الوطن

عندما تخلد الأحزاب السياسية للراحة

 

 

  • الأفافاس: كنا ولا زلنا الاستثناء في الفعل السياسي !
  • الأفلان: أجندة عمل السلطة لم "تفرمل" الحزب العتيد !
  • النهضة: السلطة أغلقت الفضاءات والحريات على الخصومها السياسيين !

 

 

يبدو جليا للمتابعين للمشهد السياسي الجزائري أن غالبية الأحزاب السياسية تكون قد ركنت إلى الراحة فلا نشاطات تذكر في الأجندة الحالية لهؤلاء الذين في العادّة يقبلون خلال العطل السنوية على تكثيف خرجاتهم الإعلامية ونشاطاتهم الحزبية التي تتيح لهم الحضور" العددي " لمناضليهم وإطاراتهم غير أن الضبابية التي تطبع المشهد السياسي والاجتماعي والاقتصادي الجزائري تكون قد ألقت بضلالها هذه المرّة على عمل الأحزاب السياسية سواء المحسوبة على جناح الموالاة أو المعارضة كما أنها تكون قد اصطادت البعض ودفعت به لضبط أجندته مع أجندة عمل السلطة، فغرف تحرير المؤسسات الإعلامية أصبحت في الآونة الأخيرة تنتظر بيانات عن أنشطة سياسية للأحزاب الفاعلة في المشهد السياسي الجزائري، غير أن هذا النشاط تأجل في أجندة البعض خاصة الأحزاب المنضوية في جناح الموالاة التي ركنت إلى" اللا حدث " في انتظار أن تتلقى الضوء الأخضر من السلطة لتنفيذ أجندتها السياسية أو الدفاع عن برنامج عملها، بينما تكون المعارضة قد فضلت ترتيب بيتها الداخلي خاصة الذي شكلته الأحزاب المنضوية في جناح التنسيقية من أجل الحريات والانتقال الديمقراطي أو هيئة التشاور والتنسيق، تمهيدا لمعركة قادمة تتعلق بمن سيكون قادرا على فرض نفسه وأجندة عمله على قادّة هذا التكتل.

ورغم سطحية الردود التي بررت بها الأحزاب السياسية التي سألتها "الرائد"، عن أسباب هذا الغياب المحسوب إلا أن مراقبين يرون أن لهذا الركود أسرار أخرى لم تظهر بعد.

الأفلان: أجندة عمل السلطة لم "تفرمل" الحزب العتيد !

نفى القيادي في جبهة التحرير الوطني السعيد بوحجة أن يكون الحزب العتيد قد دخل في مرحلة ركود بسبب أو بآخر وقال أن الحزب نظم أكثر من 15 دورة تكوينية  خاصة بالشباب في الآونة الأخيرة و10 لقاءات جهوية  إلى جانب تمكنه من تنظيم نشاطتها المحلية في أكثر من 12 محافظة من محافظات الحزب العتيد.

قال عضو المكتب السياسي للحزب العتيد والناطق الرسمي باسم الحزب، السعيد بوحجة أن الحديث عن كون التعديل الدستوري المقبل أو أجندة عمل السلطة قد فرمل نشاط جبهة التحرير الوطني، هو أمر غير صحيح، وأشار المتحدث إلى الحزب لم يركن إلى الراحة في الفترة الماضية حيث عرج محدثنا عن الدورات التكوينية التي نظمها الأفلان خلال المرحلة القادمة حيث قال أن الحزب نظم أكثر من 15 دورة تكوينية  خاصة بالشباب في الآونة الأخيرة و10 لقاءات جهوية  إلى جانب تمكنه من تنظيم نشاطاها محلية في أكثر من 12 محافظة.

