الوطن
أئمة يدعون لنصرة خادم الحرمين
هكذا تفاعل الجزائريون مع الأزمة اليمينة
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 20 أفريل 2015
- الأحزاب بين مؤيد للتحالف العربي ضدّ اليمن وبين منتقد لإيران!
ألقت الأزمة في اليمن بظلالها على المشهد الجزائري بشقيه السياسي والديني بصورة لم يحدث أن قسمت الجزائريين حول موقفهم تجاه قضايا الأمة العربية التي كانت دائما تتقارب وجهات نظرهم حولها سياسيا وفكريا، ولعل الغموض الذي اكتنف موقف الجزائر الرسمي تجاه الأزمة حسب تقديرات عدد من المراقبين والمتابعين للملف هو الذي ألقى بضلاله على الجزائريين عموما شعبا وقوى سياسية فبعضها سارع لتأييد موقف السلطة الجزائرية والبعض الآخر حادّ عن الموقف وأعلن تأييده لأحد طرفي الصراع بينما فضلت غالبية الأحزاب السياسية من الموالاة والمعارضة وحتى تلك التي تقف في موقع المتفرج على ما يحدث من حراك داخلي عدم المغامرة وإعلان موقف واضح تجاه طرفي الصراع هناك، ولكن شكل الموقف العقائدي حجر زاوية الحراك والمواقف التي صدرت عن غالبية القوى السياسية تجاه ما يحدث في اليمن، أكثر من الموقف السياسي خاصة بالنسبة للجزائر التي تحركت فيها بعض المساجد التي يؤمها أئمة من التيار السلفي للدعاء لنصرة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز بالاسم في الوقت الذي لا يسمى ولي الأمر في الجزائر بالاسم في مساجد القطر الجزائري وهو ما يوضح طبيعة المواقف التي تتخذ في فيما يتعلق بالأزمة اليمنية سواء في الجزائر أو في غيرها من الدول العربية التي يسوق فيها الإعلام لكون الصراع هناك هو صراع مذهبي بامتياز وأن الحرب هناك ضدّ أنصار التيار الشيعي والتيار السني ليس إلا، كما حرصت بعض الأصوات الإعلامية على إعطاء صورة أنّ حرب السعودية هي في الأساس حرب ضدّ تمدد الشيعة، مما زاد من حدّة التوتر المذهبي في المنطقة العربية عموما.
حدّة التوتر المذهبي انتقلت إلى مساجد الجزائر.. وأئمة يدعون لنصرة خادم الحرمين !
نقلت مصادر مطلعة لـ" الرائد "، أن بعض مساجد العاصمة ممن يؤمها أئمة سلفيون ويرتادها آلاف المصلين ولأول مرّة تم في صلاة الجمعة الماضية الدعاء لنصرة خادم الحرمين في حرب السعودية التي تخوضها ضدّ الحوثيين في اليمن، بدعم من الدول الخليجية وقوى أخرى عربية ساند السعودية في مسعاها هذا، ويرى بعض المراقبين أن بلوغ حدّة التوتر مستويات عالية في الفترة التي أعقبت عاصفة الحزم تكون قد ألقت بظلالها على التيارات المذهبية في العديدة من الدول العربية وألقت بضلالها على الجزائر أيضا التي خرجت فيها بعض رموز وقيادات المذاهب إلى العلن لتوضيح مواقفها والدفاع عن أحد طرفي الصراع، ولعل ما قام به أئمة التيار السلفي في الجزائر هو قلة قليلة مما يحدث في مساجد أخرى موزعة عبر الموطن في ظل غياب رقابة حقيقية على الخطاب المسجدي في الجزائر من جهة ومن جهة ثانية يرى متابعون للملف أنّ الخطورة الكبيرة تكمن في كون غياب اهتمام ومتابعة من الجهات المختصة على مختلف هيئاتها دفع ببعض الأطراف إلى أن تساند وتدعم علنا وعلى منابر مساجد القطر الجزائر طرف على حساب طرف آخر من الأزمة اليمنية وهو ما يطرح العديد من التساؤلات حول أسباب غياب الرقابة على هذه المنابر من الوصاية والجهات الوصية.
