الوطن
الداخلية... بداية التطهير
التعليمة صدرت في غير توقيتها وأثارت استغراب الولاة
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 19 أفريل 2015
أبرقت وزارة الداخلية والجماعات المحلية مؤخرا تعليمة لولاة الجمهورية من أجل الشروع في عملية تطهير القوائم الانتخابية، دون أن توضح سبب هذا القرار الذي جاء في غير توقيته، فمن المعلوم أن مصالح الداخلية تشرع في الثلاثي الأخير من كل سنة القيام بعملية تطهير القوائم الانتخابية وبالتحديد خلال الفترة الممتدة بين الفاتح والـ 31 أكتوبر من كل سنة، غير أن حالات استثنائية فقط تلك التي تطلب فيها الداخلية من ولاة الجمهورية القيام بهذا الإجراء وهو ما اعتبرته بعض الأطراف قد يكون مرتبطا بأجندة سياسية قادمة للسلطة ولعل وثيقة الدستور المقبل للبلاد أهم ما فيها، خاصة وأن الفصل في آلية تمريره لم يتم الفصل فيها بعد من قبل رئيس الجمهورية، هذا ويتوقع أن تشرع غالبية بلديات الثماني وأربعين ولاية خلال الأيام القليلة القادمة القيام بالعملية تطهير القوائم وتحيينها بناخبين حقيقين بعد إقصاء المغيرين لمقار إقامتهم أو المتوفين وهو المطلب الذي كانت تطالب به المعارضة في كل المواعيد السياسية التي تجرى في الجزائر وكانت محور انشغالات هذه الأحزاب في رئاسيات 2014. وبحسب مصادر "الرائد" التي نقلت لنا الخبر فإن المسؤولون المحليون فسروا هذه التعليمة وتوقيتها بكونها تأتي في إطار العملية التي تسبق شهر أكتوبر الذي يتم فيه المراجعة العادية للقوائم الانتخابية، وربط هؤلاء الأمر بكون الهدف من عملية التطهير هذه المرة يتزامن والعملية رقمنة الإدارة التي شرعت فيها مصالح البلديات عبر القطر الجزائري، وبالإضافة إلى هذا فإن نفس المصادر أوضحت بأن المسؤولين على الولايات لم يتلقوا أي تعليمات بخصوص قرب إجراء موعد انتخابي في الجزائر خلال المرحلة القليلة القادمة، وهو ما رأى فيه المراقبون بكونه إجراء روتيني وعادي ليس إلا.
غير أن بعض العارفين بالإدارة الجزائرية يؤكدون على أن الخطوة تسبق اجراء استحقاق انتخابي ولعل الأصداء القادمة من بعض الأطراف القريبة من المشهد السياسي العام للجزائر تكون قد لوحت بخيار الاستفتاء الشعبي على وثيقة البلاد الأولى، وزعمت بعض الأطراف بأن خيار الاستفتاء الشعبي على الدستور هو المرجح في ظل غياب مشاركة الأطراف المسحوبة على تيار المعارضة في المشاورات المتعلقة بالوثيقة من جهة ومن جهة ثانية بسبب وجود تعديلات عميقة على الدستور المقبل للبلاد كما تروج الأطراف السياسية المحسوبة على الموالاة.
خولة بوشويشي
