الوطن
غياب المرافقة والمشاكل التسويقية أبرز انشغالات أصحاب المشاريع
العلامة الكاملة لمشاريع النقل والمواصلات والمشاريع الفلاحية تفشل بامتياز
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 08 أفريل 2015
على الرغم من الانتشار الكبير الذي عرفته مشاريع الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب، إلا ان الحلم لم يتجسد على ارض الواقع كما خطط له في كثير من الاحيان من طرف الشباب المستفيد من الدعم، فرغم تصريحات وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي محمد الغازي خلال افتتاحه للصالون الوطني الخامس للتشغيل مؤخرا، والتي رمت إلى ان نسبة الفاشلين في تحقيق المشاريع قد بلغت 5% فقط، إلا ان الواقع ينفي ذلك وبشدة.
ومن خلال استماعنا لتصريحات المستفيدين ممن إلتقت بهم" الرائد" في أشغال الصالون الوطني للتشغيل الذي جرت أشغاله بقصر المعارض بالعاصمة، حيث لاحظنا ان اغلب الذين نجحوا في مشاريعهم كانوا من الذين بنوها حول قطاع النقل والمواصلات، والذين مثلت ميزانياتهم الاعلى نسبة مقارنة بمشاريع القطاعات الاخرى، نظرا لعدم اعتمادهم على شهادات عليا وكذا انطلاق الخطة دون دراسة ميدانية مسبقة، وهو ما دفع إلى تجميد تمويل هذه النشاطات بعدما حققت الاعلى نسبة من المشاريع المستفادة من أونساج، على غرار تأجير بواخر النزهة وتحويل البلاستيك وإنشاء مؤسسة الطاكسي وتنظيف الملابس والمخابز وصنع الحلويات، شاحنات نقل البضائع، نقل المسافرين، شاحنة التبريد، النقل الخاص، تأجير السيارات، وتأجير عتاد الأشغال العمومية، في حين مثلت المشاريع الفلاحية المشاريع الاكثر فشلا نظرا لحالة الركود التي تشهدها، جراء عديد الاسباب، اهمها استراتيجية وزارة الفلاحة مؤخرا والقاضية بدعم الفلاح، والتي انعكست بالسلب على اصحاب المشاريع الفلاحية المدعمة من طرف الاونساج، اذ لم تجد هذه الاخيرة اليات التعاون مع الفلاحين المدعمين من طرف الدولة، ولعل ابرز مثال على ذلك السيدة مرازي سهيلة التي التقيناها خلال جولة قمنا بها بصالون التشغيل، والتي استفادت من دعم لاقامة مشروع فلاحي تمثل في استغلال الفضلات الحيوانية والأوحال الغنية بالمواد العضوية كأسمدة طبيعية بدلا من الاسمدة الكيميائية المستعملة من طرف الفلاح في الوقت الحالي، بعدما قامت بتكوين بمحطة تصفية المياه ببني تامو، اين جاءتها فكرة المشروع سنة 2007، وهو المشروع الاول من نوعه في الجزائر، لتقرر هذه الاخيرة الاستعانة بوكالة دعم تشغيل الشباب سنة 2008 لتحقق حلمها، حيث لم تتلقى تسهيلات على الفكرة من طرف الوكالة في البداية، التي ضلت لقرابة اربع سنوات تدرس في المشروع لتقتنع به اخيرا وتمنحها اشارة الانطلاق بعدما سلمتها المعدات، ليبدأ مسلسل المعاناة مع البنك التي واجهت عديد الصعوبات معه إلى غاية سنة 2012، اين انطلقت سهيلة في مشروعها وباشرت فيه، لتجد نفسها الان وبعد 3 سنوات امام العدالة بعدما فاجأها المحضر القضائي مؤخرا لكي يصادر المعدات الممنوحة من طرف الوكالة نظرا لكونها لم تسدد ديونها لحد الساعة، بعدما فشل مشروعها من الناحية التسويقية، اين لم تستطع اقناع الفلاح باقتناء المنتوج والابتعاد عن المنتوجات الكيميائية التي اعتاد عليها، حيث وجدت نفسها وحيدة في عالم الشغل وبدون اي مرافقة ودعم من طرف الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب، ويذكر بان سهيلة ليست الوحيدة المطالبة بتسديد الديون حيث احصاهم الوزير مؤخرا ب 25% من المستفيدين، في الوقت الذي يبين الواقع عكس ذلك، نظرا للميزانية الشحيحة التي اصبحت تقدمها الوكالة مؤخرا للشباب الراغب في الاستفادة والتي نجدها في كثير من الاحيان لا تتجاوز 200 مليون سنتيم، في حين بلغ سقفها القانوني مليار سنتيم.
ليلى.ع