هكذا تفاعل الجزائريون مذهبيا مع طرفي الصراع في الأزمة اليمنية !
يعطي الرجل الأول في تيار الصحوة الحرة الإسلامية السلفية عبد الفتاح زراوي حمداش من خلال ردّه على أسئلة"الرائد"، صورة دقيقة عن كيفية تعاطي الجزائريين مع الأزمة في اليمن، ففي الوقت الذي حاولت بعض التيارات الإسلامية خاصة السياسية منها الوقوف في موقف محايد حول ما يحدث هناك من صراع بين الحوثيين والسلطة في اليمن أطلت أتباع المنهج السلفي في الجزائر ببيانات تأييد لعاصفة الحزم، معتبرين إياها"جهادا في سبيل الله" وعن هذا الأمر يقول حمداش أنّ موقف هؤلاء نابع في الأساس من رفضهم للتمدد الشيعي في المنطقة العربية، ورفض المتحدث تأكيد الأنباء التي تشير إلى تخصيص دعاء من أئمة بعض المساجد بالعاصمة لنصرة عاصفة الحزم وخادم الحرمين الشريفين إلا أنه اعتبر الأمر لو حدث فعلا فهو نابع من حرص الجزائريين على حدّ وصفه إلى رفض التمدد الشيعي في المنطقة العربية والذي يأتي بدعم من إيران التي قال بأنها ترعى هذا المسعى وتدعمه ويشير حمداش في سياق متصل إلى أنّ هناك فئة معتبرة من الجزائريين وإن أخفت هذه المواقف فإنها أبدت رفضها علانية لموقف السلطة الجزائرية تجاه الأزمة والذي وصفه بـ" الغامض".
عبد الفتاح زراوي حمداش: بعض الأحزاب السياسية في الجزائر تخندقت مع إيران !
انتقد مسؤول الصحوة الحرة الإسلامية السلفية عبد الفتاح زراوي حمداش، موقف بعض الأحزاب السياسية في الجزائر التي قال بأنها تخندقت مع" إيران " ضدّ الشرعية في اليمن التي قال بأنها ليست في متناول الحوثيين الذين قال بأنه وإن كان لديهم الحق في العيش في اليمن فإن الخطر الذي يشكله هؤلاء ينبع من خلال استلائهم على الحكم، وهو الأمر الذي قال بأنه سيساهم في تمدد التيار الشيعي في المنطقة العربية، وأوضح المتحدث في سياق تطرق لهذه المسألة بأن أحزابا سياسية ناشطة في المشهد السياسي الجزائري سارت ضدّ منهج أهل السنة وتخندقت مع إيران وهو الأمر الذي قال بأنه لم يسمعه بصورة رسمية منهم ولكن مواقفهم تجاه ما يحدث في الأراضي اليمنية يقع في هذا الجانب دون غيره.
الأحزاب بين مؤيد للتحالف العربي ضدّ اليمن وبين منتقد لإيران!
تباينت آراءالطبقة السياسية في الجزائر ممن سألتهم "الرائد" اتجاه الحملة العسكرية التي تقودها المملكة العربية السعودية مع عشرة دول اخرى خليجية وعربية، والتي يطلق عليها بعاصفة الحزم، فبعض الاحزاب رحبت بهذه الحملة وشدت على ايدي منفذيها على غرار بعض الاحزاب الاسلامية، والبعض الآخر عبر عن رفضه وسخطه اتجاه السعودية والدول المشاركة إلى حد اعلان الانحياز إلى الطرف الآخر اي الحوثيينمثل حزب العمال والافافاس، من جهة اخرى امسكت احزاب اخرى العصا من الوسط وعبرت عن تبنيها لموقف الدولة الجزائرية التي شددت على ضرورة تبني الحوار وتغليب العقل دون اللجوء إلى العنف.
