وقد يعصف بالحوار

في الوقت الذي أعلنت فيه "فجر ليبيا" رفضها المشاركة في حوار العسكريين

 

لا يبدو أن الأمم المتحدة ستنجح في جمع القادة العسكريين في ليبيا ضمن جولة حوار في إطار مساعيها لحل سياسي ينهي الأزمة في ليبيا، فلا ميليشيات "فجر ليبيا " قبلت دعوة برناردينيو للحوار المزمع عقده في الجزائر، حيث أعلنت رفضها لهذه الدعوة، بينما صرح قائد عملية "الكرامة" بأنه لا يعارض إطلاق عملية مشابهة لـعاصفة الحزم التي تشنها قوات عربية بقيادة السعودية في اليمن في ليبيا، وهو ما يؤكد تهديده بنسف كل خطوات العملية السياسية التي قاربت الأمم المتحدة على انهائها، يضاف إلى هذا ورود انباء عن ترشيحات الحكومة الليبية الجديدة التي تتحدث تسريبات عن ضمها لمقربين من نظام القذافي، مما سيزيد من حدة الصراع عوض تسويته.
قبل أيام، كان المبعوث الأممي الخاص إلى ليبيا برناردينيو ليون قد صرح أنه يعتزم جمع قادة الكتائب المسلحة من أجل حوار لإنهاء الصراع المسلح ودعم مساعي الحل السياسي السلمي، وقد وجه الدعوة لمختلف الميليشيات منها فجر ليبيا، وعملية الكرامة وكتائب ثوار ليبيا، باستثناء تلك المتورطة بشكل مباشر في الإرهاب والمصنفة إرهابية في لائحة الأمم المتحدة، كتنظيم ( داعش ) وانصار الشريعة، وبرغم أن الأمم المتحدة حسب بعض الأصداء، اختارت الجزائر لتحتضن حوار العسكريين الليبيين على اختلاف توجهاتهم، إلا أن ردة فعل بعض الكتائب يظهر أن الخطوة الأممية قد تفشل برغم أنها مسعى لقي مباركة عدة أطراف، فكتائب "فجر ليبيا" أعلنت أول أمس رفضها دعوة برناردينيو لحوار العسكريين، وقالت في بيان لها، أنها ترفض المشاركة في هذه المفاوضات التي تجمع عدد من قادتها العسكريين للمشاركة في جلسات الحوار، ونقلت تقارير إخبارية ليبية، عن البيان الذي أصدره المكتب الإعلامي لقوات " فجر ليبيا " أن “اللغط كثر خلال الأيام الماضية، بين عدة أطراف محسوبة على ثورة 17 فبراير وعمليتها التصحيحية فجر ليبيا، نتيجة عدة عوامل أبرزها التدخلات الخارجية من قبل ليون، لشق الصف والتي لطالما حذرنا منها مرارا وتكرارا "، وأضافت مؤكدة في بيانها أن رئاسة الأركان العامة التي تتبع تعليماتها للقائد الأعلى الذي هو رئيس المؤتمر الوطني العام – طرابلس، هي الجهة العسكرية العليا لإدارة الشئون العسكرية"، مشددة على أن المؤتمر الوطني العام هو الهيكل الشرعي الوحيد الممثل لليبيا بعد صدور حكم المحكمة بإسقاط مجلس النواب الليبي – طبرق"، واتهمت المبعوث الأممي بأنه يسعى "لإسقاط المؤتمر الوطني، بعد أن أصبح إلى حد كبير يمثل الصوت الوطني، الذي يعبر عن ثورة 17 فبراير"، وفق البيان. وفي الجهة المقابلة، لم تعلن كتائب " علمية الكرامة " الموالية للحكومة ومجلس النواب في طبرق، موقفها بعد من هذه الدعوة، لكن تصريحات قائدها اللواء خليفة حفتر، تؤكد عكس توجهات المبعوث الأممي نحو حل الأزمة، فقد أكد حفتر أنه يؤيد عملية عربية عسكرية في ليبيا مثل