الوطن
هذا هو الدور الذي تلعبه الكتائب المسلحة في الأزمة الليبية
في انتظار لقاء يجمعهم في الجزائر برعاية الأمم المتحدة مطلع ماي
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 22 أفريل 2015
- خبراء: حيادية الجزائر قد تنجح حوار العسكريين!
ينتظر أن تحتضن الجزائر لقاء في اطار مسارات الحوار الليبي برعاية أممية، ويتعلق الأمر هذه المرة بالمسؤولين العسكريين في ليبيا، من مختلف الكتائب المسلحة الفاعلة في الساحة، ويرجح أن توجه الدعوة إلى ميليشيات تتقاتل فيما بينها دون التنظيمات المتورطة في الإرهاب، ومن ضمن هذه الكتائب، عملية الكرامة الذي يقودها خليفة حفتر الذي تسلم قيادة الجيش الليبي التابع لحكومة طبرق، وكذا مسؤولي فجر ليبيا الموالية لحكومة الإنقاذ الوطني بطرابلس، وقادة ثوار ليبيا وكتائب أخرى، برغم اختلاف الليبيين في رؤيتهم لدور هذه الميليشيات في حل الأزمة في ليبيا، حيث لا تزال أطراف كنواب برلمان طبرق، ترى أن كتائب فجر ليبيا ارهابية، بينما ترفض أطراف موالية للمؤتمر هذه الاتهامات، ويصر اللواء حفتر على دور الحل العسكري في حسم الأمر.
وحسب ما صرح به برناردينيو بداية الأسبوع، فإن الأمم المتحدة تعتزم اجراء مفاوضات على مستوى المسؤولين العسكريين في ليبيا يجرى التحضير لعقدها خلال فترة قريبة، وينتظر أن تحتضنها الجزائر التي سبق وأن أدارت جولتين من جولات الحوار الليبي، وسيكون اللقاء بالجزائر العاصمة، بدأ من الأسبوع الأول من شهر مالي المقبل حسب مصادر مطلعة على الملف، والاجتماع الذي يعد الأول من نوعه، سيحاول جمع كل قادة الكتائب الليبية المسلحة الفاعلة في الساحة، وطبعا يستثنى منها تلك التنظيمات المدرجة في خانة الإرهاب كتنظيم القاعدة وأنصار الشريعة وكذا تنظيم داعش في ليبيا، أما الكتائب الأخرى، والتي تضم كل من عملية فجر ليبيا الموالية لحكومة الانقاذ الوطني التابعة للمؤتمر الوطني العام (برلمان طرابلس)، عملية الكرامة التي انضمت إلى الجيش الليبي بعد تعيين قائدها اللواء خليفة حفتر قائدا عاما للجيش، وهناك ما يعرف بقوات درع ليبيا، وكتائب ثوار ليبيا، وميليشيات أبو سليم، وكتائب الدروع ببن غازي، ولواء القعقاع بطرابلس، وميليشيات حطين بمصراطة، وغيرها، وتقريبا كل هذه الأطراف العسكرية لديها أجنحة سياسية وحزبية تتبع لها، وهناك أخرى لا تزال ترافع للشرعية الثورية مثل غرفة ثوار ليبيا، ويمكن لقادة هذه الكتائب مجتمعة أن تسهم في الحل السياسي في ليبيا إن هي اتفقت على أن الاقتتال فيما بينها لا يجدي نفعا، وأن التنازل لأجل ليبيا هو الأهم، ولعل اختيار الأمم المتحدة لفكرة المفاوضات بين المسؤولين العسكريين في ليبيا، جاءت عقب تحقيق تقدم في مسار الحوار الليبي المنعقد على مستوى البرلمانيين في المغرب، وعلى مستوى الشخصيات السياسية والأحزاب بالجزائر، حيث أعلن المبعوث الأممي برناردينيو أن التوافق على وثيقة الانتقال السياسي في ليبيا بات قريبا، لكنه اشار إلى بقاء عائق كبير قد يؤثر في مجريات الحوار، وهو الاقتتال بين كتائب مسلحة، فهي التي ينتظر منها أن تقدم اسهامات ايجابية لدعم مساعي الحل السياسي للأزمة في ليبيا، وأكد ليون في تصريحات ساقة بهذا الخصوص، أنه تم بذل جهد جيد خلال الأيام الماضية، قائلا: " ولا تزال لدينا صعوبات في هذه المفاوضات، حيث لا يزال هناك نشاط إرهابي متصاعد في ليبيا، ومعلومات أولية عن تنامي تنظيم (داعش) في البلاد، والمفاوضات السياسية الليبية تواجه مقاومة ورفضًا من نشاط المجموعات المسلحة، وسنواصل المفاوضات".