وأضاف محدثنا في رده على سؤال متعلق بربط الحزب عقد  مؤتمره بموعد التعديل الدستوري، أن الأمر طبيعي  وأن الدستور مهم في حياة الدولة من المهم أن يرتبط موعده بعقد المؤتمر مشيرا   أن قرار تحديد تاريخ تقديم مشروع التعديل الدستوري، يدخل في صلاحيات رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، قائلا إن الكيفية التي سيتم من خلالها تمرير المشروع تتحدد حسب مضمونه المشروع وبما ستحتويه الوثيقة من تعديلات.

في الوقت الذي تشير قراءات للمادة 32 من القانون الأساسي لجبهة التحرير الوطني، بأن تاريخ 19 مارس هو نهاية لشرعية اللجنة المركزية المنتخبة في ذات اليوم من عام 2010، لمدة خمس سنوات، بما يدخل الحزب العتيد في أزمة شرعية مجددا، تهدد حتى الأمين العام، بما أن هذه اللجنة هي التي اختارته في المؤتمر الاستثنائي في أوت 2013، نفى القيادي في جبهة التحرير الوطني السعيد بوحجة الأمر في اتصال مع الرائد  و قال أن القانون الأساسي لم يتحدث عن نهاية شرعية اللجنة المركزية وإنما تحدث عن تاريخ إعادة انتخابها وأنه اعتبرها أعلى هيئة ما بين المؤتمرين مع إبقاءه على تاريخ انعقاد المؤتمر الذي يعيد انتخابها، قرارا في يد الأمين العام في حالة وجوده، وهو الإسقاط الحاصل الآن.

الأفافاس: كنا ولا زلنا الاستثناء في الفعل السياسي !

اعتبر المتحدث الإعلامي لحزب جبهة القوى الاشتراكية يوسف أوشيش، الركود الحاصل في الساحة السياسية في الآونة الاخيرة امرا عاديا و لا يعني بضرورة  تخلي احزاب المعارضة عن مطالبها أو نضالها المستمر، مؤكدا في نفس الوقت ان حزبه لم يعرف ركودا من قبل كما ان حراكه متجدد و لم ينقطع يوما عن الساحة السياسية منذ انشائه  .

وأوضح المتحدث أنّ الساحة السياسية في الجزائر دائما ما كانت هكذا متقلبة ومتغيرة، حيث انه تعرف حراكا مكثفا في فترات ما، كما انها تعرف تراجعا و نوعا من الركود في فترات اخرى و هذا بحسبه امر طبيعي، و اضاف المتحدث ان اقدم حزب معارض في البلاد يبقى دائما هو الاستثناء الوحيد من هذا الركود، لانه يعمل طول السنة باجتهاد و لا يستسلم لظروف المحيطة به، كما انه يعمل دائما وفق خطة و اجندة مدروسة،  و اكد نفس المتحدث ان الفترة القادمة ستعرف حراكا اكبر على الساحة و مزيدا من العمل الجاد من اجل تحقيق الاجماع الوطني، اما عن سبب الذي يجعل احزاب المعرضة دائما ترد الفعل و لا تصنع الحدث، فقد قال نفس المتحدث ان هذا هو الطبيعي، لان السلطة هي التي تملك زمام المبادرة و هي التي تصنع الحدث و على هذا الاساس ترد المعارضة و تبني اراءها و مواقفها سواء المؤيدة او الرافضة و هذا ينطبق على احزاب المعارضة و الموالاة على حد قوله  .

النهضة: السلطة أغلقت الفضاءات والحريات على الخصومها السياسيين !

برر القيادي بحركة النهضة محمد حديبي تراجع حركة الاحزاب السياسية في الشارع و خاصة المعارضة منها في الآونة الاخيرة، بالتضييق الذي تعانيه من طرف السلطة التي اغلقت كل الفضاءات والحريات، و التي تمارس التنكيل بخصومها السياسيين لمجرد انهم لا يوافقونها في الراي على حد تعبيره  