عاصفة الحزم في اليمن، وهذا التوجه كان منذ بدء عملية الكرامة مجددا وهو تحبيذ الحل العسكري على السياسي. وقال حفتر في لقاء مع قناة سكاي نيوز بتته أمس الاول الجمعة- أن قواته تتقدم ببطء وبطرق محسوبة نحو العاصمة طرابلس للحفاظ على المدينة من أن ينالها دمار أو تخريب، حسب تعبيره، موضحا أن وحدات من القوات التابع له داخل المدينة ستتحرك في الوقت المناسب. واستهداف طرابلس هو استهداف للحكومة والبرلمان المتواجد هناك، ويواجه حفتر قوات "فجر ليبيا" عسكريا، وجاء على لسانه، أنه لا يعارض إطلاق عملية مشابهة لـعاصفة الحزم التي تشنها قوات عربية بقيادة السعودية في اليمن في ليبيا. والمساعي التي يهرول نحوها حفتر كانت واضحة، وهي جلب الدعم لعملية عسكرية يصدر قرارها مجلس الأمن من أجل ما يسميه " تحرير ليبيا من الإرهاب "، ومهما كان موقف عملية الكرامة من دعوة ليون برناردينيو لحوار القادة العسكريين للكتائب الليبية، فإن إصراره على تشجيع تدخل عربي عسكري في ليبيا يصب في خانة المعوقات التي قد تحول دون إتمام الحل السياسي في ليبيا الذي شارف على الانتهاء، حيث حصل توافق بشأن تشكيل حكومة وفاق وطني، لكن هذه الأخير يظهر أنها قد تعرف صعوبات في اختيار أعضاءها وعدم الموافقة عليهم بالإجماع.
الحكومة التوافقية قد تضم شخصيات من نظام القذافي
ولحد الآن، لم يظهر أي جديد بشأن هذه الحكومة، لكن أصداء في ليبيا تحدثت عن احتمال أنها ستضم شخصيات من نظام القذافي، هذا ما جاء في تقرير نشرته صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية، حيث قالت عن مصادر ليبية، أن "بورصة" المرشحين لتولى منصب رئيس حكومة التوافق الوطني التي ستخلف الحكومة الحالية التي يترأسها عبد الله الثني، باتت تضم نحو ثمانية مرشحين على الأقل، بعضهم عمل لفترات إبان نظام العقيد الراحل معمر القذافي. وحسب المصدر، فإن أعضاء في مجلس النواب الليبي التقوا الوسيط الدولي في الأزمة الليبية، مبعوث الأمم المتحدة برنادينو ليون في القاهرة، وظهر أن قائمة المرشحين تضم عبد الرحمن شلقم، وزير خارجية ليبيا في حكومة القذافي ومندوبها السابق في الأمم المتحدة، وجاد الله عزوز الطلحي، الرئيس الأسبق لحكومة القذافي، بالإضافة إلى العارف النايض، سفير ليبيا لدى الإمارات، وعبد الله البدرى، الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للبترول " أوبك "، وذكرت الصحيفة أن القائمة تضم أيضاً أسماء لمرشحين غير معروفين على الساحة المحلية.
مجلس الدولة يبقى عقبة أمام الحكومة التوافقية
حسب الشرق الأوسط عن مصادرها في ليبيا، فإن مجلس الدولة الذي اقترحته مسودة الانتقال السياسي من أجل ليبيا التي قدمها مبعوث الأمم المتحدة للأطراف الليبية في جولة الحوار الأخيرة بالجزائر، يبقى يثير تساؤلات لدى بعض أطراف الحوار، أهمها معرفة صلاحيات هذا المجلس؟ وكيف سيتشكل؟ ومن المسؤول عن تكوينه؟ لمن ستكون قراراته ملزمة"؟ 

مصطفى. ح

من نفس القسم الوطن