الوطن

لعمامرة في باريس وواشنطن لبحث حل سياسي في اليمن

في جولة دبلوماسية وفي ظل وضع عربي وإقليمي متوتر

 

 

يقوم رئيس الدبلوماسية الجزائرية رمطان لعمامرة بزيارة عمل لكل من باريس وواشنطن، وهي الزيارة التي ستدوم ثلاثة ايام بدءا من أمس الثلاثاء إلى يوم غد الخميس، وبرغم اكتساء هذه الجولة الدبلوماسية لأهم دولتين غربيتين ( فرنسا والولايات المتحدة ) لطابع التعاون الثنائي بين الجزائر وهاتين الدولتين في مجالات عدة لا سيما الشراكة الأمنية، التجارية والإستثمار، إلا أنها تعد محطة هامة للجزائر لبحث قضايا هامة أبرزها الأزمة في مالي، والحوار الليبي، والحرب في اليمن، خاصة وأن بعض مواقف فرنسا والولايات المتحدة لا تنسجمان مع الموقف الحيادي للجزائر، برغم اعتبارهما للجزائر كشريك استراتيجي هام في المنطقة العربية والإفريقية خاصة في مكافحة الإرهاب وتسوية النزاعات بطرق سلمية بعيدا عن التدخل العسكري.

تكشف الزيارة التي شرع فيها لعمامرة إلى فرنسا وبعدها لواشنطن، أن التوجه الدبلوماسي الجزائري بات محسوبا بدقة خاصة مع تطور الأوضاع في مالي، ليبيا، واليمن، واستمرار النزاع في الصحراء الغربية، وتفاقم ظاهرة الإرهاب في تونس ومصر وبعض المناطق من افريقيا، كنيجيريا، النيجر، كينيا والصومال وجنوب السودان، حيث تنشط جماعات ارهابية مرتبطة بالقاعدة او تنظيم داعش، والأكيد أن وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة سيبحث ملفات حساسة تهم الدبوماسية وأمور تتعلق بالشراكة الإقتصادية على اعتبار أن للجزائر اتفاقيات تعاون ثنائية مع فرنسا والولايات المتحدة في مجالات عدة، لكن الراهن العربي والإفريقي وسبل حل العديد من المسائل الإقليمية سيكون أبرز الملفات التي ستطرح على طاولة المحادثات، فلقاء لعمامرة بفابيوس حسب بيان لوزارة الخارجية، يتناول "مختلف ملفات التعاون الثنائي وكذا إلى المسائل الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك"، وبرغم أن الموقف الفرنسي بخصوص النزاع الصحراوي لا ينسجم مع الموقف الجزائري، إلا طريق إدارة ملفا مالي وليبيا من طرف الجزائر لقيت دعما فرنسيا منذ إعلان الجزائر عن مبادرتها في الوساطة في مالي، ثم في ليبيا بدعم أممي، وتجد فرنسا في الجزائر حليفا استراتيجيا في مجال مكافحة الإرهاب بالنظر لخبرتها العسكرية الطويلة في هذا المجال، وكذلك تراها الولايات المتحدة، بالنظر للإستقرار الأمني والاقتصادي الذي تتواجد عليه الجزائر حاليا، في وقت تعيش المنطقة العربية ودول الساحل الإفريقي والصحراء وضعا أمنيا وسياسيا متدهورا وسط دوامة الإرهاب التي تضرب المنطقة، والأكيد أن لقاء لعمامرة بفابيوس بباريس وجون كيري كاتب الدولة الأمريكي للخارجية بواشنطن ستفتح ملف التعاون الأمني ومكافحة الإرهاب. وبالرغم من أن فرنسا يهمها الشراكة الاقتصادية أكثر وتوسيع مجالات الاستثمار في الصناعة والتجارة والخدمات، إلا أنها ترى في الجزائر عونا حقيقيا في تحقيق الاستقرار في المنطقة، خاصة وأن فرنسا التي خاضت حربا ضد القاعدة في الساحل وكانت من بين المطبلين للحرب على القذافي تحت غطاء أممي وبمشاركة حلف الناتو، ألا انها دعمت الجزائر في بحثها عن حل سلمي في مالي، وتراجعت عن محاولاتها لحشد دولي للتدخل عسكريا في ليبيا، حيث كانت محادثات فابيوس في الجزائر مع لعمامرة وبوتفليقة بمثابة اقناع باريس بضرورة الحل السلمي في ليبيا، وهو ما حصلت عليه الجزائر، حيث ازداد الدعم الدولي والأممي لمبادرتها لإدارة الحوار الليبي برغم منافسة المغرب لها، وفي الجانب المتعلق بالحوار الاستراتيجي الجزائري الامريكي الذي سينعقد اليوم وغدا الخميس، فالملف الأمني ابرز الملفات بالنظر للوضع الإقليمي الراهن، لكن الجزائر ستحاول في هاتين الزيارتين اقناع الشريكين الفرنسي والأمريكي بضرورة وقف الحرب في اليمن والتوجه للحوار السياسي، والأكيد أن موقفها الحيادي في هكذا مسائل هو الذي جعلها محل ثقة الدول الكبرى في الغرب وحتى روسيا وإيران.

مصطفى. ح

من نفس القسم الوطن