الوطن

هناك توافق عام بين الأطراف الليبية والخلاف كان محدودا

رئيس حزب العدالة والبناء الليبي، محمد صوان في حوار لـ" الرائد" :

 

  • انجاز الإعلان الدستوري سينهي التناقض بين أحكام المحكمة والترتيبات السياسية القادمة !
  • الجزائر كانت الأحرص على انجاح الحوار

 

انتهت جولة الحوار الليبي أمس في الجزائر ورغم التحفظات على البيان الختامي وعدم تلاوته نتيجة بعض المصطلحات ما دفع بالمجتمعين إلى الاكتفاء بعقد ندوة صحفية نشطها المبعوث الأممي ليون والوزير المنتدب للشؤون الإفريقية والمغاربية مساهل، إلا أنّ اللقاءات مع مختلف الأطراف الحاضرة بتوجهاتها المتنوعة وتصريحاته الصحفية كانت جلها متفاءل عن نتائج الحوار وما توصل اليه ونقلت نقاط الخلاف إلى لقاء الصخيرات بالمغرب اليوم، حيث سيتحاور البرلمانيين المعنيين أساسا بالقضايا الخلافية على غرار صلاحيات مجلس الدولة  وغيرها من المفردات التي لم يتم التوافق عليها في لقاء الجزائر أمس، وقد حاولت " الرائد "، في الحوار الذي جمعها بالأستاذ محمد صوان رئيس حزب العدالة والبناء الليبي، أن تجيب على بعض الأسئلة الملحة في هذه المرحلة بدوره أكد المتحدث في إجاباته على التزامه وشعوره بالتزام جميع الأطراف إلى الوصول إلى اتفاق يرضي الشعب الليبي كما أبدى مرونة كبيرة في التعامل مع النظام السابق ولم يستثني أحد في بناء ليبيا الجديدة مهما كانت مسؤولياتهم الأمنية، كما أكد على امكانية انهاء الأزمة الأمنية والتغلب على الارهاب لما يستكمل الاتفاق السياسي ويتم توقيع بنود التوافق عليه.

في البداية كيف لك أن تقيم ما حدث في جولة الحوار التي أقيمت في الجزائر؟

هذه تعتبر الجولة الثانية ولا شك طبعا أنه كان حوارات موازيا تجري لحوارات أخرى تجري في الصخيرات وبروكسل واسطنبول وفي ليبيا أيضا وهذه الحوارات موزعة بين قادة سياسيين ورؤساء أحزاب ومجتمع مدني وبروكسل عمداء البلديات والصخيرات نواب البرلمان وأعضاء المؤتمر الوطني، فالآن خلال الجولة الثانية كان هناك نقاش حول المسودة التي تم التوافق عليها خلال اللقاءات الماضية، بحيث أن كل طرف قدم ملاحظات حول هذه المسودة وتقدم كل الأطراف بملاحظاتهم وتمت مناقشة هذه الملاحظات.

وقراءة هناك بعض الجوانب الإيجابية وهي تصب في محور توافق عام على الخطوط العريضة لهذه المسودة، ونتوقع أن يكون هذا التوافق الغالب على باقي جولات الحوار الأخرى سواء في الصخيرات أو بروكسل وهذه مقدمة جيدة الآن وبالتالي هناك تفاصيل ربما فيها بعض الاختلافات يعني الآن فيه حديث عن تقديم مقترح للأمم المتحدة يقضي ببقاء البرلمان، وتشكيل مجلس رئاسي وتشكيل المجلس الأعلى للدولة بحيث يتم توزيع السلطات بين هذه الهيئات الثلاثة وإذا تم الاتفاق على هذه النقاط وهذه التفاصيل ستكون فرصة للخروج بأرضية توافقية وإنهاء الانقسام السياسي بليبيا، وتبدأ تدابير وترتيبات أمينة في شق آخر خاصة تلك التي تتحدث عن جمع السلاح وإدماج المسلحين وهذه النقاط أيضا قدمت ملاحظات عليها، وربما يأخذ النقاش حولها بعض الوقت.

موضوع الخلاف الذي حدث في قضية الصلاحيات المتاحة للمجلس الأعلى للدولة هل ترى أنه فيه إمكانية حدوث توافق عليه أم أنها ستكون صعبة؟

من خلال تواصلي مع بعض الأطراف الجميع متفق على أن المجلس الأعلى للدولة يجب أن تكون له صلاحيات وأن لا يكون مجلسا استشاريا خاصة وأن بعض الأطراف طرحت فكرة بقاء دوره الاستشاري فقط وهذا غير مقبول وبخصوص هذه النقطة تقريبا هناك توافق ولكن يبقى حجم هذه الصلاحيات هو محل الاختلاف والنقاشات.

بخصوص استمرار المجلس التشريعي هو في حدّ ذاته هل هو ضمان لاستمرار أي اتفاق أم أن تركيبته الحالية قد تنسف بالاتفاقيات المستقبلية؟

في حقيقة الأمر الحديث الدائر الآن عن استمرار مجلس النواب واستحداث المجلس الأعلى للدولة وإنشاء المجلس الرئاسي بحيث تتوزع السلطات بين هذه الهيئات لتبقى عندنا مشكلة حكم المحكمة الذي يقضي ببطلان برلمان طبرق لهذا تحول الحديث الآن إلى تعديل الاعلان الدستوري بحيث ما يتم التوافق عليه يضم في هذه النقاط تضم في الاعلان الدستوري بحيث نضمن احترام حقوق المحكمة ونحصن هذا الاتفاق مستقبلا وهذا هو محل النقاش الآن.

