الوطن

الدبلوماسية الجزائرية لا تزال تتحرك في مالي لإقناع حركات أزواد بضرورة توقيع الاتفاق

رئيس اللجنة الجزائرية الإفريقية للسلم والمصالحة الدكتور أحمد ميزاب لـ"الرائد":

 

قال رئيس اللجنة الجزائرية الإفريقية للسلم والمصالحة الدكتور أحمد ميزاب في حديث لـ "الرائد"، أن الزاوية التي ترى بها الحركات الأزوادية اتفاق السلام المقدم من طرف فريق الوساطة للتوقيع عليه، تختلف على الزاوية التي تنظر بها الجزائر لهذا الاتفاق، فالتصريحات التي يدلي بها مسؤولون أزواديون والمنتقدة في عمومها لمضمون وثيقة اتفاق السلام في مالي، لا ترقى للحقيقة، فحسب المتحدث، هذه المزايدة من جانب حركة تحرير أزواد لا تخدم تنسيقية الحركات الازوادية التي وقعت على المشروع في مارس الماضي، وعن وصف أحد القياديين في الحركة الوطنية لتحرير أزواد لاتفاق السلام الذي عرضته الجزائر باسم فريق الوساطة للتوقيع عليه، بأنه خطر على أمن الساحل، علق ميزاب على هذا بالقول أنه على العكس تماما، فمسألة أمن الساحل تعد من أولى الأولويات بالنسبة للجزائر، " لا أحد يسعى إلى ضبط أمن الساحل أكثر من الجزائر " على حد قول الدكتور ميزاب. وعن احتمال فشل عملية التوقيع على الاتفاق التي برمجت جلستها في باماكو يوم 15 ماي المقبل، قال ميزاب إن تاريخ التوقيع بقي له أكثر من ثلاث اسابيع، وهذا الوقت كاف جدا لإحداث تغييرات في المواقف التي نسمعها هذه الأيام، و" قد تحدث متغيرات جديدة تفضي إلى تغير بوصلة المواقف " حسب رئيس اللجنة الجزائرية الإفريقية للسلم والمصالحة الوطنية. وكشف ميزاب في هذا الجانب، أن المشاورات والتحركات الدبلوماسية الجزائرية لا تزال قائمة، وهناك لقاءات تتم في مالي وأزواد لتذليل كل العقبات التي قد تعترض مسار تسوية الأزمة في مالي، والنقاش بأزواد لا يزال مفتوحا وفريق الوساطة لم يتوقف عن عمله بعد. وأفاد ميزاب أيضا أن الوساطة الدولية بقيادة الجزائرية ستعقد اجتماعا بالجزائر قريبا بهدف تقييم الملف المالي، والأكيد حسب المتحدث، أن يتم فتح قضية المواقف المترددة لبعض الحركات المسلحة في أزواد التي تناقض مواقفها السابقة، أهمها تنسيقية الحركات الأزوادية التي وقعت بالأحرف الأولى على وثيقة الاتفاق، وكانت وقعت قبل ذلك على إعلان الجزائر الذي حدد خارطة طريق المفاوضات السلام الشامل في مالي. وفي تعقيبه على موقف التنسيقية وبعض الحركات المنضوية فيها بخصوص رفضها التوقيع على الاتفاق يوم 15 ماي المقبل، تساءل ميزاب عن عدد الحركات المشاركة في المفاوضات الموقعة على إعلان الجزائر وكذا على وثيقة اتفاق السلام بالأحرف الأولى، وعن عدد تلك التي لم توقع وتصر على إطلاق تصريحات في غير صالح مشروع السلام في مالي، مؤكدا أن هذه الحركات التي ترفض التوقيع هي التي ستخسر في الأخير، خاصة وانها كانت قد التزمت بمسار المفاوضات منذ الأول، ووقعت على خارطة الطريق، وفريق الوساطة وكذا الأمم المتحدة وبعض الدول الكبرى كفرنسا والولايات المتحدة ستعتبر أي رفض على التوقيع من طرف التنسيقية بأنه تنصل من وعودها والتزامها الدولي على تحقيق السلام، وإن رفضت التوقيع قد تدخل في خانة المنظمات الخارجة على القانون وفقا للقوانين الدولية، وبذلك تتحول إلى مهدد لأمن واستقرار الساحل بدل صانعة للأمن والسلام، وإن لم توقع حسب ميزاب، فتنسيقية حركات الأزواد ستعتبر مسؤولة عن اي تعثر بعد 15 أفريل. 

 

مصطفى. ح

من نفس القسم الوطن