الوطن

رافضو الحل السلمي في ليبيا يشوشون على الحوار

اعتداء على السفارة المغربية. وحديث عن التسليح بين حفتر والعاهل الأردني

 

في وقت انطلقت جولة الحوار الوطني الليبي بالجزائر العاصمة، لبحث الحل النهائي للأزمة في ليبيا، حاولت بعض الأطراف الرافضة للحل السلمي في ليبيا التشويش على سير هذه الجولة التي ستتبع بجولة أخرى في المغرب هذا الأسبوع، حيث سجل قبل ساعات من بدء الحوار، عمليات ارهابية استهدفت السفارة المغربية في طرابلس، وهذا التفجير وإن تبنته عناصر ما يسمى بتنظيم " الدولة الاسلامية " في ليبيا، إلا أن بصمات القوى الإقليمية العربية واضحة خاصة الداعمة للموقف المصري واللواء خليفة حفتر الذي يتحرك في كل الاتجاهات لمقاتلة من اسماهم " الإسلاميين "، وما استقباله في الأردن إلا رسالة واضحة بأن مساعي الحل العسكري المدعوم من طرف مصر والإمارات لا يزال قائما مما قد يعرقل جهود الأمم المتحدة في وقف اطلاق النار.

استهداف السفارة المغربية في طرابلس أعاد محاولات تهدئة الأوضاع في ليبيا إلى نقطة الصفر، ولا يبدو من خلال الوضع الأمني المتردي في عدة مدن ليبية أن الحل السلمي قريب في ليبيا، فالرسالة التي أرسلها منفذو العملية الإرهابية ضد سفارة كوريا ثم سفارة المغرب واضحة، وهي أن السفارة الجزائرية ستكون هي التالية، وأن استهداف السفارات دليل على رفض الحوار الجاري في المغرب، والجزائر،كما أن العملية وإن لم تستهدف سفارة الجزائر إلا أنها رسالة لكل الأطراف المشاركة في الحوار المنعقد فيها، ورسالة للجزائر والأمم المتحدة والمغرب بأن الإرهاب لا يزال قائما ومحاربته تكون بالتدخل العسكري الحاسم، وهو ما جعل اللواء الركن خليفة حفتر يتحرك في العواصم العربية الداعمة لعملية عاصفة الحزم، وهي الأردن التي استقبل فيها أول أمس من طرف العاهل الأردني، ومعروف أن حفتر الذي يقود القائد العام للجيش الليبي لحكومة طبرق، وهي الحكومة المدعومة من طرف مصر والإمارات، يرافع عربيا من أجل تدخل عسكري عربي ودولي لتحرير ليبيا من الإرهابيين، وأعلنت الأردن عن نيتها في دعمها، مؤكدة "وقوف المملكة إلى جانب ليبيا في مسعاها لاستعادة أمنها وتصديها للتنظيمات الإرهابية" حسب تصريح العاهل الأردني الملك عبد الله أثناء استقباله في عمّان أمس لقائد ما يعرف بـ " عملية الكرامة "، ويؤكد الحديث الذي دار بين الرجلين في عمان عن التسليح ومساعدة ليبيا ( حكومة طبرق ) من طرف الأردن، بأن هذه الأطراف لا تعترف بالحوار الذي يجري برعاية أممية في الجزائر والمغرب وجنيف، والرسالة الواضحة من طرف المشوشين على الحوار، هي أن الحل العسكري هو الحل وأن الوضع الأمني القائم في ليبيا سيبقى هو سيد الموقف، وبصمات الحكومة في طبرق ومجلس النواب واضحة أيضا، وتحاول فرض أجندتها التي هي في الاصل أجندات قوى اقليمية تحاول رسم خارطة جيوسياسية جديدة في المنطقة، وبالعودة إلى حادثة التفجير التي طالت السفارة المغربية برغم أنها كانت فارغة، تتضح ملامح رسالة رافضي الحوار، كما أن داعش الذي أعلن تبنيه للعملية، يحاول ايضا اقحام ايطاليا في الساحة، حيث اختطف رعايا لها في ليبيا، والمعروف أن ايطاليا أعلنت أكثر من مرة مساندتها واستعدادها لأي عملية عسكرية في ليبيا، كون الخطر الارهابي في شمال ليبيا معناه حسب روما هو تهديد لجنوب أوروبا.

مصطفى. ح

من نفس القسم الوطن