الوطن

ندرة في الأنسولين "نوفورابيد" ومرضى السكري يدفعون الثمن

الوصايةتتملص وتضع اللائمة على"المضاربين"

 

  • نقابة الصيادلة تحصي 300 دواء نادرا..وتتوقع استمرار الندرة إلى أوت القادم

 

تشهد صيدليات الوطنندرة في 300 دواء مستورد، سيما ما تعلقبالأنسولين السريع" نوفورابيد" الذي يشهد ندرة حادة، ما يعرض حياة أزيد من 3 ملايين مصاب بالسكري من مستعملي الأنسولين المذكور على كف عفريت، من بينهم 800 ألف طفل، في الوقت الذي تتملص الوصاية من مسئولية تلك الندرة وتلصق التهمة بالمضاربين الذين على حسب التصريحات الأخيرة لوزير الصحة يحتكرون بعض الأدوية متسببين في الندرة المسجلة.

وجد ما يزيد عن 3 ملايين مصاب بمرض السكري أنفسهم مرغمين على قطع المسافات الطوال للحصول على علبةأنسولين المكونة من 5 خراطيش، أمام الندرة الحادة التي تسجلها أغلب صيدليات الوطن، في هذه المادة الصيدلانية الهامة، سيما النوع "السريع "نوفورابيد"، والذي يبقى منعدم في بعض الصيدليات أو شبه منعدم، حسب تعليق أحد الصيادلة الذي قال أنهم يحصلون على 4 إلى 5 علب فقط من هذا الدواء الحيوي ما يجعل المريض في رحلة يومية للبحث عن دوائه الذي يضمن له البقاء فيما يبقى استبداله بالنوع المتوسط وطويل المدى غير مجدي في حالات كثيرة.

300 دواء نادر في السوق والوصايةتتفرج

وفي السياق أوضح الناطق الرسمي باسم النقابة الوطنية للصيادلة، صلاح الدين مناع، أن الصيدليات تسجل نقصا كبيرا في عديد الأدوية التي وصلت 300 اسما، مشيرا أن الأنسولين سيما من النوع السريع "نوفورابيد" يسجل نقصا فادحا، على الرغم من إمكانية استبداله بالنوعين الآخرين العادي"نوفوميكس" وطوي المدى "ليفيمير"، إلا أن بعض المرضى يحتاجون للنوع المذكور دون غيره.

وقال محدثنا أن صيدلياتنا تعاني من نقص العديد من الأدوية ما يجعل المريض في رحلة البحث عن الدواء الموصوف من طرف الطبيب من صيدلية لأخرى، فيما يهتدي بعض الصيادلة حسبه إلى توجيه المريض إلى الطبيب ومطالبته بإعادة الوصفة من خلال وصف دواء معادل للدواء الموصوف، خشية من المضاعفات التي قد تلحق المريض من جراء منحه دواء بديل دون استشارة الطبيب، مشيرا أن المريض المحتاج إلى الأنسولين من النوع السريع "نوفورابيد" يضطرون للبحث عنه في صيدليات كثيرة وسعيد الحظ من يعثر عليه، بالنظر لتوفره بنسبة بين 0إلى 1 في كل صيدلية أي شبه منعدم.

وأرجع محدثنا سبب ندرةبعض الأدوية، والأنسولين بصفة أخص، إلى تأخر إمضاء الوزارةالوصية لبرامج الاستيراد، إلى غاية مارس الماضي، وهو ما كان من المفروض أن تمضي عليه في شهر أكتوبر أو نوفمبر، وهو ما كان سيجعل سوق الأدوية مستقرا نوعا ما، لكن ذلك التأخر في الإمضاء على برامج الاستيراد خلق أزمة في عديد الأدوية، والتي من المنتظر أن تستمر إلى غاية شهر أوت من السنة الجارية وربما أكثر يضيف محدثنا. 

من جهة أخرى ذكر الناطق الرسمي باسم النقابة الوطنية للصيادلة، نوع آخر من الأدوية والذي يبقى منعدم بصيدليات الوطن، وهو دواء " ألدومات"، الموجه للضغط الدموي عند النساء الحوامل، والذي يعد دواء جد ضروري في هذه الحالة، وغيابه يؤدي بالحامل إلى الوفاة لا محالة.

مستوردو الأدوية في قفص الاتهام

وتأسف صلاح الدين مناع، لتصريحات وزير الصحة عبد المالك بوضياف الأخيرة، والتي نفى فيها وجود أي ندرة للأنسولين أو لأي نوع ىخر من الأدوية، وقال محدثنا أن الوزير إذا كان يقصد عدم وجود الندرة في دواء "الباراسيتامول" فهو على حق وإن كان يقصد أدوية أخرى فليذهب إلى الصيدليات ويتأكد بنفسه، مشيرا أن وصول الندرة إلى الأنسولين، معناه أن الأمر خطير جدا، فكان من الأولى أن تعمل الوصاية على ضمان هذه الأدوية الحساسة من خلال تنظيم عملية الاستيراد، وليس الإدّعاء أن السوق الوطنية تتوفر على الأنسولين الموجهة لمرضى السكري، ولديها من المخزون ما فيه كفاية للاستجابة للطلب المحلي، وإنما الندرة المسجلة سببها المضاربون من مستوردو الأودوية، الذين يعمدون على احتكار كمياتمن الأدوية،فيما دعا محدثنا وزير الصحة بوضياف إلى ضرورة ضرب هؤلاء المضاربون من خلال فتح تحقيقات تبين أنهم سسبا في هذه الندرة تفاديا للعب بصحة المريض الذي يبقى هو الخاسر الوحيد.

منى. ب

من نفس القسم الوطن