الوطن

"جند الخلافة" يتجه للتهديدات بعد فشله في إدخال داعش للجزائر

هدد بتنفيذ عمليات إرهابية بعد مقتل منسق التنظيم في شمال إفريقيا

 

  • بن جانة: تهديدات "داعش" ردة فعل منتظرة بعد القضاء على أبي صخر
  • اللواء المتقاعد مجاهد: "جند الخلافة" يبحث عن الظهور الإعلامي نتيجة لضعفه

 

عقب أيام على مقتل أمير "كتيبة عقبة بن نافع" لقمان أبو صخر بتنوس إثر عملية لقوات الأمن التونسية بتنسيق استخباراتي مع الجزائر، أطلق التنظيم الإرهابي المسمى "جند الخلافة في أرض الجزائر" المنتمي لداعش، تهديدات إرهابية ضد الجزائر وتونس متوعدا برد عنيف على مقتل زعيمه أبو صخر الذي كان يقوم بدور المنسق بين الجماعات المبايعة لداعش في الجزائر وتونس وليبيا. وجند الخلافة الذي قضى الجيش الجزائري على زعيمه عبد المالك قوري منذ أشهر، يكون قد وجد لنفسه بابا للتشهير لنفسه إعلاميا واستغلال ما يجري في تونس من تضييق كي يلعب على وتر الحرب النفسية، وحسب خبراء أمنيين، فداعش الجزائر اتجه لإطلاق التهديدات نتيجة لضعفه في تنفيذ عمليات على الأرض.

أوردت بعض المنتديات الجهادية عبر مواقع التواصل الإجتماعي منها " تويتر " تغريدة لفرع داعش في الجزائر المعروف باسم " جند الخلافة " يهدد فيها الجزائر وتونس بعمليات إرهابية انتقامية لمقتل القيادي لقمان أبو صخر ( عضو سابق في تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي )، هذا التنظيم الذي كان يقوده إلى وقت قريب الإرهابي المكنى خالد ابو سليمان ( عبد المالك قوري ) المقضي عليه أواخر ديسمبر 2014 الماضي إثر عملية نوعية للجيش الجزائري بوسط البلاد، قال في تغريدته إنه يقوم بالتنسيق مع الجماعات ( المبايعة لأبو بكر البغدادي أمير الدولة الإسلامية في العراق والشام- داعش ) في شمال أفريقيا، بهدف تنفيذ عمليات إرهابية في الجزائر وتونس ردا على مقتل أبو صخر الذي كان المنسِّق الرئيسي بين هذه الجماعات، جند الخلافة الذي لم يقم بأية عملية إرهابية منذ إعلانه عن اختطاف الرعية الفرنسي هيرفي غوردال في سبتمبر 2014 ثم اغتياله ذبحا بعد أيام من عملية الاختطاف، نتيجة للحصار الذي ضرب عليه من طرف قوات الأمن الجزائرية بمنطقة القبائل التي كان متواجدا بها، وهذا الفصيل المنشق عن قاعدة المغرب الإسلامي، والذي بايع داعش، لا يضم في الواقع حسب تقديرات خبراء أمنيين سوى عدد قليل من العناصر الإرهابية التي قضى معظمها في عمليات تمشيط للجيش، بينما لم يستطع من تبقى في الجبال أن يكون لهم تأثير، وهو ما جعل التنظيم الذي لم يفصح بعد عن هوية خليفة " قوري " يلجأ لاستراتيجية الإعلام والحرب النفسية لتأكيد حضوره على الساحة في وقت كانت الجماعات الإرهابية في قفصة والقصرين والشعانبي وجنوب تونس تقوم بعمليات في تونس آخرها عملية " الباردو ". وذهب محللون امنيون إلى اعتبار اطلاق جند الخلافة لتهديدات ارهابية ضد الجزائر وتأكيده على وجود تنسيق بينه وبين جماعات في تونس وليبيا مبايعة لزعيم داعش ابو بكر البغدادي، بأنه مجرد محاولة لتبرير ضعفه أمام ضربات الجيش الجزائري على معاقله، والظهور الإعلامي تعتبره الجماعات الارهابية استراتيجية مهمة للتأثير وتأكيد تواجدها في الساحة في منطقة تشهد توترا أمنيا وتنافسا بين تنظيمات على تقديم الولاء سواء لداعش أو قاعدة المغرب الإسلامي، ويظهر أن مقتل ابو صخر كان خسارة كبيرة للتنظيم بدليل أنه هذا الإرهابي الجزائري الأصل الذي كان ينشط في تونس، كان سيعلن بشكل رسمي من طرف البغدادي كمنسق للجماعات المنتمية لداعش في شمال افريقيا والممتدة من ليبيا حتى المغرب مرورا بتونس والجزائر، ويهدد جند الخلافة الجزائر على اعتبارها أحد ابرز المحاربين لـ "الجهاديين" في المنطقة وهي التي كانت وراء مقتل ابو صخر، لكن تقارير استخباراتية غربية تقول إن هذا التنظيم قد فشل في الإنتشار بالجزائر ولم يجد مجندين جدد مما جعله يغير من استراتيجيته نحو تونس.