اختيار الجزائر لكونها بلد يقف على الحياد مع كل الأطراف الليبية
وتفيد مصادر على اطلاع بالملف أن اختيار الأمم المتحدة لاحتضان اللقاء بين العسكريين الليبيين وقع على الجزائر، برغم أنها دولة تدعو إلى الحل السياسي في ليبيا، لكن يبدو أن الجزائر هي البلد الوحيد الذي يمكنه لعب دور في الاقناع، وفي هذا الصدد يرى المحلل السياسي عبد الوهاب بن خليف، أن الحل السياسي في ليبيا يحتاج لوقف القتال وجمع السلاح، ودعوة قادة الكتائب لاجتماع في الجزائر يأتي بناء على قناعة الأمم المتحدة بأن الجزائر قادرة على اقناع الأطراف المتحاربة في ليبيا لكونها محايدة ولم تدعم أي طرف على آخر، وهذا ما يجعلها تحضى بمصداقية لدى هؤلاء، حيث ستكون مهمتها محاولة اقناع المسؤولين العسكريين بوضع السلاح والبحث معهم عن كيفية التوصل إلى حل الاشكال الأمني. لكن الدور الجزائري الذي تلعبه في الحوار الليبي هو دور سياسي، حيث لما قسمت الأدوار بين المغرب والجزائر، اسند لهذه الأخيرة مهمة استقبال الأحزاب والشخصيات السياسية، بينما الآن يعطى لها ادارة الحوار من جانبه الأمني، هناك يقول المحلل السياسي الأستاذ عبد العالي رزاقي، أن هذه النظرة من جاني الأمم المتحدة خاطئة، وحسب استاذ الإعلام في جامعة الجزائر3، فهذه الكتائب كلها لديها احزاب سياسية كانت قد استبقتها الجزائر، وكان الأولى انتظار نجاح الحوار على المستوى السياسي وتشكيل حكومة وفاق وطني، ثم البحث عن الحوار على المستوى الأمني، لأن التفاوض مع القادة العسكريين هو دور مكمل وليس أساسي، كما أن الخطأ الذي وقعت فيه الأمم المتحدة ايضا هو عدم تقسيم ادوار الحوار بحسب البلد بين المغرب والجزائر، فكان الأولى بها حسب رزاقي، أن تعطي الحوار الأمني للجزائر منذ الأول وتكلف مصر بالحوار السياسي، كما ان الدور الأمني كان فكرة دول الجوار الذي اقترحت على الجزائر ان تهتم بالحل الأمني بينما تكلف مصر بالسياسي، ويضيف المتحدث أنه مهما كان ما سيقدمه قادة الكتائب في هذا الحوار، إلا أنه كان الأفضل انتظار حصول توافق على تشكيل الحكومة أولا، ويعتقد رزاقي أن للقوى الكبرى وبالضبط الولايات المتحدة، دور في تحويل الأدوار، حيث تكون قد اقترحت أن تدير الجزائر مفاوضات بين العسكريين الليبيين لكونها البلد الذي يفهم في محاربة الارهاب، بينما يرجح أن تكون واشنطن قد استبعدت الدور المغربي لهذا الصدد لعلاقتها بفرنسا.
هكذا ينظر الليبيون إلى الميليشيات المسلحة في ليبيا
تختلف نظرة الليبيين لدور الكتائب المسلحة في ليبيا، فالبعض يراها ارهابية، والبعض الآخر يراها محاربة للإرهاب، وآخرون يرون أنها تمثل كتائب الثوار الحقيقية التي أطاحت بالنظام السابق، فمجلس نواب ليبيا الذي انبثقت عنه حكومة طبرق التي يقودها عبد الله الثني، لا يزال يحمل ميليشيات فجر ليبيا، وهي الجناح العسكري للمؤتمر الوطني العام في طرابلس، مسؤولية التوتر الأمني ويتهمها بالإرهاب، كما يوجه لها طيرانه ويقوم بقصفها، بينما ترى هذه فجر ليبيا أنها تريد تحرير طرابلس من الإرهابيين من أنصار الشريعة وداعش، لكن الاقتتال لا يزال سيد الموقف، وتنتقد غرف عملية ثوار ليبيا وكذا بعض الكتائب الأخرى هذا الصراع المنحصر في طرفين قويين في ليبيا، بينما تبحث هذه الكتائب عن العودة لشرعية ثوار ليبيا، لكن أطراف أخرى ترى في دور زعماء القبائل والأعيان أهمية كبرى خاصة قدرتهم على اقناع قادة الميليشيات بالتوقف عن القتال، والمعروف حسب متابعين للشأن الليبي، أن قادة الميليشيات يتأثرون بمواقف شيوخ وأعيان القبائل حسب رأي المحلل السياسي عبد الوهاب بن خليف الذي يؤكد على ضرورة اشراك هؤلاء في الحوار.