الوطن

تنديد بالإرهاب ومطالب بتصحيح الفهم الخاطئ للإسلام

انعقاد الملتقى السنوي لاتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا

 

طالب مسلمو فرنسا المشاركون ضمن فعاليات الملتقى السنوي للمنظمات الإسلامية التي بدأت الجمعة بباريس، بمزيد من الاعتبار لهم ومنحهم المزيد من الحقوق، منددين بالإرهاب ووحشيته، هذا الملتقى الذي ينظمه اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا بمشاركة قياسية للعديد من الوجوه الناشطة في هذا المجال، ينعقد هذه المرة في ظروف تشهد تصريحات معادية للإسلام من طرف اليمين المتطرف كما جرت العادة، كما تزايدت حدة ظاهرة الاسلاموفوبيا في أوروبا وخاصة فرنسا، كما ينعقد هذا الملتقى في وقت يتزايد التنافس المغربي الجزائري على مسألة تكوين الأئمة للمساهمة في محاربة التطرف، بينما تطرح مطالب المنظمات الإسلامية بضرورة منح الإسلام في فرنسا المزيد من الحقوق وفقا لمبدأ المساواة والحرية التي تتغنى بهما الجمهورية الفرنسية " العلمانية".

حسب الصحافة الفرنسية فقد حضر نحو 50 الف زائر للملتقى السنوي لاتحاد المنظمات الاسلامية الفرنسية في ضاحية لو بورجيه الباريسية، وقد أكد الإتحاد أن مسلمي فرنسا هم مواطنون فرنسون كبقية الفرنسيين ويحبون بلدهم، وينددون بالإرهاب ويرفضون نعتهم بالتطرف، كما يرفضون تحميل الإتحاد مسؤولية ظاهرة التطرف الحاصلة في فرنسا، كون هذه المنظمة تمثل الإسلام المعتدل في الجهورية الفرنسية، وهي الوحيدة القادرة على أن تكون الشريك الهام والوحيد للحكومة في حربها على الإرهاب بعيدا عن الاتهامات التي يسوقها اليمين المتطرف في حق الإسلام والمسلمين، وكان رئيس الإتحاد عمار لصفر صرح في كلمة له بالقول: "نحن ندين الإرهاب وندين الوحشية كمواطنين مسلمين". وتدافع هذه الهيئة على قيم الجمهورية مؤكدة أنها ترفض خطاب رئيس الوزراء الفرنسي الاشتراكي مانويل فالس الذي يريد "محاربة خطاب" هذه المنظمة التي تنادي باسلام محافظ حسب ذات المتحدث، وأكد لصفر "نحن اوفياء تجاه بلدنا فرنسا...نحن نحب الله ونحب نبينا، ولكننا أيضا نحب الجمهورية الفرنسية"، بالمقابل، ورافع مجلس الديانة الفرنسي الذي يرأسه دليل بوبكر الجزائري، لصالح براءة المسلمون من تهمة الارهاب التي ألصقت بهم، حيث قال: "غالبا ما يتهم المسلمون بانهم لا يدينون العنف والارهاب بما فيه الكفاية، كما لو انهم يتحملون المسؤولية مباشرة، وهذا خطأ"، مشيرا في مداخلة له في أشغال الملتقى، أن هذا الحدث هو " رسالة للتعبير عن الوحدة داخل المجتمع المسلم."، وشدد بوبكر على ان "الاسلام ليس اسلام هجرة. هذا اسلام وطني وله الحق بالاعتراف به كمكون في المجتمع الفرنسي كبقية الطوائف" على حد قوله. وخلال المؤتمر، نظمت في اطار فعالياته عدة اجتماعات وندوات ومداخلات شملت معظمها مسائل مثل ("هل يوجد مشكلة مع الإسلام في فرنسا"، "التطرف، مصادره وأعراضه ونزع فتيله"...)، وفي هذا الصدد اشار لصفر إلى أن "المسلمون يطالبون بحقوقهم فقط لا شيء اخر  الحق بالاختيار في ظروف معينة"، وخلال الملتقى دان المسلمون العنف ايضا، وفكروا في مصادر وجذور التطرف والعلمانية أو كره الاسلام، وقالت إحدى المشاركات في الملتقى أن على الفرنسيين أن يعيدوا النظر في تلك القراءة الخاطئة لتعاليم الإسلام، واتفق أغلب المتدخلين على أن المجتمع الفرنسي أيضا مكافحة تصاعد الأعمال المعادية للمسلمين التي تكاثرت منذ هجمات باريس. هذه الظاهرة عرفت تزايدا في الفترة الأخيرة مع حادثة شارلي ايبدو، وهو ما أظهر تطرفا من جانب العلمانيين أيضا حسب قول بعض المشاركين في الملتقى. هذا وتجدر الإشارة إلى أن هذا الملتقى ينعقد في ظروف تعرف فيه فرنسا تزايد ظاهرة الإسلاموفوبيا أو كره الإسلام والخوف منه، يحدث هذا أيضا في ظل محاولات المغرب العديد للتأثير في المشهد الإسلامي في فرنسا تنافسا مع الجزائر في تكوين الأئمة للمساهمة في محاربة التطرف، وتطرح المنظمات الإسلامية بضرورة منح الإسلام في فرنسا المزيد من الحقوق وفقا لمبدأ المساواة والحرية التي تتغنى بهما الجهورية الفرنسية "العلمانية". ويشار أن الاتحاد الاسلامي الفرنسي الذي يضم 250 منظمة ويعلن انه يشرف على الف من أماكن العبادة المسجلة في فرنسا وعددها حوالي ثلاثة آلاف، لا يزال لاعبا رئيسيا في المجتمع المسلم المتنوع لجهة المنشأ والوضع الاجتماعي والممارسة الدينية، ويقدر بحوالي أربعة إلى خمسة ملايين شخص.


مصطفى. ح

من نفس القسم الوطن