 بن جانة: تهديدات " داعش " للجزائر وتونس ردة فعل منتظرة بعد القضاء على أبي صخر

قال الخبير الأمني عمر بن جانة لـ "الرائد" إن المرحلة التي تمر بها الجزائر والمنطقة ككل هي مرحلة التهديدات الإرهابية، لذلك يلجأ الإرهابيون إلى إطلاق تهديدات ضد الدول التي تقوم بمحاربة الإرهاب أهمها الجزائر ومؤخرا تونس، وحسب بن جانة فإن التنظيم الذي يطلق على نفسه " جند الخلافة " في الجزائر، والمرتبط بداعش في تونس وليبيا والعراق وسوريا، لجأ إلى التهديد عن طريق " تويتر " كرد فعل منه على مقتل أمير كتيبة " عقبة بن نافع " المدعو لقمان أبو صخر، الذي قضت عليه مصالح الأمن التونسية، وعن مسألة التنسيق مع الجماعات الإرهابية في تونس التي تحدث عنها التنظيم في تهديده عبر تويتر، يرى بن جانة أن التنسيق بين التنظيمات الإرهابية أمر طبيعي بما أنها تعتنق نفس الفكر التكفيري، وهي جماعات متجانسة فيما بينها لذلك أعلن جند الخلافة أنه ينسق مع كتيبة عقبة بن نافع من أجل الانتقام من السلطات الأمنية التونسية والجزائرية على خلفية قضائها على أبو صخر، أما قضية موت الأمير أو مقتله فحسب بن جانة هي أمر لا يشكل مشلكة لدى الجماعات الإرهابية ردا على سؤال الرائد بخصوص عدم إعلان " جند الخلافة " في أرض الجزائر عن اسم خليفة لأميرها " عبد المالك قوري " الذي قضي عليه أواخر 2014، فهذه الجماعات تملؤ الفراغ بطريقة آلية لما يقتضي الأمر.

 اللواء المتقاعد مجاهد: "جند الخلافة" يبحث عن الظهور الإعلامي نتيجة ضعفه

 يرى المحلل الأمني اللواء المتقاعد عبد العزيز مجاهد أن ما يعرف بتنظيم "جند الخلافة" في الجزائر لم يجد سبيلا آخر لتأكيد وجوده سوى وسائل الإعلام، وإطلاقه لتهديدات عبر وسائل التواصل الاجتماعي ضد الجزائر وتونس يدخل في باب البحث عن الحضور الإعلامي وانتقاله إلى مرحلة الحرب النفسية، فلما لا يستطيع القيام بعملية ارهابية نتيجة التضييق عليه، يطلق ذلك النوع من التهديدات، ويقول مجاهد أن على المواطنين في الجزائر ومصالح الأمن اليقظة لأن الإرهابيين في الحقيقة لا يعلنون عن خططهم ولا تواريخ عملياتهم بل يطلقون تهديدات فقط، وحسب الخبير العسكري فإن ما جاء في تغريدة " جند الخلافة " عبر موقع تويتر هو جنوح لهذا التنظيم إلى الجانب الإعلامي الذي هو أيضا سلاح استراتيجي في يده ويمكنه التأثير، برغم ذلك، يقلل مجاهد من حدة هذه التهديدات إذ يقول إن المصالح الأمنية التي قضت على أميره ( عبد المالك قوري ) منذ أشهر، ضيقت الخناق على الإرهابيين، وهو دليل أيضا على يقظتها، أما التصريحات التي يطلقها أنصاره هنا وهناك فهي دليل على ضعفه.

مصطفى. ح

من نفس القسم الوطن