الوطن

تقدم اليمين يخلط أوراق الجزائريين بباريس

الانتخابات المحلية في فرنسا تؤسس للعنصرية اتجاه الجالية المسلمة هناك

 

يشكل تقدم اليمين واليمين المتطرف في الانتخابات المحلية في فرنسا، خطرا كبيرا على الجالية الجزائرية، بالنظر الى الافكار العنصرية التي يحملها كل من رئيس حزب الاتحاد من اجل حركة شعبية الرئيس السابق نيكولا ساركوزي، وزعيمة الجبهة الوطنية مارين لوبان، والتي بلغت اوجها في الفترة الأخيرة، أين كثر الحديث عن "أسلمة فرنسا"، حيث وجهت الاتهامات للجالية المسلمة وعلى رأسها الجزائريين بمحاولة طمس هوية المجتمع الفرنسي، وجعل الدين الاسلامي العقيدة الاولى في فرنسا.

يتّجه كل من ساركوزي ولوبان الى تحقيق نتائج متقدمة في الجولة النهائية للانتخابات المحلية الفرنسية، حيث تفيد المؤشرات بفوز اليمين المتطرف بما لا يقل عن 220 مقعدا، وهو ما سيؤهله للوصول الى قصر الايليزيه في 2017، مما يضع الجزائريين في ضيق كبير بالنظر الى الحرب التي تخوضها لوبان ضدهم والتي وصلت الى غاية المطالبة بمنعهم من ممارسة شعائرهم الدينية ومنع بناء المساجد، الى جانب الغاء تقديم الوجبات الحلال لاطفالهم في المدارس، وسحب الجنسية الفرنسية منهم، كما دعت حكومتها الى وضع حد للهجرة الى فرنسا، ومنح الجنسية للطلبة المهاجرين، والاخطر من ذلك علمنة الاسلام، أي تكييفه حسب القوانين الفرنسية العلمانية.

ولا يعد ساركوزي أقل عنصرية من لوبان، فبينما يشكل منافسا قويا لها على الساحة السياسية، فهو حليفها فيما يتعلق بالمهاجرين والإسلام والمسلمين، خاصة فيما يتعلق بحظر ارتداء الحجاب، ولعل العداء الكبير يكنه للجزائريين بالنظر الى التاريخ، وتقدمه في الانتخابات يعد هو الاخر مأساة للجالية خصوصا وانه فاز بـ 67 من المجالس المحلية، حيث تؤدي الانتخابات إلى اختيار 4108 ممثلا محليا، سيكون لهم سلطة محدودة على المدارس والخدمات الاجتماعية والطرق، وسيشكل هؤلاء ركيزة الانتخابات الرئاسية في العام 2017.

وبالرغم من الانتقادات التي يواجهها مواطنون فرنسيون وحقوقيون للتصريحات العنصرية الصادرة عن اليمين واليمين المتطرف، إلا ان هذين الحزبين تمكنا للأسف، من كسب مودة عدد كبير من الشعب، في ظل الازمة التي تمر بها فرنسا، والتي حاولا إقحام المهاجرين فيها، ما ينذر بسنوات تعيسة على الجزائريين.

أميرة. أ

من نفس القسم الوطن