و قال حديبي في اتصال هاتفي مع "الرائد" ان الفترة الحالية بذات لا تعرف حركة كبيرة من جل احزاب المعارضة لأسباب منطقية و مقبولة، و على رأسها بحسبه فترة العطلة الربيعية، و التي تكون فيها معظم القواعد النضالية للأحزاب في برامج مع ابناءها، مضيفا انه بالرغم من ذلك فالأحزاب تنشط ولها اجندتها الحزبية المعتادة، مشيرا الى اجندة حزبه و التي قال انه قام الاسبوع الماضي بافتتاح اشغال المجلس الوطني للشباب، كما انه سيقوم ايضا مطلع الاسبوع القادم  بنزول ميداني الى ولاية تبسة في تجمع شعبي لشرح موقف النهضة والمعارضة مما يجري، و سيعرف الاسبوع القادم ايضا بحسب حديبي دائما اجتماعا لقادة تنسيقة الحريات والانتقال الديمقراطي  من اجل مناقشة خطوات المرحلة المقبلة وزمنها، و في سؤال عن ان المعارضة اصبحت تقوم برد الفعل و لا تصنع الحدث، فقد قال حديبي انه ليس من الضروري ان تصنع احزاب المعارضة الحدث، بل المهم ان تكون قريبة من الشارع و ان تتبنى مطالبه الشرعية و تسعى لتحقيقها له على ارض الواقع و انتزاعها من السلطة ان اقتضى الامر ذلك رغم ان هذه الاخيرة بحسبه اغلقت الفضاءات وحريات  اللقاءات والندوات وتريد ان تحيل الجميع على التقاعد . 

جيل جديد: المعارضة لا تستطيع أن تتخذ أية خطوة دون أن تعرف ما سيحمله الدستور

اعترف حزب جيل جدييد أن سبب غياب التنسيقية من الساحة الإعلامية حاليا هو حالة الترقب الذي تتواجد فيه معظم التشكيلات السياسية  حيث أكد أن المعارضة لا تستطيع أن تتخذ أية خطوة دون أن تعرف ماسيحمله هذا الدستور الذي سيوضح حسبه نوايا السلطة خاصة في الشق المتعلق بالحريات والديمقراطية.

تتواجد أحزاب المعارضة في حالة ترقب، حيث جمدت مختلف التشكيلات السياسية المنضوية تحت لوائها نشاطاتها بعدما كان من المفروض أن يتم انعقاد هذا الشهر  اجتماع لهيئة التشاور قصد ضبط موعد انعقاد أكبر ندوة بعد ندوة مزفران  تكون في شكل مؤتمر جامع مما يخولها أن تفرض نفسها في الساحة والسياسية وتشكل نقطة ضغط على السلطة حيث ستخرج هذه الأخيرة بقرارات مهمة.حيث قال القيادي في حزب جيل جديد سفيان صخري في اتصال مع "الرائد" أن المعارضة لا تستطيع أن تتخذ أية خطوة دون أن تعرف ماسيحمله هذا الدستور الذي سيوضح حسبه نوايا السلطة خاصة في الشق المتعلق بالحريات والديمقراطية.

بالمقابل أضاف محدثنا بأن المؤتمر الجامع  الذي تحضر له المعارضة من المنتظر تنظيمه الأيام المقبلة ، من أجل بلورة رؤية موحدة لعمل المعارضة وتوحيد نشاطها" إلى جانب تحديد دورها، لاسيما في ظل التحديات التي تواجهها البلاد.ووصف سفيان صخري  أن الاجتماع ب"الخطوة الكبرى" التي ستجمع المعارضة وذلك بعد لقاء مزفران بزرالدة  الذي اعتبرته المعارضة أساس عملها وورقة الطريق التي تسير وفقها، وأضافت أن هيئة التشاور  التي ستجتمع ستدرس جميع المقترحات التي رفعتها الأحزاب السياسية المنضوية تحت لواءها، بما فيها التهديدات الأخيرة التي تلقتها من طرف السلطة في الرسالة الأخيرة لرئيس الجمهورية.

آمال. ط/ مراد. ب

من نفس القسم الوطن