الوطن

"الجزائر الوحيدة التي لم تسلح ليبيين وجهودها كلها منصبة على الحل السلمي"

حذر من النفوذ الإماراتي في الشرق الأوسط، المحلل السياسي الليبي الهنقاري لـ" الرائد":

 

قال المحلل السياسي الليبي محمد الهنقاري في تصريح لـ"الرائد" أن الجزائر استنفرت دبلوماسيتها في أوروبا وأمريكا لتسريع عملية تسوية الأزمة الليبية سلميا قبل تعقد الأمر بين الأطراف المتنازعة، خاصة بعد اعتلاء بقايا النظام السابق المشهد الليبي أمام أنظار ثوار فجر ليبيا الذين اتخذوا مواقع الاستعداد رغم مرافعتهم لأجل المساعي الجزائرية القائمة على الحوار.

وأوضح الهنقاري أن هناك طرفا من الصراع الليبي ممثلا في البرلمان ومن حوله يتجه نحو الحسم العسكري وتغيير الوقائع على الأرض بمحاولة الدخول إلى العاصمة طرابلس بقوة السلاح من أجل المكاسب السياسية وإقصاء الثوار الذي يمثلهم المؤتمر الوطني، مشيرا أن هذا الحسم العسكري مدعوم من مصر والإمارات. واستدرك يقول " ولكن اعتقد أن مصر اختارت الخروج التدريجي من التدخل في ليبيا بعد نجاح المؤتمر الاقتصادي. ولكن الإمارات مازالت مستمرة لأنها دفعت أموالا كبيرة لحلفائها في ليبيا ولن تترك ليبيا حتى تسترجع أموالها.

وأردف يقول "اعتقد أن موقف الجزائر واضح من الأزمة الليبية وهو الحل السلمي بالحوار وعدم التدخل الأجنبي وكذلك عدم تزويد السلاح للطرفين حتى لا تزيد من اعداد القتلى والدمار، وكان موقفها واضح فى القمة العربية الماضية وأفشلت مشروع رفع الحضر عن السلاح، وكذلك الجزائر استضافت حوار الأحزاب ونجح هذا الحوار برعاية جزائرية. ولهذا اعتقد أن الجزائر لها احترام من الطرفين وخصوصا المؤتمر الوطني الذي يمثل ثوار 17 فبراير، وأضاف انه وحتى المغرب قام بدور لإنجاح حوار الصخيرات بأن تمكنوا من جمع الفرقاء الليبيين على طاولة واحدة.

ونوه الهنقاري إلى ما اعتبره سببا في استعجال الجزائر لإجراء الحوار بين المتنازعين قائلا "هناك منعطف كبير في الأزمة الليبية وهو عودة بقايا النظام السابق. وضباطه العسكريين وجنوده إلى المشهد الليبى فى عملية الكرامة التى تبناها البرلمان، ومنهم ضباط مشهورين من القادة الذين ساهموا في محاربة الثوار في 2011 وهم ألان يظهرون علانية فى الإعلام كقادة للعمليات العسكرية الرامية إلى اقتحام طرابلس بعد تواطؤ قرية الزنتان التي تخلت عن ثورة فبراير، وأصبحت قاعدة يلتقى فيها أتباع القذافي وقاعدة للانطلاق في العمليات العسكرية صد مدن الغرب الليبي".

وأشار إلى أن الإستنفار الدبلوماسي الجزائري والبحث عن الحلول السريعة هي الكفيلة لإنجاح الحوار مضيفا أن المؤتمر الوطنى وثوار فجر ليبيا مع الحوار وبقوة من أجل كف الدماء وتجنب الدمار بالمدن وإطالة عمر الحرب، ولهذا تنازل عن حكم المحكمة الدستورية والتى حكمت بحل البرلمان واستمرار المؤتمر الوطنى شرعيا.

أميرة. أ

من نفس القسم الوطن