الوطن

الأقدام السوداء تتطاول على "الجزائر وجبهة التحرير"

"الجزائر فرنسية" تثير جدلا في فرنسا

 

 

تعمّد اليمين المتطرف في فرنسا استفزاز الجالية الجزائرية من جديد، من خلال اثارته هذه المرة لمسألة "الجزائر فرنسية" في خطوة منه للعب على اوتار الكرامة والوطنية لدى الجزائريين الحاملين لجنسية فرنسية، حيث قام رئيس بلدية بيزييه جنوب فرنسا "روبير مينارد" المحسوب على الجبهة الوطنية التي تتزعمها مارين لوبان، والمسجل ضمن الاقدام السوداء، بنشر كلمات متقاطعة خاصة بـ"الجزائر فرنسية" في جريدة بيزييه، ما اثار حفيظة الجزائريين وعدد كبير من الفرنسيين الذين وجهوا اليه اتهامات بالعنصرية.

لا يتوانى اليمين المتطرف عن خلق الاسباب لاستفزاز الجالية الجزائرية وحتى العربية والمسلمة، فبعد مطالبه العديدة التي تهدف إلى التضييق على الجزائريين من خلال حرمانهم من الجنسية ووقف الهجرة إلى فرنسا، ومنعهم من ممارسة شعائرهم الدينية ومنع تقديم الوجبات الحلال لأطفالهم في المدارس وحتى منعهم من الاحتفال بفوز الفريق الوطني وغيرها، انتهج في الفترة الاخيرة اسلوبا اخر يعتمد على اثارة وطنيتهم من خلال احياء الماضي الاستعماري لفرنسا في الجزائر، حيث قام رئيس بلدية بيزييه بنشر كلمات متقاطعة في الصفحة 26 بجريدة بيزييه، تفيد إلى "الجزائر فرنسية" ودعا القراء إلى أن يحزروا في 3 أحرف اسم "حركة استقلالية إرهابية" في اشارة إلى جبهة التحرير الوطني،حيث اثارت هذه الخطوة استنكارا كبيرا من قبل الجزائريين وعدد من الفرنسيين على صفحات الفايسبوك، الذين وصفوا هذه الخطوة بالعنصرية.

وتعد الحادثة ثاني مرة يظهر فيها مينارد عداؤه الشديد للجزائر والجزائريين في ظرف اقل من شهر، حيث قام في 19 مارس الماضي بتغيير اسم واحد من شوارع البلدية الذي كان يحمل اسم "19 مارس 1962" والذي يرمز إلى وقف اطلاق النار في الجزائر من خلال اتفاقيات ايفيان، واطلق عليه اسم باسم القائد "ايلي دي سان مارك" أحد المقاتلين الفرنسيين ضد جبهة التحرير الوطني، والذي تعتبره فرنسا رمزا من رموز البطولة، وكانت شخصيات سياسية وممثلون عن جمعيات قد قرروا القيام بخطوة رمزية في ذلك اليوم تحت شعار" لنحمي تسمية شارع 19 مارس 1962"، مؤكدين على ضرورة حماية "كرامة المدينة"، وأكدوا "رئيس بلدية بيزييه يريد العودة بنا 50 سنة إلى الوراء، عندما كانت فرنسا دولة استعمارية، ونحن نرفض هذا".

يذكر أن، روبير مينارد، هو أحد مؤسسي منظمة "مراسلون بلا حدود" المدافعة عن حرية الصحافة، وفاز في الانتخابات البلدية الفرنسية في مدينة بيزييه بدعم من "الجبهة الوطنية" التي تتزعمها مارين لوبان، ليبدأ مشوارا جديدا مليئا بالعنصرية اتجاه الجزائر والجزائريين، كما انه واحد من "الاقدام السوداء" ومن مواليد مدينة وهران، ولطالما افتخر بمنع دخوله من قبل عدة دول أبرزها الجزائر، تركيا، تونس وكوبا.

أميرة. أ

من نفس القسم الوطن