كيف تقيمون وأين تضعون النقاشات والتدخلات الاقليمية حول الملف الليبي خاصة في شقّ الحوار الداخلي؟

لا شك أن الليبيين وصلوا إلى مرحلة احتاجوا فيها إلى من يقوم برعاية الحوار والأمم المتحدة هي الراعي وليبيا كدولة هي عضو في الأمم المتحدة فكان هذا الأمر طبيعي أن تطلب ليبيا من البعثة الأمم المتحدة أن ترعى الحوار بين مختلف الأطراف دون تدخل ويكون دورها ضامنا.

وأيضا بعض دول الجوار كالجزائر، مصر، وبعض الدول الأخرى كالمغرب ممن استضافوا الحوار فهذه جهودها مشكورة جدا وبالتالي وجودها مطلوب ومهم خاصة الجزائر والدول التي كان موقفها ايجابي تجاه رفض التدخل العسكري في ليبيا وهذا ما أهلها ليكون لها دور مع الطرفين ودور رأد الصدع وجمع الفرقاء.

هل تخليتهم عن المطالبة بقانون العزل وما هي شروطكم لقبول بشخصيات النظام السابق؟ 

في الحقيقة لدينا شبه توافق على أن كل الليبيين هم شركاء في بناء الوطن وحتى أعوان النظام السابق يعني غير المجرمين، حيث استثنينا من ارتكبوا جرم بدماء الليبيين أو أموالهم ولكن مجرد الانتماء لفكرة أنه ينتمي لنظام القذافي هو في الحقيقة يشكل شبه اجماع أن على كل الليبيين الذين حسبوا على توجه معين ليس في مصلحة ليبيا الآن تعميق الهوة بيننا وبينهم، وتبنينا خيار أن الجميع يدعو إلى أن يكون القضاء هو الفيصل من خلال المحاكم القانونية.

بعض من التقيناهم هنا يشيرون إلى عدم وجود شيء من الحيادية لدى المبعوث الأممي في الأطراف المدعوة والأطراف غير مدعوة لجلسات الحوار، هل تدعمون هذا التوجه؟

لا شك كل طرف يشتكي من هذه المسألة يعني طرف طبرق يقول بأن المبعوث الأممي متحيز إلى طرف طرابلس والعكس أيضا ولكن تبقى هذه القضية في اعتقادي نسبية.

أنا أقول بأن المهمة صعبة فعملية احداث توافق وتوازن يرضي جميع الأطراف لكن إلى حدّ ما وبكل تجرد وحسب تقديري هناك انحياز من المجتمع الدولي بصفة عامة خاصة فيما يتعلق باعترافهم ببرلمان طبرق وعدم تعاطيهم بشكل واضح مع حكم الدائرة الدستورية التي هي أعلى سلطة تشريعية  وهذا طبعا في حدّ ذاته تعتبر تحيز من المجتمع الدولي.

المرجعية الدينة في ليبيا الآن هل ترون بأنها تقف موقف واضح تجاه موضوع الارهاب بمفهومه الدولي المطروح في الحوار؟

نحن نعتقد أن قضية المجموعات التكفيرية ممثلة في تنظيم" داعش "، وبعض التنظيمات الأخرى هذا الأمر فيه اجماع حول رفضه من قبل الليبيين جميعا، إلا أنها ظاهرة موجودة في ليبيا وفي غيرها من الدول لا أقول بأنها بنفس الحجم الذي يتم الحديث عنها في الإعلام ولكن لا شك أن الهشاشة الأمنية في ليبيا وعدم السيطرة الكاملة على الحدود جعل منها بيئة جالبة لهذه الجماعات المتطرفة ومن العوامل التي ساعدت على ايجاد بيئة مساعدة لهذه الجماعات هو ما قام به اللواء المتقاعد حفتر من اعلانه الحرب على الإرهاب وهو الذي كان أصلا ينشط خارج الشرعية وبدأ بتنفيذ أجندة سياسية وربما يعلن القتال مع هذه المجموعات وهذا الأمر مع زيادة اختلاط الأمور وتسبب في تنامي خطر هذه الجماعات.

هل فيه قدرة للتغلب على ظاهرة الارهاب في ليبيا؟

أعتقد أنه إذا ما تم انهاء الانقسام السياسي وتم التوافق على جسر تشريعي واحد وحكومة واحدة وتم دعم المجتمع الدولي لهذه الأطراف فأنا أتوقع أن يكون هناك قدرة للتغلب على الإرهاب، ثم إنني أعتقد أن ليبيا بيئة لا تناسب المتشددين من الارهاب ولا مكان للإرهاب إلا في وجود فوضى والانهيار الأمني.

ما تقييمكم لمسارات الحوار المتعددة خاصة من قبل شهود على مسار الحوار الذي جرى في الجزائر وفي المغرب، هل ترون لهذه اللحظة وجود حيادّ وهو مضمون؟

نحن لمسنا في أشقائنا وخاصة الجزائريين كل الحرص على انجاح الحوار الليبي والإخوة في الجزائر وجناهم كما هو حريصون على أمنهم كانوا حريصين أيضا على أمن ليبيا وأمن المنطقة وأنا لاحظت هذا التوجه حتى عند الإخوة المسؤولين في الجزائر كلهم حين يتكلمون يبدأون الحديث بالتذكير بأن الشعب الليبي والشعب الجزائري علاقتنا ضاربة في التاريخ وكلهم يقولون نحن لم ننسى بعد وقوف الشعب الليبي مع الشعب الجزائري في محنته أيام حرب التحرير وبالتالي هم يقولون بأنهم يقولون بأن ما يقومون به هو واجب يمليه عليهم دينهم وأخلاقهم وعروبتهم وهذا لمسناه بكل وضوح وفيه امتنان كبير من رفض الجزائر وإصرارها على رفض التدخل العسكري في ليبيا.

حاوره: سليمان شنين

من نفس القسم الوطن