تاج: نتبنى موقف الدولة الجزائرية الداعي لتغليب لغة العقل والحوار
تبنى تجمع امل الجزائر موقف الدولة الجزائرية اتجاه الازمة اليمنية والتدخل العسكري السعودي، الداعي إلى تغليب لغة الحوار والعقل وحل المشاكل العالقة بين الفرقاء اليمنيين على طاولة الحوار، والرافض للعنف والتدخلات الخارجية التي من شأنها ان تزيد الوضع تأزما. وقال تاج على لسان المكلف بالاتصال لديه نبيل يحياوي، ان الحزب يشيد بموقف الدبلوماسية الجزائرية في الازمة اليمنية، واصفا اياه بالموقف الحكيم والمدروس، كما اكديحياوي على ان تاج يتبنى هذا الموقف الذي يؤكد على ضرورة تغليب الحوار والعقل ونبذ العنف والتطرف، كما ثمن يحياوي موقف الدولة الجزائرية الرافض للمشاركة في الحلف الخليجي العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، معتبرا هذا القرار مفخرة لكل الجزائريين الذين يرفضون التدخلات الاجنبية في الدول الشقيقة كما يرفضونها على وطنهم،واضاف المتحدث ان التدخل الاجنبي في اي دولة عربية لا يمكن ان يجلب لها سوى الدمار والخراب ومزيدا من التطرف الذي تستغله بطبيعة الحال الجماعات الإرهابية المتطرفة في فرض نفوذها على غرار الجماعات الارهابية في كل من العراق وليبيا وسوريا والتي تعتبر التدخلات الاجنبية حجة لتواجدها.
النهضة:الحوار هو الحل الوحيد للخروج باليمن من النفق المظلم
دعت حركة النهضة الاطراف اليمنية لجلوس إلى طاولة الحوار وحل مشاكلهم بأنفسهم، كما طالبت الحركة بوقف التدخل العسكري الذي تقوده السعودية ودول الخليج وبعض الدول العربية الاخرى من اجل ترك فرصة إلى الفرقاء اليمنيين لتحاور والخروج باليمن من النفق المظلم الذي باتت تعيش فيه البلاد منذ الاطاحة برئيس المخلوع على عبد الله صالح.
واعتبرت النهضة على لسان رئيسها محمد ذويبي التدخل الخليجي او ما يسم بعاصفة الحزم، سببا في زيادةتأزم الوضع في اليمن، لأنه لم يمنح الفرصة الكاملة للفرقاء من اجل الحوار، كما ان التدخل كان ضد فصيل معين يحمل أيديولوجية مختلفة عن المملكة وهو ما يمكن ان يفسر او يؤول تأويلات اخرى ربما طائفية، واضاف دويبي في حديثه لـ "الرائد" ان على الجزائر ان تلعب دورا ايجابيا في ايقاف هذه الحرب التي سيخرج منها الجميع خاسر، إلا ان اليمن سيكون أكثر الخاسرين خاصة ان بنيته التحتية تدمر كل يوم وابناؤه يمتون كل ساعة.
الأفافاس: تدخّل السعودية في اليمن مرفوض ومن شأنه أن يقوض الأمن في المنطقة
اكدت جبهة القوى الاشتراكية رفضها لتدخل السعودي والعربي في اليمن، معتبرتا اياه تدخلا سافرا في الشأن الداخلي اليمني الذي كان يقتضي ان يترك الشعب اليمني وفصائله تقرر مستقبل البلاد عن طريق الحوار وتغليب صوت العقل بدل صوت الطائرات والصواريخ.
وندد الافافاس بتدخل الاجنبي على اليمن من طرف الدول العربية العشر بقيادة السعودية، مؤكدا ان هذا الرفض نابع من قيم الحزب الذي دائما ما يستنكر التدخلات الاجنبية في اي دولة عربية او اجنبية، لما فيه من خطورة على الدول وما يحمله من دمار وخراب، وعرج اقدم حزب معارض إلى موقفه من قضايا سابقة على غرار رفضه لتدخل الفرنسي في مالي وتنديده بالسماح لدولة الجزائرية لطائرات الفرنسية المرور في اجوائها، كما ذكر الحزب برفضه لغزو العراق والتدخل العسكري الامريكي فيه زيادة إلى تنديده بتدخل حلف الناتو في ليبيا ومن قبلها أفغانستان وغيرها من المواقف الرافضة لتدخلات الأجنبية.
خولة. ب/ مراد. ب