الوطن
"لنستهلك جزائري"... محاولة لخفض فاتورة الاستيراد بالندوات والمحاضرات
وزارة التجارة تخفّض الأسعار لإنجاح الحملة
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 25 أفريل 2015
- بولنوار:"تشجيع الإنتاج الوطني" يكون بالقضاء على بارونات الاستيراد
تطلق اليوم وزارة التجارة الحملة الوطنية لتشجيع المنتوج الوطني "لنستهلك جزائري"، والتي تعول عليها الحكومة لتحسيس المواطنين بضرورة التوجه نحو اقتناء المنتوجات الوطنية على حساب الأجنبية، ضمن سياسية واستراتيجية جديدة تنتهجها لمحاولة خفض فاتورة الاستيراد من جهة وكذا الترويج للقرض الاستهلاكي الذي سيمس هذه المرة المنتوجات المصنعة محليا تحت غطاء حماية الاقتصاد الوطني لكن يبقي السؤال المطروح هل يوجد منتوج وطني 100 بالمائة كي تروج له الحكومة.
وفي هذا الصدد يؤكد عدد من المراقبين والخبراء الاقتصاديون أن حملة لنستهلك جزائري لها طابع دعائي أكثر من اقتصادي فحتي أن نجحت الحملة واستطاعت أن تغرس في المواطنين سلوك استهلاك المنتوجات الجزائرية فأن هذا الاستهلاك سيرفع بصفة ألية من فاتورة الاستيراد التي تحاول الحكومة خفضها من خلال هذه الحملة فأغلب المنتوجات التي تسوق على أنها منتوجات جزائرية موادها الأساسية مستوردة فنسبة اندماج أغلب الشركات والمؤسسات الوطنية لا تتجاوز العشرين بالمائة.
وزارة التجارة تخفّض الأسعار لإنجاح الحملة
وإنجاحا لهذه الحملة بعث وزير التجارة عمارة بن يونس بتعليمه لكل المنتجين الجزائريين المشاركين في حملة "لنستهلك جزائري" يطالبهم فيها بطرح منتوجاتهم بأسعار تنافسية وترويجية من خلال تخفيض ثمن السلع المعروضة طيلة الأسبوع لإغراء المواطنين وحثهم على اقتنائها.
كما ستقوم وزارة التجارة تشجيعا للمنتجين المحليين في نهاية الحملة بتقييم مدى نجاح العملية على المستوى الوطني وسيتم انتقاء أحسن منتوج معروض نهاية الحملة، من جهة اخرى تنظم وزارة التجارة اليوم يوما وطنيا حول موضوع "لنستهلك جزائري" تزامنا مع إطلاق الحملة يجتمع فيه إطارات الوزارة وممثلين عن مختلف الهيئات الوزارة الأخرى وخبراء الاقتصاد والفاعلين في المجال ورجال الإعلام قصد مناقشة هذه المبادرة وعرض اقتراحاتهم، بهدف تطوير وترقية المنتوج الوطني وتحسيس المستهلك الجزائري. كما برمجت مديريات التجارة بكل من سطيف، جيجل وهران وعديد ولايات الوطن تنظيم أيام إعلامية وندوات من طرف خبراء وجامعيين وإطارات من قطاع التجارة، حيث ستتناول مواضيع مثل دور السلطات العمومية في تثمين المنتجات المحلية وإدماج التسويق الاجتماعي في برنامج الترويج للمنتوج جزائري الصنع.
بولنوار:"تشجيع الإنتاج الوطني" يكون بالقضاء على بارونات الاستيراد
من جهته أكد الحاج الطاهر بولنوار الناطق الرسمي للاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين أن تشجيع المنتوج الوطني يتم عبر القيام بإجراءات تقضي على التجاوزات التي تحدث في بعض المؤسسات، وليس بعقد ندوات ومحاضرات، على حد قوله، وأضاف المتحدث في تصريح ل"الرائد" أن القضاء على البيروقراطية المتبعة في بعض المؤسسات وإشراك البنوك في دعم الاستثمار والإنتاج والاستيراد من شأنه أن يطور من منتوج البلاد، والتي تملك حسب المتحدث "كل الإمكانيات للتطوير والتنويع"، وفي الصدد قال بولنوارإن الحكومة عليها أن تحدد المهل الزمنية في استيراد مختلف المواد من أجل تقليص الاستيراد في المواد التي توجد في الجزائر" معطيا مثال اللحوم بمختلف أنواعها والحليب، والحبوب.
تحقيق شعار "لنستهلك جزائري" يمر برفع الإنتاج الوطني وتنويعه وترقيته
وفي سياق ذي صلة أكد مشاركون في ندوة حول تثمين المنتوج الزراعي كعامل لترقية الصناعة الغذائية بتلمسان نهاية الأسبوع أن تحقيق شعار "لنستهلك جزائري" يمر حتما برفع الإنتاج الفلاحي وتنويعه وترقيته.
وأبرز أمين بن سمان رئيس مؤسسة "فلاحة تجديد" المنظمة لهذا اللقاء أن كل العوامل متوفرة لكسب هذا الرهان من إطارات كفؤة ومساحات زراعية شاسعة ومياه مؤكدا أن "المنتوج الفلاحي الجزائري لا يزال يتميز بمواصفاته الطبيعية (بيو) الشيء الذي يجعله مفضلا لدى المستهلكين في الداخل والخارج".
وأشار رئيس المجلس المهني للحليب محمود بن شاقور إلى الإمكانيات التي تتوفر عليها الجزائر لتحقيق هذا المسعى الوطني المتمثل في الاستهلاك جزائري مع ضمان الاكتفاء الغذائي ملاحظا أن هذه الإمكانيات تبقى غير مستغلة الشيء الذي يؤدي إلى الاستيراد لسد العجز في السوق.
ففي مجال الألبان فإن الإنتاج الوطني المقدر بحوالي 5ـ3 مليار لتر سنويا يلبي 78 بالمائة من الحاجيات الوطنية التي تصل إلى حوالي 5 ملايير لتر وأن الفارق يتم استيراده من الخارج كما أوضح نفس المتدخل الذي أضاف أن هذا العجز يمكن استدراكه بتكثيف زراعة الكلأ مثل الذرة.
س. زموش