الوطن

سعداني..النهاية

اشتكى وزراء الحكومة بما فيهم الوزير الأول لرئيس منتدى رؤساء المؤسسات

 

 

أشارت مصادر مقربة من الأمين العام للحزب العتيد، عمار سعداني، أنّ حراك هذا الأخير في الفترة الماضية والتي دفعت به إلى القيام بقصف عشوائي ضدّ خصمه اللدود عبد العزيز بلخادم وزير الدولة المستشار السابق لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، جاء بعد أن فهم رئيس المجلس الشعبي الوطني الأسبق بأنه أصبح غير مرغوب فيه حتى عند بعض وزراء الحكومة الحاليين والذين اشتكاهم لرئيس منتدى رؤساء المؤسسات رجل الأعمال المعروف علي حداد، وبحسب مصادر "الرائد" فإن المشرف على الجهاز التنفيذي عبد المالك سلال ووزير الداخلية والجماعات المحلية الطيب بلعيز الذين التقى بهم بحر الأسبوع الفارط قد أبلغاه بطريقة غير مباشرة بأنه لم يعد مرغوبا فيه عند أصحاب القرار أو هكذا فهم من تلميحاتهم وهو الأمر الذي يكون الأمين العام للأفلان قد دفع به لانتقاد كل من يعارض سياسته وأجندة حلفاءه.

تصريحات سعداني الأخيرة في حق خصمه اللدود في حزب جبهة التحرير الوطني، قرأتها أطراف عديدة بكونها ردّة فعل غير محسوبة العواقب خاصة وأنه تجاوز فيها كل أدبيات المسؤولين داخل أجهزة السلطة وخاصة جهاز مثل حزب جبهة التحرير الوطني، وأن هذه الخرجة الجديدة لسعداني تكون قد جاءت نتيجة اتصالات يكون هذا الأخير قد أجراها خلال الأيام القادمة مع أطراف متعددة في السلطة وأخرى من الجهاز التنفيذي أين التقى بالمكلف بإدارة الجهاز عبد المالك سلال ولم يعطه الكثير من الاهتمام الذي كان يحوز عليه من قبل في لقاءاته مع هذا الأخير ونفس الأمر تكرر مع وزراء في الحكومة الحالية وفي مقدمتهم وزير الداخلية والجماعات المحلية الطليب بلعيز الذي لم يعره اهتماما كبيرا هو الآخر في لقاء جمع بينهما قبل أيام قليلة وفهم سعداني أن هناك كلمة سرّ من الجهاز التنفيذي ضدّه وهو ما دفع به إلى التعجيل بنقل انشغاله لرئيس منتدى رؤساء المؤسسات علي حداد أين نقله له هذه الانشغالات ضدّ الوزراء وطريقة تعاملهم معه، وبحسب مصادرنا فقد نقل سعداني لحداد أن بعض الوزراء في الحكومة الحالية قد قللوا من شأنه وأن بعضهم لم يعد يتعاطى معه كما كان في السابق باعتباره السياسي المقرب من محيط الرئيس.

وفهم مراقبون أن رسائل الانتقادات التي وجهها الرجل الأول في الحزب العتيد الآن لسابقه، لن تتعلق فقط ببلخادم بل كانت" إنذارا منه " لأطراف أخرى سيطالها نفس الأمر في المستقبل خاصة وأن هذه الأخيرة لم تعد تقف في صف واحد مع حلفاء عمار سعداني، فالمعلوم عند الكثيرين بأن سعداني لا يتكلم باسمه الخاص بل باسم أطراف جاءت به لأمانة الحزب العتيد في وقت حاسم وتعمل منذ ذلك الحين على إبقاءه في منصبه حتى يتم الترتيب لأوراقها في المشهد السياسي العام.

واعتبر كثيرون أن ردّ بلخادم على سعداني وتصريحاته التي جانبت الصواب هذه المرّة لأنها تعلقت بعمل مسؤول سابق في الدولة وأمين عام حزب يعتبر أحد أدوات السلطة القائمة كان في المستوى ويمكنها أن تدفع به للواجهة السياسية من جديد، خاصة وأن الانتقادات التي طالته من قبل خصمه سعداني كانت بسبب لقاءات جمعت بيه وبين حلفاءه في الحزب الذين تشير مصادر موثوقة بأنهم سيتحركون في قادم الأيام على مستويات عديدة لاسترجاع الحزب العتيد من يدّ من يصفونه بـ"مغتصب" الحزب العتيد و"غير الشرعي" عمار سعداني سواء على مستوى مصالح الداخلية والجماعات المحلية أو على مستوى العدالة.

ويكون هذا الحراك لخصومه برعاية المستشار السابق لرئيس الجمهورية قد عجل بخروج سعداني إلى الواجهة والردّ عليه باتهامات خطيرة لا تتعلق بشخصه فقط بل بالأطراف التي يوم كان على رأس الحزب العتيد ينوب عنها في المشهد السياسي العام والتي تتعلق بالدرجة الأولى بالرئيس ومؤسسات الدولة، كما يكون سعداني قد استقرأ من أطراف من الإدارة التي رعته في حراكه السابق ضدّ خصومه قد تخلت عنه وبدأت تتعاطى بصورة إيجابية مع حراك خصومه الذين يرغبون في الإطاحة به من الأمانة العامة للحزب العتيد في أقرب فرصة.

خولة بوشويشي

من نفس القسم الوطن