الوطن

ما يحدث وضع "خطير" لم تعرفه الجزائر منذ الاستقلال

حذّر من أجندات خارجية تفرض على الجزائر ذويبي:

 

  • تمرير الدستور بعيدا عن شرعية الشعب "عبث سياسي"

 

أكد الأمين العام لحركة النهضة محمد ذويبي أمس أن الوضع الذي تمر به الجزائر خطير لم تعرفه البلاد منذ الاستقلال، منددا بظاهرة الفساد التي تعم كل القطاعات، متهما السلطة بمحاولة تمرير مشروع تعديل الدستور بصورة لا تلبي طموحات الشعب الجزائري، معتبرا أن تمرير الدستور بعيدا عن شرعية الشعب هو "عبث سياسي"، قبل أن يتسائل عن جدوى ما تريد أن تمرره السلطة من خلال هذا المشروع الذي عدل 4 مرات في ظرف 12 سنة، وندّد المتحدث خلال التجمع الشعبي نظمته الحركة أمس بمدينة تبسة، بما تقوم به السلطة على الصعيد السياسي والاجتماعي والاقتصادي خاصة تلك التي صدرت عقب الندوة الوطنية للتجارة الخارجية، التي خلصت، حسبه، إلى احتكار "اقتصادي جديد من خلال إقرار عصبة معينة دون غيرها من التجار المكلفة بالاستيراد والتصدير".

انتقد الأمين العام لحركة النهضة محمد ذويبي، فرض السلطة لأجندات خارجية دخيلة عن الشعب وتزوير ارادته وكذا اتساع ظاهرة الفساد في كل المؤسسات ويرى المتحدث أن الشعب الجزائري يعيش تحت الصدمة وفيما يخض مشروع تعديل الدستور اتهمت النهضة النظام بمحاولة تمرير هذا المشروع بصورة شكلية لا تلبي طموح الشعب وبدون ادراك للمخاطر التي تترصد بالجزائر وللتحولات الداخلية والخارجية الأمر الذي يضيع على الجزائريين الفرصة الحقيقية لمواجهة التحديات المقبلة.

هذا واستنكر في سياق متصل، ما يجري في البلاد واصفا الوضع بكونه "الكولسة السياسية التي يريد أصحابها استغباء الشعب"، وقال إن الوضع بالجزائر خطير سببه ما وصفه بـ"معايير الفشل والنهب والقمع للحريات وتعطيل دولة القانون"، وأكّد المتحدّث في سياق متصل أن السلطة تسيطر عليها " ثلة " في صناعة القرار وقد استطاعت هذه" الثلة" فرض منطقها على الشعب وراحت تفرض أجندات خارجية دخيلة، قبل أن يضيف" من يريد أن يحكم هذا الشعب عليه أن يخضع لإرادة الشعب وقيمه الحضارية لا أن يفرض نزواته السياسية وأحلام لا علاقة لها بمعيشة الشعب الجزائري".

وفي الشق الاقتصادي نذد الامين العام للحركة ما قامت به السلطة مؤخرا باسم الندوة الوطنية للتجارة الخارجية والتي خلصت إلى احتكار اقتصادي جديد من خلال اقرار مجموعة او عصبة معينة هي المعنية المكلفة فقط دون غيرها من التجار المكلفة بالاستيراد والتصدير، وهو ما يندر بخطورة كبيرة حسب ذويبي وهو ما سيرهن القرار السياسي للجزائر في يد هذه المجموعة والتي تتحكم في كل مفاصل الدولة بالمال العام من الخزينة العمومية الذي احتكرته لنفسها عير ندوات تنظمها لشرعنة ممارسات خارج القانون وروح الدستور الذي يضمن حق المواطنة.

ولدى تطرقه لمسألة الدستور التي تشغل بال الطبقة السياسية اليوم، قال المسؤول الأول في الحركة أن ما تريد أن تمرره السلطة هو "عين العبث السياسي، دستور يعدل 4 مرات في 12 سنة"، قبل أن يضيف أنّ" السلطة اليوم لا تعي حجم المخاطر التي تترصد بالجزائر، وهي الآن لازلت تضيّع على الجزائريين الفرصة الحقيقية لمواجهة التحديات المقبلة والتي ستأتي على الأخضر واليابس، وأنها لا زلت تتعامل مع الشعب الجزائري على أنه شعب قاصر، وتمارس الوصاية عليه حتى في أسمى وثيقة التي تحدد مصيره ومصير دولته" على حدّ تعبيره.

وفي رده عن اتهامات السلطة بأنها تريد الوصول للحكم عن طريق الأشلاء، قال القيادي في التنسيقية من أجل الحريات والانتقال الديمقراطي التي تضم قطب المعارضة السياسية أنّ "الجزائريون يعرفون جيدا من يستعمل كل الأساليب غير القانونية وغير الشرعية للوصول للحكم والبقاء فيه ولو على أنقاض بقايا دولة تتآكل من الداخل، ليس في ثقافتنا وممارساتنا ومشروعنا السياسي شيء اسمه الأشلاء أو العنف قبل أن يضيف "من زرع اليأس في الناس هي السلطة وليست المعارضة" كما حمل الأولى مسؤولية الفساد الذي استشرى في مؤسسات الدولة وغيرها من المظاهر السلبية التي تطغى على المشهد العام في الجزائر.

خولة بوشويشي

من نفس القسم الوطن