الوطن

"حمس" أخذت العبرة من مصر وتونس ولهذا اختارت السلطة

دراسة سياسية لمؤسسة كارنجي تكشف:

 

 

تتجه حركة مجتمع السلم الحزب، نحو الاعتدال أكثر فأكثر في مواقفها، تماشيا مع التطورات الحاصلة على الساحة السياسية الوطنية والعربية، حيث لم تجد بديلا عن ذلك لتحافظ على مكانتها بعدما خسرت قاعدتها الشعبية خصوصا بعد المصير الذي واجهته المنظمة الام في مصر، وبعدما عمدت دول عديدة إلى تصنيفها كمنظمة ارهابية في مقدمتها مصر.

كشفت دراسة اجرتها مؤسسة كارنجي للأبحاث والدراسات السياسية للشرق الاوسط، ان حركة مجتمع السلم، تعمل حاليا على اعادة جدولة افكارها السياسية، بشكل يتماشى مع التطورات الحاصلة على الساحة السياسية في الجزائر وخارجها، حيث اشارت إلى انها بدأت تقترب اكثر فأكثر من الاعتدال، بمحاولتها التعاطي مع السلطة، وأرجعت الامر إلى ما حدث لمنظمة الاخوان المسلمين في مصر، والاتهامات التي وجهت لقادتها والمتعلقة اساسا بالتواطؤ مع منظمات خارجية والإرهاب، اضافة إلى قيام مصر باعتبارها منظمة ارهابية ودعت الدول إلى القيام بذلك، ما جعل دولا عديدة تتخذ ذات القرار، إلى جانب تراجع الاخوان في تونس، وخروجهم من الحكم. وأضافت الدراسة ذاتها، أن الحزب يحاول امساك العصا من الوسط، بإعلانه مباشرة مشاورات جديدة مع السلطة والمعارضة في ان واحد، في اطار عملية الانتقال الديمقراطي، والإصلاحات السياسية التي تسعى اليها البلاد، بعد مقاطعته للانتخابات الرئاسية العام الماضي، وتصريحاته الرافضة لتولي الرئيس بوتفليقة الحكم لعهدة رابعة، وهو ما اشار شكوك التنسيقية من اجل الحريات والانتقال الديمقراطي، التي يشارك فيها الحزب، والتي تصر على رفض أي حوار مع النظام، بينما برر القرار بسعيه لتعزيز اهداف التنسيقية، الا ان هذه الخطوة لم تكن متوقعة من حزب لطالما حرض على اظهار وجه المعارضة، بينما تمثل مراوغة سياسية من شانها ان تحفظ مكانة الحزب على الساحة السياسية الوطنية، بعدما فقد دعم الشعب، وأصبح يوصف بالمعارضة المريضة.

وبحسب المصدر ذاته، فان فقدان حركة مجتمع السلم دعم القواعد الشعبية، يعني أن الحزب سيستمر في البقاء فقط كأدة في يد النظام، ولهذا فانه يتعين على الحزب ان يختار بين ان يتحول إلى حزب يمارس المعارضة الحقيقية، او الابقاء على علاقة مميزة مع السلطة، ما يفسر جليا قراره في العودة إلى الاعتدال وإطلاق مشاورات مع الحكومة، أي البقاء كجزء من معارضة غير عدائية، وبالنسبة لانتقاداتها وحملاتها ضد الحكومة، فهي ليست سوى محاولة للحفاظ على قدرتها على تعبئة قاعدتها.

أميرة. أ

من نفس القسم الوطن